رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الصين والأمم المتحدة: مقاصد مشتركة ودعم متواصل

حسين إسماعيل ــ خبير فى الشئون الصينية

الصين من الدول المؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة، ومن الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن. ففى الأول من يناير عام 1942، أصدرت ست وعشرون دولة، من بينها الصين والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتى ((إعلان الأمم المتحدة)) فى واشنطن. فى يونيو عام 1945، وقع وفد الصين، الذى ضم ممثلين عن الحزب الشيوعى الصيني، على ميثاق الأمم المتحدة. ولكن الصين حُرمت من وضعها القانونى فى الأمم المتحدة لمدة اثنتين وعشرين سنة بعد تأسيسها سنة 1949. وفى الخامس والعشرين من أكتوبر عام 1971، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها السادسة والعشرين القرار رقم 2758 الذى ينص على إعادة كافة الحقوق المشروعة لجمهورية الصين الشعبية فى الأمم المتحدة والاعتراف بممثل حكومتها باعتباره الممثل الشرعى الوحيد للصين فى الأمم المتحدة. ولهذا فإن الصين ترتبط مع الأمم المتحدة بعلاقة خاصة أكثر من أى بلد آخر، فالمنظمة الدولية واحدة من علامات انتصار الإرادة الصينية. وتؤكد الصين دائما على أهمية الدور المحورى للأمم المتحدة فى النظام الدولي، وعلى ضرورة الالتزام بمقاصد وأهداف ميثاق الأمم المتحدة. فى كلمته بالمناقشة العامة للدورة السنوية الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، فى الثانى والعشرين من سبتمبر 2020، قال الرئيس الصيني: «يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للانتصار فى الحرب العالمية ضد الفاشية وتأسيس الأمم المتحدة. عقد أمس الاجتماع الرفيع المستوى للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين للأمم المتحدة. كان الاجتماع هاما، حيث أكد مجددا التزامنا الراسخ بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة على أساس مراجعة التجارب التاريخية والدروس المستفادة من الحرب العالمية ضد الفاشية.»

لقد عملت الصين منذ استعادة عضويتها فى الأمم المتحدة على تحقيق مقاصد وأهداف ميثاق المنظمة الدولية وفى مقدمتها حفظ السلم والأمن الدوليين. تدعو الصين بقوة إلى بناء نمط جديد من العلاقات الدولية يتميز بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المتبادل المنفعة، وتعمل على تعزيز بناء رابطة المصير المشترك للبشرية وتتعاون مع الدول الأخرى لبناء «الحزام والطريق»، مما يقدم مساهمات هامة للسلام والتنمية فى العالم. حتى الآن، وقعت الصين 200 وثيقة تعاون مع 138 دولة و30 منظمة دولية من أجل البناء المشترك لـ«الحزام والطريق»، ونفذت بشكل مشترك أكثر من ألفى مشروع مشترك. إن الصين، وفقا لكثير من الباحثين، توفر إمكانية جديدة للتخلى عن قانون الغابة، وعدم الانخراط فى السلطة والهيمنة، وتجاوز لعبة المحصلة الصفرية، وفتح تطور حضارى جديد من خلال التعاون المتبادل المنفعة، وبناء ومشاركة مسار جديد للتنمية الحضارية.

إن دعم الصين لمقاصد وأهداف الأمم المتحدة ليس مجرد شعارات، وإنما واقع ملموس على الأرض. لقد تم تنفيذ جميع المبادرات والإجراءات الرئيسية التى أعلنها الرئيس شى جين بينج فى احتفالات الذكرى السنوية السبعين لتأسيس الأمم المتحدة. حيث أكملت القوة الاحتياطية لحفظ السلام الصينية التى يبلغ قوامها 8000 و300 فرد من شرطة حفظ السلام الدائمة التسجيل فى الأمم المتحدة. ونفذ صندوق السلام والتنمية بين الصين والأمم المتحدة أكثر من 80 مشروعا برأسمال 7ر67 مليون دولار أمريكي، وتم تنفيذ مشروع «المئات الست» لمساعدة البلدان النامية على تطوير اقتصاداتها وتحسين معيشة شعوبها، كما نفذ صندوق مساعدة التعاون فيما بين بلدان الجنوب أكثر من 80 مشروعا فى أكثر من 30 دولة نامية.

فى كلمته بالمناقشة العامة للدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيش شى جين بينج: «قدمت الصين مساهمات تاريخية للفوز فى الحرب العالمية ضد الفاشية ودعمت تأسيس الأمم المتحدة. اليوم، وبنفس الشعور بالمسؤولية، تشارك الصين بنشاط فى المعركة الدولية ضد وباء كوفيد- 19، وتساهم بنصيبها فى دعم أمن الصحة العامة العالمي.» وتعهد بأن تواصل الصين مشاطرة ممارساتها فى مكافحة الأوبئة بالإضافة إلى التشخيص والعلاج مع البلدان الأخرى، وتقديم الدعم والمساعدة للبلدان المحتاجة، وضمان سلاسل التوريد العالمية المستقرة لمكافحة الوباء، والمشاركة بنشاط فى البحث العالمى حول تعقب مصدر الفيروس وطرق انتقاله. وقال شى إنه فى الوقت الحالي، هناك العديد من لقاحات كوفيد- 19 التى طورتها الصين فى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية. عند اكتمال تطويرها وإتاحتها للاستخدام، ستصبح هذه اللقاحات منتجات عامة عالمية، وسيتم توفيرها للبلدان النامية الأخرى على أساس الأولوية. ستفى الصين بالتزامها بتقديم مليارى دولار أمريكى من المساعدات الدولية على مدى عامين، وتعزيز التعاون الدولى فى مجالات مثل الزراعة، والحد من الفقر، والتعليم، والنساء والأطفال، وتغير المناخ، ودعم البلدان الأخرى فى استعادة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وقال الرئيس شى أيضا: «إن وباء كوفيد- 19 يعتبر اختبارا رئيسيًا لقدرة الحكومات على الحكم واختبار نظام الحوكمة العالمية. ينبغى أن نبقى صادقين مع التعددية وأن نحمى النظام الدولى مع وجود الأمم المتحدة فى صميمه. يجب أن تستند الحوكمة العالمية إلى مبدأ التشاور المكثف والتعاون المشترك والمنافع المشتركة لضمان تمتع جميع البلدان بحقوق وفرص متساوية واتباع نفس القواعد. يجب أن يتكيف نظام الحوكمة العالمى مع الديناميكيات السياسية والاقتصادية العالمية المتطورة، وأن يتصدى للتحديات العالمية ويتبنى الاتجاه الأساسى للسلام والتنمية والتعاون المتبادل المنفعة. من الطبيعى أن تختلف البلدان، المهم هو معالجة الخلافات من خلال الحوار والتشاور. قد تشارك البلدان فى المنافسة، ولكن هذه المنافسة يجب أن تكون إيجابية وصحية بطبيعتها. عندما تكون فى منافسة، يجب على الدول ألا تنتهك المعايير الأخلاقية ويجب أن تمتثل للمعايير الدولية. على وجه الخصوص، يجب على الدول الكبرى أن تتصرف كدول كبرى. يجب عليها توفير المزيد من المنافع العامة العالمية وتحمل مسؤولياتها الواجبة والوفاء بتوقعات الناس.

وكما أوضح الرئيس الصينى فإن «عصا التاريخ قد انتقلت إلى جيلنا، وعلينا أن نتخذ الخيار الصحيح، وهو خيار يستحق ثقة الناس وعصرنا. دعونا نتكاتف لدعم قيم السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية التى نتقاسمها جميعا، وبناء نمط جديد من العلاقات الدولية ورابطة المصير المشترك للبشرية. معا، يمكننا أن نجعل العالم مكانا أفضل للجميع.» إن الصين كانت وستظل دائما من بناة السلام العالمى ومساهمة فى التنمية العالمية ومدافعة عن النظام الدولي، وفى القلب منه الأمم المتحدة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق