يخطئ من يظن أن سرد حادث الهجرة مقصور على شهرٍ نطوى صفحاته بمجرد انقضائه بل سوف يظل مطلبا تنشده الإنسانية مهما تتعاقب الأيام من خلال إشراقاتها البهية نحتاج إليه لكى نردم الفجوة السحيقة بين ما جاء به الدين الإسلامى السمح وبين ما آلت إليه أحوالنا ومد الجسور التى من شأنها عدم اجتثاثنا من قواعدنا الدينية الثابتة، وفى الوقت نفسه نلاحق تطورات العصر، فيحدث تلاقح بينهما من منطلق أن التدين الحقيقى الذى سطع نجمه بعد الهجرة يرمى إلى تكييف حياتنا تماشياً مع الاتجاه الذى يقرره الدين، فيتحقق بذلك جوهر الهجرة من خلال توظيف صحيح لرؤية الدين فى كل شئوننا، فتصبح الهجرة مصاحبة لحياتنا على الدوام نستظل بها، ونمشى على دربها من خلال سعينا لتوظيف نتائجها كحائط صد أمام فوضى الفتاوى التى أغارت علينا من كل حدبٍ وصوب، وأحدثت إرباكاً فى المشهد، ووضعت الناس فى حيرة من أمرها، مما أودى بنا إلى أخطاءٍ فى الفكر والسلوك من خلال العبث بالأحكام والنواميس، ووضعها فى غير موضوعها الذى يقصده الشارع الحكيم، ونجمت عنه صور سلبية، وانحرافاتٍ عن قيم الدين ومقاصده، فابتعدنا عن التيسير والتبسيط وتحولت صفحات «الفيسبوك» فى ظل عدم وجود رقابة عليها إلى مصدرٍ للحيرة بين الناس، وثارت شكوك حيال موضوعات وقضايا مختلفة تمس حياتنا، مما جعل الضبابية سيدة الموقف فى العديد من الأمور بدعوى الحرص على الدين وإعلاء شأنه.. إزاء كل ذلك أصبح حتماً علينا توفير مرجعية دينية إعلامية لرفع منسوب الوعى لدى الناس تنبثق من الدروس المستفادة من الهجرة بهدف إكسابهم مناعة ضد تحدى وسائل التواصل الاجتماعى بطريقة تمكن الناس من الإعراض عنها وعدم الانقياد وراء ما تبثه جهاراً نهاراً بعد أن أصبحت تهدد منظومتنا الدينية بالخطر .
عبدالحى الحلاوى
رابط دائم: