رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

استقلال باربادوس وأزمة جبل طارق .. غروب جديد لشمس بريطانيا

محمد عز الدين

يبدو أن الشمس ستغرب مجددا عن أجزاء جديدة من إمبراطورية التاج البريطاني، وهذه المرة اقترحت السلطات الإسبانية ضم «جبل طارق» إلى منطقة «شنجن» الأوروبية، بحجة تسهيل حركة الانتقال معها، وذلك بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى «البريكست».

وبدورها، تعتزم جزيرة «باربادوس» بالكاريبي، عزل الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا من منصبها على رأس دولتها وأن تصبح جمهورية بحلول نوفمبر 2021.

 

وعلى الرغم من استمرار انفراط حبات عقد الإمبراطورية البريطانية، حافظت معظم دول الكاريبى على روابط رسمية مع النظام الملكى بعد الاستقلال. وستنضم باربادوس التى استقلت عام 1966، إلى ترينيداد وتوباجو، ودومينيكا، وجويانا، إذا استمرت فى خطتها للتحول إلى جمهورية، كما ألمحت جامايكا أيضا إلى مثل هذا الانتقال الجمهوري، حيث قال رئيس وزرائها أندرو هولنس، إنه يمثل أولوية لحكومته.

واقترحت إسبانيا ضم مستعمرة جبل طارق البريطانية لمنطقة «شنجن»، خلال اجتماعات عقدت مؤخرا بين ممثلى حكومتى بريطانيا وجبل طارق، فى مدريد. ولن يكون جبل طارق جزءا من الاتحاد الأوروبى مثل المملكة المتحدة، ولكن إذا تمت الموافقة على اقتراح إسبانيا، فسيكون لجبل طارق اتفاقية مماثلة لاتفاقية «ليختنشتاين»، التى ليست ضمن الاتحاد الأوروبى ولكنها عضو فى منطقة شنجن.

ويحظى اقتراح إسبانيا بدعم رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو، فيما صوت 96% من مواطنى جبل طارق للبقاء فى الاتحاد الأوروبى فى استفتاء أجرى عام 2016.

وتستمر بريطانيا فى تطبيق قوانينها على مستعمرتها القديمة حتى نهاية عام 2020، عندما تنتهى الفترة الانتقالية، وذلك على الرغم من انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبى فى نهاية العام الماضي.

وكان جبل طارق جزءا من السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، والتى سمحت للإقليم بالتجارة بحرية فى دول الاتحاد الأوروبي، ولكن ليس فى منطقة «شنجن»، تمامًا مثل بريطانيا.

ويعبر أكثر من 15 ألف شخص يعيشون فى جنوب «لا لينيا دى لا كونسيبسيون» بإسبانيا عبور الحدود يوميا للعمل فى جبل طارق، منهم نحو 9 آلاف أسبان، و6 آلاف من البريطانيين.

وإذا دخل الاقتراح حيز التنفيذ، وتم ضم جبل طارق لمنطقة شنجن، فسيعد ذلك خطوة مثيرة للجدل بالنسبة للمملكة المتحدة، التى لم تشارك فى اتفاقية منطقة «شنجن» خلال الفترة التى كانت خلالها جزءا من الاتحاد الأوروبي.

وفى «باربادوس»، يصرح مسئولوها علنا بأنه «قد حان الوقت لترك ماضينا الاستعمارى وراءنا بالكامل»، كما قالت الحاكمة العامة للجزيرة، ساندرا ماسون، ولم يختلف حديث كل رئيسة وزرائها، ميا موتلي، وتحذيرات من رئيس الوزراء الأول للدولة الجزيرة الكاريبية، إيرول بارو، عن هذه المعانى التى تستهدف التحول للنظام الجمهورى والاستقلال عن التبعية البريطانية نهائيًا ولو كانت رمزية.

وستتخذ باربادوس الخطوة التالية نحو السيادة الكاملة وتصبح جمهورية بالتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة والخمسين لاستقلال الجزيرة.

وعلى الرغم من أن الملكة إليزابيث لا تزال هى ملكة باربادوس ورئيس الدولة دستوريا، إلا أن الجزيرة مصرة على إنهاء هذه التبعية تماما، ففى عام 1998، أوصت لجنة مراجعة الدستور فى بربادوس بالتحول لجمهورية،واتخذت باربادوس خطوة أخرى نحو الاستقلال عن المملكة المتحدة فى عام 2003، عندما استبدلت اللجنة القضائية فى لندن التابعة لمجلس الملك الخاص بمحكمة العدل الكاريبية، الموجودة فى ترينيداد، كمحكمة استئناف نهائية لها، وأعربت فى عام 2015 عن رغبتها بالانتقال إلى وضع الجمهورية فى غضون عام واحد، وفى عام 2015 أيضا، قال رئيس الوزراء آنذاك، فرونديل ستيوارت، «علينا الانتقال من نظام ملكى إلى شكل جمهورى فى المستقبل القريب جدا».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق