رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ثقافة الاعتذار

بريد;

لشاعرٍ عربى أبيات يقول فيها :

إذا كنت فى كل الأمور معاتباً

صديقك لم تلقَ الذى لا تعاتبه

إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى

ظمئت وأى الناس تصفو مشاربه

ولعل ذلك يكون دافعا لكى ننسج خيوط دعوة جديدة نرفع بها راية (قبول العذر والاعتذار) كفضيلة أصبحت نادرة رغم شرف مقاصدها كمنطقٍ أخاذ للشخص سوى الخصال يأخذ الناس بحلمه ويتسم بسِعة صدره، ويكون كبيراً بخلقه، ذا عقلٍ رصين ونيات صادقة لا يكاد يرى عثرة إلا بادرها بالإصلاح، وداخله قلبٌ عامرٌ بمعايير القيم والعطاء والكرم، وقد وقر فى نفسه أن أكرم الناس أعذرهم للناس، فكلنا خطاؤون، وخير الخطائين التوابون، فالناس ليسوا ملائكة معصومين، فجميعنا عثرات وهفوات وقلما تجد من أمسك لسانه عن الزلات.. من شأن كل ذلك أن يخلق بيئة إيجابية طاردة لأجواء الاحتقانات وتداعياتها وإطفاء نار الفتنة كعلامةٍ فارقة على طريق نهج الوئام، فالنوع الإنسانى لم يوجد لتنشطر صفوفه إلى أقوام يقف كل منهم بالمرصاد أمام الآخرين، إنما وُجد لنتحرك داخل منظومة يحددها نصيب كل فرد من الجوهر الإنساني.

صحيحٌ أننا أصبحنا نعيش فى واقعٍ يعُج بأشكالٍ مرعبة من التجاوزات جعلت الحليم حيران، لكن هذا لا يعنى أن نهجر طريقاً يهدى إلى التى هى أقوم غاية، وأهدى سبيلا حتى وإن قل عدد السالكين فيه .. إننا نتطلع إلى أن تكون هذه الثقافة ممارسة عادية، نمارسها بشكلٍ لا نعتبره إنقاصٌا من كبريائنا، ولا تنازلا عن علياء نفوسنا:

فملأى السنابل تنحنى بتواضعٍ

والفارغات رؤوسهن شوامخ

كما قال المتنبى فيكون هذا المبدأ سائداً بين الناس كسلوكٍ حميد نبيل كآلية تعزز روح الصفح والتسامح .. إن اعتماد إيجابية ثقافة الاعتذار بين الناس لتكون هى الصبغة المشتركة فيهم، إنما تُشكل أرضية مناسبة للمناخات الراقية تصب فى خدمة الإنسانية وقيمها ورسالتها .

عبد الحــى الحـــلاوى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق