سجل الكاتب الأمريكى «نورمان فنسنت بيل» فى كتابه الرائع «قوة التفكير الإيجابى» بعض الوقائع التى تصبغ السلام فى عقل الإنسان والصحة فى جسده وتمتع بفيض من القوة لا ينضب معينها.. يذكر أن صديقا له، وكان صانعاً فى أحد المصانع الكبرى فى «أوهايو» Ohio الأمريكية، أن أحسن العمال عنده هم الذين يتواءمون مع أصوات الماكينة التى يستخدمها، لا يشعر بتعب فى آخر النهار، فإن هذه الماكينة تعمل على تجميع الأجزاء المختلفة حسب النظام الموضوع لها، فإذا أحببت هذه الماكينة، وتعرفت عليها فستجد أن لها إيقاعاً خاصاً يتواءم مع إيقاع الجسم والأعصاب والنفس، ولذلك فإن هذا التوافق بين الآلة والجسم، لن يجعلك تشعر بالتعب، وهناك إيقاع من الآلات التى بالمنزل وإيقاع للسيارة وإيقاع للعمل الذى تقوم به، ويجب أن يكون هناك تواءم معها.
ويشعر الكثيرون من الناس بالتعب لأنهم لا يجدون لذة فى أى شىء، ولا يثير شىء اهتمامهم. فبعض الناس لا يهمهم ما يدور حولهم!! ولا كيف تسير الأمور، ويفوق اهتمامهم بذواتهم الاهتمام بكل الأزمات التى يتعرض لها الجنس البشرى، فلا يهمهم شىء سوى متاعبهم الصغيرة ومطامحهم وبغضائهم، فهم يتعبون أنفسهم مضطربين وقلقين على أمور تافهة لا تُجدى نفعاً، وهكذا يشعرون بالتعب، وقد ينتهى بهم الأمر إلى المرض. والطريقة المُثلى للتخلص من هذا التعب هو أن تندفع بكلياتك وجزئياتك فى عمل تقتنع به اقتناعاً لا حد له.
يذكر مؤلف الكتاب أن أحد الساسة المشهورين خطب سبع مرات فى يوم واحد!! وكان لا يزال ينبض بالحيوية، فسأله مؤلف الكتاب: (لماذا لم تشعر بالتعب بعد أن تحدثت سبع مرات؟)، فأجاب: (لأنى مقتنع تماماً بجميع ما قلته فى هذه الأحاديث، وإنى لشديد الحماس لما أنا مقتنع به). وكان هذا هو السر، فقد كان يسعى نحو غرض، وكان يعطى ذات نفسه فى هذا السبيل، ولذا لم يشعر أنه فقد الطاقة أو الحيوية فى عمله هذا، فلتكن لدينا قوة التفكير الإيجابى لنشعر بالسعادة.
د. مينا بديع عبد الملك
أستاذ بهندسة الإسكندرية
رابط دائم: