أفهم أن الكؤوس والميداليات التى تحصدها الأندية والمنتخبات الوطنية فى المحافل الرياضية الدولية والقارية شأنها شأن محتويات المتاحف الكبرى من آثار وتحف نادرة ومقتنيات نفيسة، إذ تمثل جميعها كنوزا لا تقدر بثمن وتاريخا يشهد لبلادنا بالتميز والإبداع والأصالة، ومن ثم يجب الحفاظ عليها ووضعها قيد حراسة مشددة، ورقابة صارمة على مدار الساعة سواء من خلال نظام المناوبات الأمنية أو كاميرات المراقبة، أو النظامين معا!، وأفهم أن يواظب القائمون على الحراسة برفع تقارير تفصيلية بشأن تلك المحتويات بصفة دورية لبيان الحصر الدقيق، ورصد أى وقائع خروج عن النص كالسرقة أو التلف أو..إلخ أولا بأول مما يضع المشهد العام لتلك الكنوز قيد المتابعة اليومية الدقيقة! وأفهم أن يتم تحرير محاضر تسليم وتسلم حال حدوت تغييرات فى الإدارة وتعاقب رؤساء الاتحادات الرياضية أو مديرى المتاحف واحدا بعد الآخر على شغل مواقع المسئولية بتلك الجهات! أما أن تكتشف اللجنة الخماسية المؤقتة المكلفة بإدارة اتحاد كرة القدم بمحض الصدفة ــ إبان زيارة تفقدية لمقر الاتحاد تمهيدا لتحويله إلى متحف للمقتنيات الرياضية ــ سرقة كؤوس المنتخب الوطنى الأول وميداليات اللاعبين ومنها كأس الأمم الإفريقية التى احتفظت بها مصر لفوزها بالبطولة ثلاث مرات متتالية، فذلك أمر يستغلق على الفهم ويطرح العديد من علامات الاستفهام.. إذا كانت واقعة السرقة قد حدثت بالتزامن مع نشوب حريق بمقر الاتحاد عام 2013 تورطت فيه جماهير الألتراس الغاضبة على حد تصريحات بعض اللاعبين القدامى، فلماذا لم يعلن عن المسروقات فى حينه؟! وماذا عن تقارير أفراد الحراسة ونتائج تفريغ كاميرات المراقبة خاصة تلك القائمة عند أبواب الدخول والخروج بعد إخماد الحريق مباشرة؟! أم أن أفراد الحراسة لم يكونوا فى موقع المسئولية والكاميرات كانت معطلة آنذاك أو أتت عليها النيران؟! ولماذا لم يتم تحرير محضر (جرد) لمحتويات المقر بعد الحريق للوقوف على المفقودات سواء جراء السرقة أو بفعل الحريق؟! وماذا حال دون تحرير محاضر تسليم وتسلم مع تغيير رؤساء الاتحاد على مدى السنوات السبع الماضية وفقا للنظام المعمول به، مما كان سيكشف النقاب عن واقعة السرقة وتحديد المسئولية؟! لابد من كشف ملابسات الحادث بشكل نهائى والإحاطة بنتائح التحقيق.. فالكؤوس والميداليات ملكية عامة للشعب سطرت صفحات مضيئة من تاريخنا الرياضى.
مهندس ــ هانى أحمد صيام
قطاع البترول سابقا
رابط دائم: