هو تحفة معمارية وجوهرة مخفية بشارع السيوفية بمنطقة الخليفة. والأمير سيف الدين طاز هو من مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، أعتقه فترقى فى الوظائف القيادية.
تبلغ مساحة القصر أكثر من ٨ آلاف متر مربع. وقد اختار طاز مكانه فى واحد من أهم شوارع مصر المملوكية آنذاك، وهو شارع السيوفية، (نسبة إلى انتشار صنّاع السيوف به) ليكون سكنا له بعد زواجه من بنت السلطان.
ويحكى أن القصر بنى عام ١٣٥٢ م، ونزل السلطان من مقر حكمه ليفتتح هذا القصر، فى سابقة هى الأولى من نوعها. وكان لموقعه أكبر الأثر فى مراقبة الحياة السياسية بمصر، والمشاركة فى أحداثها. و شهد بعد ذلك تدبير الأحداث التى توالت لإزاحة وتولية السلاطين أبناء الناصر محمد بن قلاوون. وفى سنوات تالية كان القصر مقرا لإقامة الباشوات المعزولين عن حكم مصر.
وقد عانى القصر الكثير. فعندما بلغ خمسمائة عام قررت الحكومة الخديوية تحويله إلى مدرسة للبنات باقتراح من على باشا مبارك، وبعد عشرات قليلة من السنين أخلت وزارة التربية والتعليم القصر بعد أن ظهرت عليه آثار الشيخوخة وحولته إلى مخزن!
وفى عام 1992 عصف الزلزال بالكثير من أركانه وأعمدته، فدخل القصر إلى غرفة العناية المركزة والترميم، لكن شهد عام ٢٠٠٢ انهيار جانب كبير من الجدار الخلفي، وتمت عملية إنقاذه. ووقف العالم مبهورا وهو يرى الحياة تعود إلى القصر الذى تم ترميمه بكفاءة كبيرة. وكانت المفاجأة الأكبر فى الاكتشافات الأثرية المهمة التى واكبت ذلك وأدت إلى إزاحة الستار عن المزيد من خبايا القصر. وتتوالى أعمال الترميم به حيث احتضن فى السنوات الماضية العديد من الفعاليات الثقافية والفنية. وعاد القصر مؤخرا ليفتح أبوابه للجمهور بعد فترة إغلاق بسبب فيروس «كورونا» ليستضيف مسرحية «عن العشاق»، فى أجواء صوفية تاريخية وتراثية مبهرة.
رابط دائم: