رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

العيون الخمس.. تراك من حيث لاتراها

هند السيد هانى

كيان مظلم تعود بداية تأسيسه لمطلع الأربعينيات من القرن الماضى ومع ذلك لم يعلم الرأى العام العالمى عنه شيئا حتى عام 2005. يقول عنه إدوارد سنودن عميل المخابرات الأمريكية المنشق- فى حديث لشبكة «إن دى أر» الإخبارية الألمانية- إنها منظمة مخابراتية فوق-الوطنية لا تنصاع لقوانين دولها،  هو تحالف العيون الخمس الذى يضم أجهزة مخابرات الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا. بدأ باتفاق وتعاون سرى أمريكى بريطانى استند إلى «ميثاق الأطلنطى» الذى تم الإعلان عنه عام 1941 والذى يحدد الأهداف الأمريكية-البريطانية فى العالم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. الاتفاق السرى بين البلدين تم تبنيه رسميا فى مارس  1946 (وقد أعلنت الولايات المتحدة رسميا عنه عام ٢٠١٠)، وما لبث أن انضمت إليه الدول الثلاث الأخرى فى الخمسينيات. ويقال إن من شغلوا منصب رئيس وزراء أستراليا لم يعلموا شيئا عن وجوده قبل عام 1973 نظرا لسريته، حتى إن رئيس وزراء نيوزيلندا الأسبق ديفيد لانج عبر عن غضبه وبعض من وزرائه لأنهم لم يكونوا على دراية بانضمام بلدهم لـ «شبكة إلكترونية دولية» سوى عندما قرأ كتاب «القوى السرية» لنيكى هاجير.

وبمقتضى قواعد تحالف المخابرات الخمس تتم المشاركة التلقائية بينهم لكافة المعلومات المتاحة، سواء كانت «خاما» بمعنى أنها لم تخضع للتحليل أو «منتجا نهائيا» وهى التى تم تحليلها وتفسيرها. وانصب اهتمام «العيون الخمس» فى بداية نشأتها على «مخابرات الإشارة» المعنية باعتراض وفك شفرات الاتصالات التى كانت مهمة فى مراقبة الاتحاد السوفيتى والكتلة الشرقية. وشمل تعاونهم أيضا مخابرات الدفاع والمخابرات المعتمدة على «مصادر بشرية» وأيضا مخابرات الجغرافيا المكانية المعنية بتحليل الصور الملتقطة للنشاط الإنسانى على الأرض بواسطة الأقمار الصناعية. وتعاظمت قدرات التجسس للعيون الخمس بعد أحداث 11 سبتمبر فى إطار الحرب على الإرهاب. ولكن أكثر ما أثار الجدل هو استغلال أجهزة الدول الخمس للتطور التكنولوجى ووسائل التواصل الحديثة لمراقبة مواطنى دول بعضهم البعض، وذلك للتحايل على قوانينهم الداخلية التى تحمى الخصوصية. ناهيك عن مراقبة مواطنى الدول الأخرى، حيث طور التحالف المخابراتى نظما تسمح برصد اتصالات شعوب بأكملها، فى تحالف تجسسى يعد من بين الأكثر شمولا فى التاريخ. ومن بين الأسماء الشهيرة التى تعرضت لمراقبة العيون الخمس: نيلسون مانديلا، على خامنئى، أنجيلا ميركل، الأميرة ديانا، هانز بليكس، كوفى أنان.

وفى ضوء ندرة التصريحات من أعضاء الشبكة الخمسة حول أنشطتهم، ليس من الواضح على وجه الدقة لماذا اقتصرت العضوية على تلك الدول الأنجلوفون الخمس دون غيرها، فى وقت رغبت فيه دول أخرى مثل ألمانيا فى دخول هذا النادى السرى. لكن بعض التحليلات ذهبت إلى أن المعلومات التى يتم مشاركتها بين أعضاء التحالف تكون مجردة من أى تأويلات أو أهداف سياسية. 

ويقول جيمس ستافريديس، القائد العسكرى الأمريكى السابق لحلف الناتو، إنه بالرغم من التبادل المخابراتى العميق بين الدول الـ29 لحلف الناتو، فإنه ليس بنفس مستوى «الوصول الكامل» للمعلومات الذى يحظى به تحالف العيون الخمس.

ومع ذلك، فهو يرى أن الوقت قد حان لتوسيع التحالف لدمج مخابرات دول أخرى فى مقدمتها إسرائيل واليابان، مشيرا إلى أن تل أبيب تعد مصدرا عميقا للمعلومات فى منطقة الشرق الأوسط، بينما اليابان ستقدم فوائد مخابراتية كبيرة فى منطقة شمال شرق آسيا.

وبإمكان «العيون الخمس» التعاون مع «طرف ثالث» ، وهو ما حدث بالفعل مع الدول النوردية فى أقصى شمال أوروبا فى الخمسينيات من القرن الماضى. إلا أن «الطرف الثالث» لا يحظى بميزة يتمتع بها أعضاء العيون الخمس وهى ألا يكون هدفا لأنشطتهم التجسسية.

وبعد عقود من العمل الناجح، انهار خلالها الاتحاد السوفيتى وانتصرت بريطانيا فى حرب فوكلاند وتمت الإطاحة بعدد من الحكومات والزعماء حول العالم وسقطت العراق، تتوجه الآن بوصلة العيون الخمس نحو الصين لوقف تغلغلها الاقتصادى والتكنولوجى فى الغرب. فللمرة الأولى هدد ترامب صراحة بالحد من التبادل المخابراتى مع حلفاء بلاده بما فى ذلك داخل العيون الخمس مالم ينضموا للحملة الأمريكية لحظر معدات شركة هواوى التكنولوجية الصينية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق