طهران تتهم أوروبا بالتهاون مع أمريكا وتتوعد قتلة سليمانى
رفضت دول الثلاثى الأوروبي، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، تفعيل «آلية الزناد» لإعادة فرض عقوبات ضد إيران، وذلك فى الوقت الذى اتهمت فيه طهران الدول الأوروبية بأنها «متهاونة» وكانت شريكة فى استراتيجية «الضغوط القصوى» التى بمقتضاها فرض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عقوبات على إيران.
ومن جهتها، أبلغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مجلس الأمن الدولى أن إعفاء إيران من عقوبات الأمم المتحدة بموجب الاتفاق النووى الموقع عام ٢٠١٥، سيستمر بعد ٢٠ سبتمبر، وهو الموعد الذى تؤكد الولايات المتحدة أنه ينبغى إعادة فرض كل العقوبات فيه.
وفى رسالة إلى مجلس الأمن المؤلف من ١٥ دولة عضوا، قالت الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووى إن أى قرار أو إجراء لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة «سيكون بلا أى أثر قانوني».
وقال مبعوثو بريطانيا وفرنسا وألمانيا لدى الأمم المتحدة «عملنا بلا كلل من أجل الحفاظ على الاتفاق النووى ومازلنا ملتزمين بذلك».
وأضافوا أنهم لا يزالون ملتزمين «بالتنفيذ الكامل» لقرار مجلس الأمن عام ٢٠١٥ الذى دعم الاتفاق، والذى يضم أيضا روسيا والصين.
وكان وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو قد قال الشهر الماضى إنه قام بتفعيل عملية مدتها ٣٠ يوما فى مجلس الأمن تؤدى إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران ، والتى تمنع أيضا انتهاء أجل حظر للأسلحة التقليدية على طهران فى ١٨ أكتوبر. لكن ١٣ من أعضاء مجلس الأمن يقولون إن إجراء واشنطن باطل لأنها لم تعد طرفا فى الاتفاق النووي.
وتقول الولايات المتحدة إنه يحق لها اتخاذ ذلك الإجراء لأن قرار مجلس الأمن عام ٢٠١٥ لا يزال يشملها كطرف مشارك.
وعلى الجانب الإيراني، أكد على أكبر ولاياتي، مستشار المرشد الإيرانى للشئون الدولية أنه لا توجد علاقات مالية أو تجارية لإيران مع أوروبا، لأنها تهاونت مع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.
وقال ولاياتى إن تفعيل «آلية الزناد» استعراض مسرحى دعائى من قبل الرئيس الأمريكى وضجيج لحصد الرأى العام داخل أمريكا.
وشدد ولاياتي، فى حديث لوكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية، على أنه لا يمكن لإيران تطبيق الاتفاق النووى من جانب واحد، فيما لا ينفذ الجانب الآخر التزاماته، مشيرا إلى أن أمريكا انسحبت من الاتفاق النووي، وادعاؤها بتفعيل آلية الزناد باطل لا أساس له.
ولفت إلى أن أطراف الاتفاق النووى الآخرين أطلقوا الوعود فقط وشاركوا بشكل مباشر أو غير مباشر فى العقوبات الأمريكية، ولم يلتزم أى منهم بالاتفاق، متهما الدول الأوروبية بأنها «شريكة فى العقوبات الأمريكية على طهران».
وأكد مستشار المرشد الإيرانى على خامنئى أنه لا اعتبار للاتفاق النووى اليوم لأنه ينفذ من جانب واحد فقط.
من جهة أخرى، قال ولاياتى إن إيران لا تعول على انتخابات الرئاسة الأمريكية، معتبرا أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما لم يكن أفضل من ترامب. وفى الوقت ذاته، حذر القائد العام للحرس الثورى الإيرانى اللواء حسين سلامي، الرئيس الأمريكي، قائلا، إن «وعدنا بالانتقام للجنرال قاسم سليمانى مؤكد وجاد وحقيقي، ولا رجعة فيه». وقال سلامي، خلال المراسم الصباحية المشتركة لهيئة القيادة العامة للحرس، « ترامب، لا تشك فى انتقامنا لأنه مؤكد وجاد تماما»، مضيفاً، «سننتقم بشجاعة وإنصاف. لهذا لم نستهدف جنودكم فى عين الأسد»، وذلك حسب وكالة «تسنيم» الإيرانية.
رابط دائم: