-
رئيس الإدارة المركزية للحدائق : خطة للتطويروكسب جمهور جديد لسياحة الأماكن والعودة للاتحاد العالمى
-
مدير حديقة الجيزة: الحديقة مسجلة أثرا والبيع غير وارد . . ولا زيادة فى رسوم الدخول
-
تريزة لبيب: مازالت الحديقة تزخر بالعديد من الثروات النباتية والأنواع النادرة
-
د. عاطف كامل : نحتاج إلى ميزانية لعلاج الحيوانات وشراء أخرى والحل فى التبادل الحيوانى
قبل 130 عاما أقيمت حديقة الحيوان بالجيزة لتكون واحدة من أعرق الحدائق فى العالم لتميزها بطرازها المعمارى الفريد ونباتاتها النادرة وحيواناتها ذات الأصول المتنوعة من بيئات عالمية مختلفة ، لكن رغم أهميتها وعراقتها فقد تسبب الإهمال ونقص التمويل وقلة الإمكانات وتراجع أعداد العمالة الماهرة والمتخصصة وتعقيد الإجراءات الروتينية لتعويض ما تفقده الحدائق من حيوانات نافقة ، فضلا عن تراجع مكانة الحدائق فى الاتحادات الدولية رغم أنها من مؤسسيها .. كل ذلك يستلزم خطوات فعالة وخططا طموحا لإعادة أمجاد هذه الحدائق.
فى البداية يقول الدكتور محمود رجائى رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان إن الإدارة العامة تهتم بتنفيذ الاتفاقات المبرمة دوليا بين الحديقة المركزية ونظيراتها فى دول العالم وتنظيم تجارة الحيوانات البرية التى تعد مصدر دخل فيما هو مسموح به فى مجال التصدير والاستيراد الحيوانى البرى كالزواحف والطيور بشرط الحفاظ على الحياة البرية التى تعد أهم وظائف الإدارة المركزية لحدائق الحيوان.. خاصة حماية الحيوان المهدد بالانقراض والحفاظ على عملية الإكثار وبالفعل حدث إكثار لحيوان المها بنحو 25 حيوانا والكبش الأروى ونعمل على الإكثار الحيوانى من خلال ثلاثة محاور رئيسية وطبقا للقياسات العالمية والتغذية الجيدة من موارد دخل إيرادات الحدائق وهناك حسابات تشرف عليها وزارة المالية وكانت هناك أرصدة سابقة قبل غلق الحدائق نظرا لوباء كورونا منذ 17مارس 2020 مما أثر سلبا وتآكلت الأرصدة إضافة للعمالة التى يتم تثبيتها على إيرادات الحدائق ، وهناك دعم آت من الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة لمصروفات الحدائق النباتية والحيوانية وهو دعم سيتم رده من عوائد تشغيل الحديقة.
وعن خطة الإكثار الحيوانى قال رجائى : هناك حيوانات مهمة مطلوب استيرادها ولا يسمح بذلك نظرا لعدم وجود ميزانية خاصة بالحديقة فتم وضع خطة تبادل عالمى بين الحدائق وبالتالى نستبدل الزائد منها بحيوانات نادرة كالدب الروسى الذى استبدل بفرس النهر وهى خطة وضعت لعملية الإكثار ، أيضا هناك الرعاية البيطرية وخطة للتحصين والوقاية من الأمراض الوبائية.! وفى الفترة القادمة ستقوم الإدارة بجلب ذئبين والحمار الوحشى من جنوب إفريقيا بعد الانتهاء من جائحة كورونا .
أما عن خطة التطوير فيقول اللواء محمود رجائى هناك خطة للعودة للاتحاد العالمى للحدائق والذى تعد مصر أحد مؤسسيه ورغم ذلك خرجت منه فى 2004 وتشمل الخطة البنية التحتية التى لم تمتد لها يد الرعاية من 130 عاما لإحلالها وايضا سطح الأرض والممرات وتطوير الممشى والحدائق والتغيير الأهم فى اسلوب عرض الحيوان مع تغيير بيت الفيلة والزواحف والسباع والخطة تمولها وزارة الزراعة ولا مانع من وجود مستثمر لبعض الأماكن داخل الحديقة كحديقة الأطفال.
حياة برية
وتقول الدكتورة مها صابر مديرة حديقة الحيوان المركزية بالجيزة ان الحديقة ليست عرضا للحيوان فقط، لكنها تسهم فى الإكثار فالمساحة والغطاء الشجرى يسهمان فى وجود حياة برية وقد جلب للحديقة الخديو إسماعيل أشجارا عالمية اغلبها معمر، اما الأشجار النادرة فهناك بروتوكول بين الحديقة ومركز البحوث الزراعية للعناية بها، لدينا رئيس قسم وثلاثة مهندسين زراعيين للاهتمام بالحديقة التى تبلغ مساحتها 85 فدانا ، لكن العمالة قليلة للغاية بالمقارنة مع المساحة وعدد الحيوانات.
وعن خروج مصر من الاتحاد العالمى للحيوانات رغم كون مصر عضوا مؤسسا بالاتحاد قالت الدكتورة مها : كنا اعضاء بالاتحاد حتى 2004 ومصر أحد مؤسسى الاتحاد، ولكن ما حدث ان مصر لم تقم بتسديد رسوم الاشتراك لسنوات، آخر لجنة جاءت لمصر 1995 فكان هناك نقص فى دورات المياه وتحدثت عن تدريب العمال والأطباء وكان لزاما للعودة الى الاتحاد الإفريقى وبالفعل تم الاشتراك فى الاتحاد الإفريقى الذى أصبح البديل للاتحاد العالمى للحصول على المميزات العالمية ومنها التدريب.
وتضيف الدكتورة مها المتحف الحيوانى تم افتتاحه 2015 وبه محنطات تخطت 130 عاما ،اما حديقة الأطفال فقد تم طرحها للقطاع الخاص ، وهناك اتجاه لرفع أسعار رسوم الدخول نظرا لرفع الاسعار عالميا للأدوية وأغذية الحيوان فقد يصل رسم الدخول لعشرة جنيهات للمجموعات السياحية، والمدارس الخاصة والجامعات والأماكن السياحية وليس لأفراد، وعن سينما الاطفال صرحت بأنها مطروحة للقطاع الخاص وسيتم عرض ما يخص عالم الحيوانات.
المحافظات
وعن حدائق المحافظات قالت كانت فيما مضى تتبع المحافظات والآن تتبع الادارة المركزية لحدائق الحيوانات والتى تمدها بالحيوانات والنباتات والتغذية.
وعن صحة ما يتردد أحيانا عن وجود اتجاه لبيع الحديقة قالت الدكتورة مها ان الحديقة مسجلة أثرا، لذا عملية البيع غير واردة لكن المطروح استثمار بعض الاماكن بالداخل لتعظيم موارد الدولة.
ميزانية خاصة
ويقول الدكتور عاطف كامل خبير الحياة البرية وحدائق الحيوان والأستاذ بكلية الطب البيطرى جامعة قناة السويس واستشارى حديقة حيوان الجيزة : تواجه حدائق الحيوانات صعوبات اولاها الإيراد غير الصافى لأنها تتبع وزارة الزراعة ومن مشاكلها نفوق الحيوانات وصعوبة الحصول على البديل من خلال وزارة الزراعة وغالبا أسعار الحيوانات تكون مرتفعة جدا، لذا لا تستطيع الحدائق النهوض دون وجود ميزانية خاصة بحدائق الحيوانات .. ومن المعروف ان الحدائق بعضها يتبع الادارة المركزية والآخر يتبع المحافظات وبالطبع الحديقة الأم فى الجيزة هى التى تمد الحدائق التابعة بالحيوانات والتمويل وعن الجانب المادى هناك صعوبة فى تمويل الحدائق نظرا للظروف الاقتصادية الراهنة خاصة مع ارتفاع سعر الحيوان والذى قد يصل الى 750 ألف جنيه، لذا اتفقنا على فكرة تبادل الحيوانات بين الحدائق الإفريقية او التجار فهناك بعض الحيوانات تعد مصدرا للايرادات نظرا لإقبال الجمهور عليها كفرس النهر والأسود والنمور والأفيال كل ذلك مقصد للزائرين ولنا أن نشير للدخل الضئيل للحدائق فلابد أن تكون هناك ميزانية خاصة بالحدائق للنهوض بها لتعود لمكانتها عالميا بعد ان كانت مصر ثالث دولة فى الاتحاد العالمى مع الأخذ فى الاعتبار عدم القدرة على رفع رسوم الدخول لكونها حدائق عامة ملك الشعب ورفع الرسوم يأتى بعد موافقة مجلس النواب .
وعن استثمار الحدائق قال إن فكرة المستثمر غير مقبولة لأنها حدائق ملك الشعب ولكن يمكن الاستثمار فى اماكن داخل الحديقة كحدائق الأطفال وباستثمارها يكون هناك دعم مادى .
سلوك الجمهور
وعن سلوك الجمهور وتأثيره على الحيوان قال الدكتور عاطف : التصرفات السلبية تأتى بتأثير سلبى فقذف الجمهور الحيوانات بالطوب وفوارغ المشروبات يؤثر على نفسية الحيوان لذا تم عمل بيئة ممائلة للبيئة التى كان يعيشها الحيوان من جبلاية واسعة يطلق فيها الحيوان بعد العرض على الجمهور حتى يستطيع الجرى والتسلق فلا يصاب بالنقرس ، ويؤكد الدكتور عاطف ان اهم المشاكل التى تعانى منها الحدائق التمويل والزوار والكلافون، موضحا ان العامل يستلم وجبة الحيوان ومن المفترض ان يقدمها كاملة للحيوان ولكن مايحدث ان الكلاف يعطى للحيوان جزءا بسيطا ويحتفظ بالباقى معه لبيعه للجمهور مقابل عشرة جنيهات للتصوير مع الحيوان وهذا أمر غير مقبول ولايحدث فى اى حديقة عالمية.
40 نوعا
أما المهندس عاشور السيد بدير مسئول النباتات والأشجار بحديقة حيوانات الجيزة فيؤكد أن هناك اكثر من 40 نوعا للأشجار بالحديقة منها ما يتكاثر ومنها ما لا يتكاثر ومنها «عقلة» تتم زراعتها أو بذرة كما أن بعض الأشجار فى طريقها للانقراض ومن الصعب عملية اكثارها ويوجد تواصل بين الحديقة المركزية ومركز البحوث الزراعية وحديقة الأورمان ويتم تبادل البذور بين الحديقتين بمعرفة مركز البحوث وأنباتها خاصة التى فى طريقها للانقراض وهناك عوائق مثل نقص التمويل والعمال الفنيين ويسبب ذلك عرقلة تكاثر النباتات بشكل يتناسب وعراقة الأشجار فليس لدينا عمالة فنية بالحديقة الا عامل واحد لمساحة 85 فدانا ولا توجد سيارة لرفع القمامة ومخلفات الأشجار ، أما بالنسبة للمهندسين الزراعيين فأنا الوحيد المهندس الفنى وهناك ثلاثة مهندسين للمياه والخضرة.
وأضاف أن عمر الأشجار يتراوح بين 60 و80 عاما لمجموع نحو 9000 شجرة منها 40 قادرة على النماء، بينما نجد فى الأورمان 120 مهندسا فنيا يعملون بأيديهم فأصبحت الحديقة نموذجية لكن حديقة الحيوان تفتقر العمالة الفنية.
تلطيف الحرارة
وتقول الدكتورة مها فاروق الأستاذ بقسم بحوث الأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين وعضو اللجنة المختصة لمتابعة الغطاء النباتى بحديقة الحيوان : الأشجار توفر الحماية للحيوانات من تأثير درجة الحرارة بالصيف حيث تخفض درجة الحرارة بمعدل 12 درجة فى الظل وبجانب ما تحتويه الحديقة من كنوز رائعة الجمال من الحيوانات التى جلبت من بلاد أخري، ومتحف الحيوانات وبيت الزواحف والكوبرى المعلق والمغارة الملكية والطرق المزخرفة بالزلط الملون ، والأشجار النادرة العالية الوارفة الظل تحتضن كل الأحياء من حيوانات وطيور ورواد الحديقة من المصريين والأجانب والتى تتميز بمقاومة الأمراض والفطريات والاصابات الحشرية مثل النمل الابيض.
ومن اهم هذه الأشجار عائلة الماهوجنى والتى تعتبر اخشابها من أغلى وأجمل الاخشاب التى تصنع منها أفخر أنواع الأثاث والقشرة مثل الكايا (الماهوجنى الافريقي) واشجار الماهوجنى رفيع الاوراق واشجار الماهوجنى كبير الأوراق وهذا النوع من الأشجار التى اقتربت من الانقراض عالميا ومدرج ضمن القائمة الحمراء (القائمة المعرضة للانقراض) ولذلك يعكف قسم بحوث الأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين على المحافظة على هذا النوع ويقوم بتربية نماذج كأجيال جديدة لإمداد الحديقة بها حيث ان الأشجار القائمة بالحديقة منها ما تعدى عمرها 150 عاما ونخشى ان نفقدها، بالإضافة لأنواع اخرى نادرة حيث لا يوجد منها الا نماذج فردية مثل الدلينا انديكا والتى قام قسم الأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين بعمل بروتوكول الاكثار لها عن طريق زراعة الانسجة لغرض المحافظة على هذا الأصل الوراثى وتربية جيل جديد لإمداد الحديقة به، هذا من خلال بروتوكول تعاون بين معهد بحوث البساتين قسم بحوث الأشجار الخشبية وحديقة الحيوان وسوف يقوم القسم من خلاله بزراعة النماذج الحديثة من الأشجار النادرة كهدية لحدائق الحيوان خلال الاحتفال بيوم الشجرة من كل عام خلال شهر مارس. كما ان القسم قام بتربية أشجار الصنوبر المستوردة بذورها من الخارج لإمداد الحديقة بنماذج منها. أيضا من الأشجار المهمة وذات القيمة الجمالية والاقتصادية بالحديقة أشجار الترمناليا وأبو المكارم والسرسوع والسرو والبامبوزيا.، ومعظم الأشجار بالحديقة ذات استخدامات متعددة بجانب تأثيرها البيئى تتميز بأخشابها ذات القيمة الاقتصادية العالية واحتوائها على زيوت ومستخلصات تستخدم عطريا وطبيا وكمبيدات حيوية آمنة.
وقال انه فى إطار التعاون القائم بين قسم بحوث الأشجار الخشبية وحديقة الحيوان بالجيزة توجد لجنة من معهد بحوث البساتين تقوم بالمرور الدورى لمتابعة الغطاء النباتى للتوجيه نحو ما اذا كانت هناك حاجة ضرورية لتقليم بعض الافرع الجافة او المصابة او التى تنمو عشوائيا وتزاحم الغطاء الشجرى المرغوب فيه وأيضا زراعة النماذج الجديدة للإحلال والتجديد تجنبا لفقدان الأشجار المهمة والتى وصلت لأعمار كبيرة، ويتم أيضا إزالة الأشجار التى يسهل انفصال فروعها وهى قائمة حتى لا تسبب ضررا على الانسان والحيوانات بالحديقة، وقال إنه يتم التخلص من الحشائش والأشجار السامة التى قد تؤدى الى وفاة الحيوانات والأطفال من رواد الحديقة كما أوصت هذه اللجنة بضرورة دعم مشتل الحديقة.
ثروة نباتية
وتقول المهندسة تريزة لبيب استشارى الحدائق النباتية إن حدائق الحيوانات من الحدائق التاريخية الخديوية الواجب الحفاظ عليها وذلك للثروة النباتية التى كانت ومازالت فى الحديقة حيث كانت نباتية وبنظام نباتى يسمى انجلر ثم أخذ الخديو الجزء الجنوبى للحديقة وأنشأ به حديقة حيوانات وكانت تشابه الحدائق العالمية فى ذلك التوقيت وظلت مع حديقة الأورمان حتى 1936 عند افتتاح جامعة القاهرة ثم انفصلت وأصبحت حديقة الأورمان 28 فدانا وحديقة الحيوان 85 فدانا ومازالت الحديقة تزخر بالعديد من الثروات النباتية حيث الأنواع النادرة من الأشجار الخشبية مثل الماهوجنى الأمريكى وهو مايسمى سويتينا والماهوجنى الإفريقى الكبير ويسمى كايا جراند يفوليولا وأشجار الترميناليا النادرة وانواعها مثل الترمينالا مريوكا وأشجار السزالبنيا فيرا والذى يستخدم خشبها فى عمل الجيتار، أما النبات ذو القيمة الطبية مثل الجوز المقيء وشجر الأملج الذى يستخرج منه زيت «أملا» ونباتات القشطة الشوكية والسيوتا البيضاء وهناك نبات نادر وهو البرساء الذى كان يستخدمه قدماء المصريين ، وانواع من الكاسيا والكورديا وشجر الفلفل اما الأشجار المخروطية فيوجد شجر الناكسويم والصنبور من المتسلقات ومن الشجرات يوجد نبات السرس والشيمو نانسسو الجارديني.
رابط دائم: