رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

محطة مهمة فى حسم خيارات الناخبين

محمد عبد القادر
‎ مناظرة أوباما وماكين

يمتلئ تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية بالعديد من أبرز وأشهر المناظرات التى جمعت بين مرشحى أكبر حزبين (الجمهورى والديمقراطي)، وأسهمت بشكل كبير فى التأثير على اختيارات الناخبين، من ثم تحديد هوية ساكن البيت الأبيض الجديد.

وتحولت المناظرات بين مرشحى الرئاسة الأمريكية إلى تقليد معتاد بحكم التاريخ، حيث تشهد عرض المرشحين وجهات نظرهم فى أكثر القضايا المثارة فى حينه، وتستهدف بشكل كبير الناخبين المترددين أو المتأرجحين، الذين لم يحسموا رأيهم بعد لاختيار المرشح الذى سيصوتون له.

ففى مناظرة 1976،استغل المرشح الديمقراطى جيمى كارتر سقطة منافسه الجمهورى جيرالد فورد على الهواء، بعدما نجح فى إقناع الناخبين خلال المناظرة التليفزيونية الثانية بينهما بأنه الأجدر على حمل لقب الرئيس الـ39 للولايات المتحدة. 

وعلى الرغم من تفوق فورد على كارتر فى مناظرتهما الأولي، فإنه أخطأ فى الجواب على سؤال منافسه بالجولة الثانية حول الهيمنة السوفيتية على أوروبا الشرقية، قبل أن يدرك بعدها خطأه قائلا:كان واضحا أننى لم أشرح ما أردت أن أقول. وخلال مناظرة تاريخية حاسمة أخري، نجح المرشح الديمقراطى بيل كلينتون في1992 فى قلب كل التوقعات، التى كانت تصب فى مصلحة الرئيس الجمهورى بوش الأب وقتها، الذى استمر فى النظر إلى ساعته أكثر من مرة، وهو ما أعطى رسالة سلبية للناخبين حيث ظهر وكأن لديه ما هو أهم من المناظرة، وإقناع الناخب بقدرته على الفوز بولاية ثانية.  فى المقابل، ظل كلينتون حريصا على التحرك والاقتراب من الكاميرات والجمهور فى الأستوديو، وهو ما أعطى الانطباع بأنه أكثر اهتماما بالتواصل مع الناخبين مما أدى إلى فوزه فى الانتخابات، ليصبح الرئيس رقم42 لأمريكا. وعلى عكس والده، كان المرشح الجمهورى بوش الابن أكثر حظا فى انتخابات 2000 أمام منافسه آل جور الديمقراطى نائب الرئيس كلينتون، بعدما نجح فى تحويل استعراض منافسه ثقافته وتعاليه عليه خلال المناظرات إلى سلاح للفوز بالانتخابات ومخالفة نتائج استطلاعات الرأى وقتها.

 وخلال إحدى المناظرات، قال بوش الابن : «إذا كنا بلدا متغطرسا فسينظر إلينا كذلك، لكن إن أبدينا تواضعنا فإننا سنحظى بالاحترام، فى الوقت الذى أصبحت فيه مواقف آل جور المتعالية مادة ثرية لسخرية البرامج الكوميدية، من ثم سببا مباشرا فى خسارته للانتخابات.

وجاءت مناظرات انتخابات 2008 لتكتب التاريخ، حيث شهدت المواجهة بين باراك أوباما المرشح الديمقراطى الأمريكى من أصل إفريقي، ومنافسه الجمهورى السيناتور المخضرم جون ماكين. واستغل أوباما المناظرات الثلاث وقتها فى إظهار مجمل الاختلافات الواضحة بينه وبين منافسه، بدءا من فارق السن وفصاحة اللسان والقدرة على إقناع الناخبين ببرنامجه، ليضمن ليس فقط تسجيل انتصار ساحق، بل حجز لقب أول رئيس أمريكى من أصول إفريقية يسكن البيت الأبيض. 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق