رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تخليد أبطال كورونا بريديا فى فرنسا

كتب ــ وسام أبوالعطا

دون انتظار إتمام قطاعات الأدب والسينما دورهما فى توثيق الأحداث والتبعات التى ارتبطت بأزمة فيروس «كورونا» المستجد، قررت هيئة البريد الفرنسية، وفقا إلى تقرير نشرته صحيفة «لوموند»، تكريم 12 مهنة تمسكت بمواقعها فى الخطوط الأمامية خلال ذروة المواجهة العنيفة مع الفيروس العنيد فى فرنسا.

وبالطبع، تصدر الأطباء والممرضات الفئات المكرمة بمجموعة الطوابع البريدية المبتكرة، ومعهم رجال الشرطة، وموظفو البريد وجامعو القمامة، وغيرهم. وقد اسندت هيئة البريد الفرنسية «لا بوست» مهمة تصميم الطوابع إلى الرسام والمؤلف الأمريكى مايلز هايمان، الذى يعيش فى فرنسا منذ 35 عاما .

ولم يكتف هايمان بإنجاز المهمة وفقا إلى النمط التقليدي، وإنما قام بتأليف رواية مصغرة ومصورة، معتمدا على حيلة ترتيب الطوابع داخل دفتر خاص. تبدأ «القصة البريدية» بالمهن الطبية - أولئك الذين هم على اتصال مباشر بالفيروس- وتنتهى بصورة البستانى الذى يحمل صندوقًا من الخضراوات الطازجة، رمزًا لاستمرار الحياة وتجددها فى إشارة إلى ولادة العالم من جديد وشفاء المصابين.

واجه هايمان تحديان فى أثناء التنفيذ. يتعلق الأول بحجم الطوابع (38* 24 مم)، وهو أصغر بنحو عشر مرات من المساحات التى تشغلها أعمال هايمان فى العادة. وباستخدام التقنيات الفنية الحديثة لأجهزة الكمبيوتر، ضمن هايمان بقاء العناصر المختلفة التى تتكون منها كل لوحة قابلة للمشاهدة والقراءة بعد تصغيرها. ولذلك تعمد الحفاظ على عناصر بعينها مثل حدوث فعل واضح، ولمسة الألوان المبهجة، بين عناصر أخري.

التحدى الآخر كان مرتبطا بالقناع الواقي، الذى يلتزم به غالبية أبطاله فى تجسيد صادق لأجواء زمن «كورونا». فكان يجب على الفنان أمريكى الأصول فرنسى الهوى إضفاء الحيوية اللازمة على أبطال الطوابع، مع الالتزام بتغطية ثلثى مساحة وجوههم. ووفقا إلى تقرير لوموند، كان لازما على هايمان «أن تعكس طوابعه المشاعر والأحاسيس التى تجسدت خلال أيام الأزمة، بمجرد لمحة عين؟» وقد استطاع هايمان ان يتجاوز هذا التحدى بتوجيه أعين بعض أبطاله إلى مشترى الطوابع والمطالع للوحتها المعبرة، وذلك للحصول على التأثير المطلوب.

يقول هايمان فى تصريحات صحفية: «لقد ركزت على الجانب المتواضع من هؤلاء الأشخاص الذين أصبحوا أبطالا فى سياق الأزمة الصحية، حيث كان من السهل تصوير هذه المشاهد بطريقة درامية، تصور مدى الخطورة والتضحية التى كان يقدمها هؤلاء الأبطال، فالبطولة كلمة معقدة، حيث إننى لم أنس «مخاوفي» كأب عندما كنت أرى ابنتى تذهب للعمل فى متجر للأغذية فى ذروة الأزمة».

وحتى يكتمل تقرير «لوموند»، نقلت الصحيفة الفرنسية انطباعات بعض أبطال أزمة «كورونا». فنقلت عن أحد العاملين بشركة لجمع القمامة بالعاصمة الفرنسية، قوله: «لقد كنا ملوك باريس! رسومات تخلدنا، وتصفيق من المواطنين، كان يتم الترحيب بنا مثل الآلهة، لم نعرف ذلك من قبل على الإطلاق». كما نقلت الصحيفة عن بيير أودي، السائق الذى واصل نشاطه فى مجال توصيل المواد الغذائية طوال فترة العزل المنزلى العام، سعادته بالاستمرار فى مطالعة الرسائل النصية المشحونة بالدعم والتى كانت تصله من عمدة قريته فى جيروند. وكذلك ذكرياته عن موجات التصفيق التى كانت تنتظره عند عودته فى الساعة الثامنة مساءً من جانب قاطنى شارعه. ولا ينسى أودى أبدا ما قاله له أحد جيرانه يوما ما: « إنك حقا تحقق شيئا عظيما».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق