رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«ريشـة»
تؤرخ وتوثق لسيرة بلد وشعب

د. مروة الصيفى

تلعب السير الذاتية أو الغيرية دورا مهما فى التأريخ والتوثيق، كما تعد أقصر الطرق وأسهلها لحفظ الذاكرة الوطنية من زوايا مختلفة. وشهدت سوق النشر فى السنوات الأخيرة إقبالا على نشر السير الذاتية سواء للأدباء أو الشخصيات العامة والفنانين. ورغم الصعوبات التى فرضها تفشى فيروس «كورونا» المستجد على قطاع النشر فإن هذا لم يمنع «دار ريشة» من خوض تجربة جديدة وجريئة فى ظروف صعبة باختيارها التخصص فى السير الذاتية حيث تبنت مشروع نشر السير الذاتية ومذكرات كبار النجوم والفن والثقافة والرياضة بهدف التأريخ والتوثيق لتاريخ مصر الاجتماعى والثقافى.

 

تسعى الدار التى انطلقت بالشهور الأخيرة لنشر وتقديم سيرة مصر من خلال سيرة أبرز أعلامها فى مجالات مختلفة، وليس سيرة الأشخاص فى الفراغ، بل من خلال السياق المجتمعى والتاريخى التى عاشت فيه الشخصية، بحسب ما أكده الكاتب الصحفى محمد توفيق، مدير النشر بدار ريشة فى تصريح خاص لـ«لأهرام»، ملقيا مزيدا من الضوء على تلك التجربة المبشرة، موضحا أن فكرة إنشاء الدار فى هذا التوقيت كانت فكرة صعبة ومغامرة مليئة بالمخاطر، ففى مصر ما يقرب من 2000 دار نشر، وظهور دار نشر جديدة يعتبر مجازفة كبيرة تتطلب فكرة جديدة ومن هنا جاءت فكرة التخصص، ويتابع «عملنا على الكتب لشهور طويلة، وأصبح من المقرر انطلاق الدار فى مارس، فوضعنا ما يسمى «بخطة كورونا»، فقد تزامن افتتاحها مع بداية انتشار الجائحة، وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة بتلك الفترة فإنه كان لدينا شغف لمعرفة تأثير فكرة التخصص على القراء».

كان أول إصدار للدار فى مارس 2020 تحت عنوان «هانى شنودة.. مذكرات عراب الموسيقى» للكاتب الصحفى مصطفى حمدي، يرصد فيها تطور الموسيقى بمصر خلال الرحلة الفنية للموسيقار هانى شنودة كأحد أيقونات الموسيقى المصرية. وأصدرت الدار حتى الآن تسعة كتب منها مذكرات محمد رشدى- موال أهل البلد والغنوة، للكاتب الصحفى سعيد الشحات، وكتاب مذكرات صلاح أبو سيف رائد الواقعية فى السينما المصرية للكاتب والإعلامى عادل حمودة، وتقديم الناقد السينمائى طارق الشناوي، واحتفالًا بمئوية وحش الشاشة فريد شوقى أصدرت «ريشة» كتاب «ملك الترسو» للناقدة إيريس نظمي، وكذلك أصدرت أيضا «مذكرات الإعلامية نهال كمال- ساكن فى سواد الننّي» وذكرياتها مع زوجها الراحل الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، وكتاب «صلاح الذى لا تعرفه.. سيرة نفسية» عن نجم الكرة محمد صلاح للدكتور محمد المهدي.

ولا يبدو توفيق متخوفا من أن تكون إصدارات الدار التى تركز على التاريخ والسير الذاتية بعيدة عن الذوق القرائى لشريحة كبيرة من جيل الشباب، حيث يعتبر ذلك التحدى الأكبر، مضيفا «النشر بالأساس رسالة وليس تجارة، فلو لم نكتب عن التاريخ، ولو لم تصدر مذكرات وسير ذاتية لكبار شخصياته لم يكن ليعرفهم أحد من الجيل الحالي». ويضرب المثل بقصة الشباب الذى نشر على حسابه على «تويتر» قائلا «هو أنا لوحدى اللى ما أعرفش مين ده؟»، ويقصد بذلك الموسيقار هانى شنودة، وذلك بعد انتشار صورة شنودة أثناء حفل توقيع كتاب مذكراته، ليعلق متابعوه أنهم أيضا لا يعرفونه، ويرد على حسابه الرسمى «أستاذ محمد، يشرفنى أنى أقدم لك نفسي، أنا اسمى هانى شنودة ملحن ومؤلف موسيقي، بس مش ده المهم، المهم أن كل الناس بيحبوني، اتشرفت بيك»، لينتهى الأمر بالتواصل بينهما، وينشر شنودة على حسابه صورة تجمعه بالشاب ويكتب عليها «أنا وصديقى الدكتور محمد عماد، دلوقت احنا أصدقاء بجد». يكشف محمد توفيق أنه من خلال هذه القصة قام الموسيقار هانى شنودة بإهداء الشاب كتاب «مذكرات عراب الموسيقى» وذلك عند استقباله بمنزله، ولو لم تكن تلك المذكرات منشورة لم يكن جيل بأكمله ليتعرف على هذه الأعلام فى الفن والثقافة، وبالتالى سيجهلون جزءا مهما من تاريخ بلدهم.

ولا تكتفى الدار بتوثيق الهوية المصرية من خلال سير الأشخاص فقط بل أيضا من خلال سيرة الأماكن والمهن المختلفة والتى بدأتها بمهنة الصحافة، فضمن إصدارات الدار أيضا ثلاثية «الملك والكتابة» التى وثق خلالها محمد توفيق تاريخ مهنة الصحافة، والذى يعكس بدوره تاريخ مصر، منذ مجيء المطبعة إلى مصر مع الحملة الفرنسية عام 1798، كما تتضمن أعدادا نادرة من جريدة الوقائع المصرية ووادى النيل والأهرام ومجلة الهلال وغيرها، وصورا للأغلفة وتطورها، ونجوم الصحافة وتطور الكتابة، وأرقام توزيع الصحف على مدار التاريخ، وكيف كانت التغطية الصحفية للأحداث المهمة عبر التاريخ. ويختتم توفيق مؤكدا فكرة أن جميع الأحداث متداخلة فى سياق واحد وبالتالى لا يمكن فصلها عن بعضها، ولكى تكون دلالة كل شيء صحيحة وواضحة يجب أن تدخل فى مدارها التاريخى والمجتمعي.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق