عام 1955 كان الرئيس جمال عبد الناصر فى زيارة لإحدى الدول العربية، وفى أثناء تحيته للجماهير، خرج مواطن بسيط من بين الصفوف وجرى وراء السيارة ونادى عليه وقال له بعلو صوته : «يا ريس، يا ريس، أمانة عليك تسلملى على إسماعيل ياسين»!
وابتسم الرئيس وقال له : «حاضر» واستوعب الدرس جيدا، وأدرك قيمة الفن، واستخدمه للوصول للناس وتمرير قراراته السياسية، ورفع الروح المعنوية والانتماء إلى الدولة . فعندما أراد رفع أسهم الجيش المصرى لدى المواطنين، اجتمع بالفنان الكوميدى «إسماعيل ياسين» واقترح عليه نظرا لحب الشعب له، القيام بسلسلة من الأفلام الكوميدية عن الجيش والشرطة، بدأها بفيلم «إسماعيل ياسين فى الجيش» عام 1955، وتوالت الأفلام التى حملت اسم «إسماعيل ياسين فى الأسطول»، فى الطيران، فى البوليس، فى دمشق».
كانت ظروف نشأة «إسماعيل ياسين» وحياته الصعبة لا تنبئ عن ممثل يبعث الضحكة المبهجة، والسرور فى قلوبنا. فقد ترك المدرسة بعد الابتدائية، واشتغل فى بعض
المهن البسيطة حتى لا يكون عالة على جدته التى ربته بعد وفاة والدته وزواج والده من آخرى، فعمل كمناد أمام محل بيع أقمشة، وصبى فى محل ساعاتى، وغيرهما، لكنه استطاع بصبره ومثابرته وموهبته أن يشق طريقه إلى القمة، ويصبح تميمة الحظ لكل منتج يبحث عن النجاح، لهذا لم يكن غريبا أن يمثل فى عام 1954 ثمانية عشر فيلما، ويكون هو أكثر نجوم الكوميديا غزارة فى عدد الأفلام، حيث مثل 207 أفلام بداية من فيلمه الأول «خلف الحبايب» عام 1939 وحتى آخر أفلامه «الرغبة والضياع» عام 1973، وقدم نحو 50 مسرحية كوميدية، و200 أغنية.
خلال الأيام المقبلة نحتفل بعيد ميلاد هذا الفنان الذى عايش أجيالا كثيرة، وتتذكره حاليا من خلال الفضائيات أجيال أخرى لم تعش عصره ولكن مازال «أبو ضحكة جنان» يصنع بهجتهم.
رابط دائم: