بعد أن أمسك بين يديه نتائج حلمه، يشعر الفتى المصرى مهند عماد الدين، صاحب مقترح إدراج «مادة القيم واحترام الآخر» ضمن مناهج المدارس المصرية، أن كل شيء ممكن.
بدأت قصة مهند الذى استقبله وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، الدكتور طارق شوقى، قبل يومين لتسليمه أولى نسخ كتاب «معا نبنى» الذى يلبى جوهر اقتراحه، فى ديسمبر الماضى. فقد شارك الفتى المصرى ذو الـ 12 عاما والمولود بإعاقة بصرية حرمته نعمة النظر، فى احتفالية اليوم العالمى لذوى الإعاقة تحت عنوان «قادرون باختلاف2» لأصحاب الهمم فى نسخته الثانية.
يومها طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسى، الكلمة التى تضمنت مقترحه بتدريس مادة «احترام الآخر». وقد وعده الرئيس بتحقيق رؤيته. وبالفعل تقرر اعتماد المادة الجديدة وكتابها الذى سيبدأ تدريسه اعتبارا من الصف الثالث الابتدائى خلال العام الدراسى المنتظر.
ويحكى مهند لـ «الأهرام» عن تجربته الإنسانية التى جعلته رغم كل الصعاب بالغ الثقة فى ذاته. فالفتى لم يشعر بأن فقده لحاسة البصر كان عبئا، أو محنة، بل منحة تعامل معها بكل إصرار وتحد وفقا إلى تصريحه. يقول بثقة: «أنا شخص طبيعى لا ينقصنى أى شيء». ويحكى مهند أنه كان فى المجمل بعيدا عن أشكال التنمر والسخرية إلا فى مواقف محدودة. وأوضح أنه كان يلتزم بعدم إعطاء أى اهتمام للساخرين منه.
ويقول الفتى صاحب مبادرة «احترام الآخر»: «أصررت على أن أكون بطلا وأنتصر على ما يعتبره الآخرون نقصا، فحصدت بطولة الجمهورية فى السباحة وأكثر من ميدالية ذهبية، كما انضممت إلى فريق كورال الأوبرا».
حصد مهند جوائز لذوى الهمم، كما حصد جوائز فى مهرجان الموسيقى العربية. وتم تكريمه من جانب الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة.
ويرى مهند أن «قادرون باختلاف 2» كان بوابة التغيير بالنسبة له وبالنسبة لكثيرين من أصحاب الهمم، وأشار إلى أن لحظة تحدثه سبقتها استعدادات وتمارين متعددة، ولكنه لم يتوقع أن تكون هذه اللحظة بداية لتغيير كبير بالنسبة له ولغيره، بعد تحقيق حلم «مادة القيم واحترام الآخر».
وحول توقعاته بتأثير تدريس المادة المقترحة، قال مهند إنها سوف توجه أقرانه إلى احترام الآخر، وتقدير مواطن الاختلاف بينهم، وأكد أن الأجيال المقبلة ستكون أكثر اهتماما بقيم إنسانية مثل التعاطف والتقدير. ويتمنى مهند أن يصبح سباحا عالميا وأستاذا جامعيا، متخذا الدكتور طه حسين، مثلا وقدوة له.
وحول العمل العام، يرى مهند ان كتاب «معا نبنى» الذى قدم له الدكتور طارق شوقى، نسخته الأولى بإهداء خاص «من مصر إلى مهند»، تعد بداية أحلامه العامة، وانه سيعمل دوما على دعم أصحاب الهمم ونشر ثقافة الاحترام والتقدير. ويهدى مهند ما حققه إلى والديه وإخوته، مؤكدا أنهم على إيمانهم القوى به وبقدرته على تحقيق المزيد مستقبلا.
رابط دائم: