تحرص الدولة علي توفير السلع الغذائية الاستراتيجية، ودعمها وتيسير الحصول عليها من أجل حياة كريمة للمواطنين، فكما كانت هناك حملة ١٠٠ مليون صحة، فيمكن أن تكون هناك أيضا حملة ١٠٠ مليون وجبة غذائية متكاملة، ومن أجل ذلك أطلقت الدولة مبادرتين مهمتين: الأولي توفير كوب لبن مناسب لكل مواطن من خلال مبادرة تطوير مراكز تجميع اللبن علي مستوي الجمهورية، والثانية إعادة مشروع البتلو نهوضا بالثروة الحيوانية وتوفيرها بأسعار مناسبة والحد من استيرادها التي تكلف الدولة مبالغ طائلة من العملة الصعبة، ومن واقع الإحصاءات الرسمية، فإن نصيب المواطن في مصر من هذين البندين (لبن الشرب واللحوم) يبلغ نحو ثلث المعدل العالمي ولابد من زيادة هذا المعدل لبناء جيل يتمتع باللياقة الصحية وأتذكر أنه في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، كانت تطرح في الأسواق عبوات الألبان المبردة من إنتاج إحدى الشركات الوطنية كمشروب صحي يوفر عنصر الكالسيوم والفيتامينات المهمة واللازمة لصحة العظام والأسنان، ودعم مناعة الجسم بدلا من المشروبات الغازية التي تؤثر بالسلب عليها، ولعل الاهتمام يزداد في هذا المجال للأجيال الصاعدة من الطلبة خاصة في مراحل التعليم الأساسي عن طريق توفير كوب لبن مناسب ووجبة خفيفة من البروتين الحيواني، أو الداجني، فى أثناء اليوم الدراسي مثلما يحدث في كثير من الدول الحريصة علي صحة أبنائها، وهذا يمكن أن يتم بتدعيم المقاصف المدرسية، وتوفير مثل الوجبات الأساسية في إطار تطبيق اليوم الدراسي الكامل بعد إعادة الاعتبار للمدارس ككيان تعليمي وتربوي وصحي، وربما يتطلب ذلك توفير الكوادر المهمة لهذا الغرض من أخصائيي التغذية، وأطباء التغذية العلاجية من أجل صحة أفضل وحياة كريمة للجميع.
محمد فكرى عبد الجليل
رابط دائم: