رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حوار مع أول رئيس لجامعة الأقصر بعد عام على إنشائها:
تأسيس الجامعة جاء استجابة لحاجة الأقصر لمؤسسة علمية تسهم فى التنمية

الأقصر ــ رانيا عبدالعاطى
تصميم جامعة الأقصر - د. بدوى شحات

كان حلم إنشاء جامعة للاقصر أحد المطالب المستمرة لأبناء الأقصر خاصة منذ قرار تحويلها إلى محافظة فى عام 2009.

جاء تحقيق الحلم بخطوات متتابعة ومتتالية لتبنى كل خطوة على سابقتها منذ أول نواة تم وضعها فى الأقصر، بداية من كلية الفنون الجميلة التى تم إنشاؤها فى التسعينات والتى تبعها إنشاء كلية السياحة والفنادق ثم كلية الاثار وأخيرا كلية الالسن والحاسبات والمعلومات وكلية الطب التى صدر لها قرار جمهورى بانشائها ومن المنتظر بدء عملها العام الدراسى القادم.

وقد كانت جميعها فروعا لجامعة جنوب الوادى فى قنا الى أن جاء القرار الجمهورى فى 23 يونيو من العام الماضى بإنشاء جامعة الأقصر وهو القرار الذى تبعه قرار اخر أدخل السرور على أبناء الأقصر بأن يكون أول رئيس للجامعة من أبناء الأقصر وهو الدكتور بدوى شحات الذى ظل فى منصبه لمدة عام وثلاثة أشهر انتهت منذ عدة أيام بعد أن تم الانتهاء من الإجراءات الخاصة باختيار رئيس جامعة جديد وصدور القرار الجمهورى بتعيين الدكتور محمد محجوب رئيسا لجامعة الأقصر.

 

«الأهرام» حرصت على إجراء حوار مع أول رئيس لجامعة الأقصر بعد مرور عامها الأول وهو الدكتور بدوى شحات لنتعرف من خلاله على أهم ما شهدته عمليه إنشاء الجامعة وكيف استطاعت الجامعة خلال أقل من عام ونصف العام من التواصل مع مختلف مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى فى الأقصر لتؤكد أن قرار إنشائها جاء لتحقيق النهضة العلمية والتنمية المجتمعية فى الأقصر.

يقول الدكتور بدوى شحات الاستاذ بكلية طب الأقصر حاليا والقائم بعمل رئيس جامعة الأقصر سابقا إن قرار تعيينه رئيسا لجامعة الأقصرفى 25 يونيو 2019 جاء بعد يومين من صدور قرار إنشاء جامعة الأقصر فمن المعروف أن واحدا من أهم توجهات السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى أن يكون هناك جامعة حكومية فى كل محافظة بمصر فالجامعة هى منارة تعمل على دفع حركة التقدم والتنمية.

مشيرا إلى أنه شعر بمسئولية كبيرة لدى صدور القرار، فجامعة الأقصر جامعة وليدة ومازالت فى حاجة إلى استكمال أعمال التأسيس سواء التى تم انشاؤها بالفعل وبحاجة للدعم اللوجيستى أو التى سيتم إنشاؤها فى المستقبل لذلك كان هناك الكثير من العمل الذى سنحتاج إلى استكماله فى هذا الشأن،هذا بالطبع بالإضافة إلى كونى أحد أبناء المحافظة الأمر الذى جعلنى أشعر بالمسئولية تجاه المحافظة فقد كنت على علم بمدى احتياج الأقصر لوجود مؤسسة علمية تساهم فى عملية التنمية وكان لدى ايمان خاص بأن التنمية فى اى محافظة تقوم على جناحين هما المحافظة كجهة إدارية وتنفيذية والجامعة كجهة علمية وتنموية لذلك سعيت منذ يوم عملى الأول للعمل على ثلاثة محاور هى الجانب الدراسى والتعليمى للطلبة والمحور الثانى وهو الدراسات العليا أما الثالث فهو المحور الخاص بخدمة المجتمع والبيئة المحيطة

بالنسبة للمحور الأول الخاص بالعملية التعليمية والمحور الثانى الخاص بالدراسات العليا فقد كان لدينا كليات موجودة بالفعل وهى خمس كليات ولكنها كانت بحاجة إلى الدعم بأثاث وأجهزة ومعدات ومعامل فتم دعم كلية الاثار بمعمل أبحاث خاص بالترميم ومعمل اخر للتنقيب عن الاثار أما بالنسبة لكلية السياحة والفنادق فكان لها أهمية خاصة لكونها تقع فى واحدة من المحافظات السياحية فى مصر فكان لابد من الاهتمام بالجانب العملى لذلك عملنا على انشاء مطبخ فندقى على أعلى مستوى ومطعم ملحق به ليتم تدريب الطلاب. أما بالنسبة لكلية الفنون الجميلة والتى تقع فى قلب مدينة الأقصر فهى تعانى منذ انشائها من عدم جاهزية المبانى الخاصة بها شكل يسمح للطلبة بممارسة الجزء العملى من الدراسة لذلك قمنا بإضافة التجهيزات اللازمة لها.

أما النسبة لتطوير اليات التعليم فى جميع كليات الجامعة فقد تم ادخال فكرة التعليم عن طريق الشاشات التفاعلية وقد كانت الجامعة سباقة فى التفكير فى هذا الامر ومع بدء تطبيق أسلوب نظام التعليم الهجين الذى يجمع بين التعلم المباشر والتعلم عن بعد فسيتمكن الأساتذة من التواصل مع الطلاب بشكل أفضل بما تتيحه تلك الشاشات من التواصل عن بعد فى اى مكان يتواجد به الطلبة.

ورغم أن عمر انشاء الجامعة لا يتعدى العام ونصف العام فقد حرصت على أن تضع الجامعة موطئ قدم لها فى مجال البحث العلمى والأكاديمى فتم تشكيل لجنة علمية من كبار أساتذة الجامعة من الذين سبق لهم نشر الأبحاث والأوراق البحثية فى دوريات علمية وبحثية لها أهميتها فى المجال الاكاديمى والعلمى على المستوى الدولي.

كما كنت حريصا على تواجد الجامعة على شبكة الانترنت فمنذ الشهور الأولى تم إنشاء موقع للجامعة ظهر فى نسخته الأولى باللغة العربية ويجرى حاليا إضافة ثلاث لغات له هى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية.

المشاركة المجتمعية لجامعة الأقصر

كان المحور الثالث أحد اهم المحاور التى حرصت على العمل عليها حتى يشعر المواطن الأقصرى أن الاستفادة من إنشاء الجامعة تمتد إلى مختلف نواحى حياته وليس الجانب العلمى والتعليمى فقط.

فجاءت مشاركة جامعة جنوب الوادى فى اعمال تطوير وتجميل الأقصر كأحد بيوت الخبرة العلمية فتم تكليف كلية الفنون الجميلة بتقديم مقترحات لتطوير أربعة ميادين بالأقصر وتم تشكيل لجنة متخصصة لاختيار الاعمال قبل عرضها على المحافظة والهيئة الهندسية وبالفعل تسلمت اللجنة 14 تصميما تم اختيار 8 تصميمات منها بعد استبعاد كافة التصميمات التى تحتوى على أشكال فرعونية وذلك لأن الطبيعة الخاصة للأقصر تجعل من الصعب عمل اى مجسم أو عمل فنى مشابة لما قام به قدماء المصريين نظرا لكون الأقصر متحفا مفتوحا يضم فى مختلف انحائه أعمال قدماء المصريين ومن الصعب تقليد الأصل لذلك حتى كان لابد من الابتعاد عن الأشكال الفرعونية مع الحفاظ على الطبيعة الخاصة للأقصر، وقد قامت المحافظة والهيئة الهندسية باختيار أربعة أشكال من الـ8 تصميمات التى أستقرت عليها اللجنة وتم تنفيذ ثلاثة ميادين منها بالفعل هى ميدان المطار وميدان النوفوتيل وميدان العوامية وجارٍ العمل حاليا فى ميدان المحطة.

ممر التعليم التفاعلى مبادرة تسعى للتعميم فى مصر

لم تتوقف المشاركة المجتمعية للجامعة فى أعمال التطوير والتجميل فى المدينة فقط ولكنها امتدت إلى القرى والنجوع فقامت الجامعة ممثلة فى طلبة الفنون الجميلة وبالتعاون مع مؤسسة مصر الخير وإحدى المؤسسات المجتمعية فى دولة البحرين بتنفيذ مشروع «ممر التعليم التفاعلي» فى قرية «حاجر المساوية» بمركز ومدينة إسنا ففى تلك القرية توجد مدرسة «عودة حمدان» للتعليم المجتمعى وهذه المدرسة يقوم الطلبة بالذهاب إليها مرورا بثلاثة شوارع مختلفة فكانت الفكرة هى تطوير وتجميل الجدران الخارجية للمنازل والمبانى فى تلك الشوارع بشكل تعليمى للأطفال ويتم تحويل المادة التعليمية وخريطة مصر إلى أشكال فنية وعصرية بطريقة مبهجة.

وقد نالت تلك التجربة استحسان المؤسسة البحرينية والتى ستقوم بتعميمها فى بعض المناطق فى البحرين.

التعاون مع الجامعات الدولية

وعن التعاون مع عدد من الجهات الدولية فى العملية التعليمية يقول الدكتور بدوى إن الجامعة كانت قد شاركت فى فعاليات «أيام إيطاليا فى مصر» والتى أقيمت فى الأقصر فى أكتوبر عام 2019 وقد تم الاتفاق على قيام الحكومة الإيطالية بدعم قسم اللغة الإيطالية بكلية الألسن بالأقصر بأساتذة إيطاليين متخصصين فى اللغة الإيطالية ليقوموا بالتدريس الطلبة.

كما قامت جامعة شنغهاى بافتتاح فصل كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية بحضور رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشارى السياسى الصينى والسفير الصينى بالقاهرة ونائب وزير التعليم العالمى الدكتور عمرو عدلي.

المشروعات المستقبلية

يقول الدكتور بدوى إن واحدة من أكبر وأهم المشكلات التى تواجه جامعة الأقصر هى عدم وجود حرم للجامعة فالكليات الخمس الخاصة بها تقع فى مناطق متفرقة وبعيدة عن بعضها البعض فى مختلف أنحاء الأقصر لذلك كان أحد أهم الأشياء التى عملت عليها هى الحصول على قرار تخصيص بمساحة 100 فدان فى مدينة طيبة الجديدة لانشاء جامعة الأقصر وتم وضع مخطط مستقبلى لانشاء 6 أو 7 كليات جديدة لتكون إضافة للـ 5 كليات الموجودة بالفعل وكذلك تطوير مبنيين فى مدينة طيبة تم تخصيصهما للجامعة ليكونا كلية لكلية التربية وهى أول كلية سيتم انشاؤها خلال الفترة القادمة نظرا لوجود احتياج كبير لها وقد قمنا خلال العام الماضى بتوقيع برتوكول مع جامعة جنوب الوادى كلية التربية الغردقة لتدريس دبلومة التربية فى الجامعة لحين الانتهاء من انشاء الكلية وقد ساهم ذلك كثيرا فى توفير عبء السفر على معلمى الأقصر الذين كانوا يتكبدون عناء السفر لقنا وسوهاج للحصول على تلك الدبلومة كما انها كانت سببا فى توفير دخل للجامعة زاد على المليون جنيه.

ويجرى العمل حاليا فى إنشاء مبنى جديد لكلية الطب فى الأرض المخصصة للجامعة على مساحة 12 الف متر فى مدينة طيبة الجديدة ليكون على أحدث الطرز العالمية لكليات الطب وقد تم الانتهاء من كافة الرسومات الخاصة بالمبنى وتجرى اعمال الطرح لبدء الإنشاء.

وقد قامت الجامعة بتوقيع اتفاقية تعاون مع مستشفى الأقصر العام ليتم تدريس الجانب الإكلينكى لطلبة الكلية بالمستشفى لحين انشاء مستشفى جامعى جديد بمدينة طيبة الجديدة بطاقة 150 سريرا.

وتستهدف الخطة المستقبلية للجامعة المزيد من التوسعات ليتم فى المرحلة الثانية ضم 150 فدانا أخرى من أراضى مدينة طيبة الأمر الذى كنا نسعى من خلاله لإنشاء فرع مشترك مع إحدى الجامعات الدولية وقد حصلنا على ترحيب بالغ من جامعة شنغهاى عند مناقشة المسألة معهم اثناء افتتاح فصل كونفوشيوس العام الماضى لتدريس اللغة الصينية فى كلية الألسن.

الروتين الكاذب .. أصعب المعوقات

أن أصعب ما واجهه هو عقلية الموظف والروتين فطريقة التفكير والاداء المهنى تحتاج إلى تطوير كبير فهناك خلط كبير فى المفاهيم ما بين تنفيذ اللوائح والقوانين وبين التحول إلى الروتين الكاذب، لذلك كان الحرص على تنفيذ برنامج تدريبى متقدم مع جهاز التنظيم والإدارة. وقد حرصت على مشاركة جميع تلك الملفات مع الدكتور محمد محجوب الرئيس الحالى للجامعة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق