يفقد بعض أولياء الأمور المعرفة الكافية بطريقة التمييز بين اضطرابات النطق المختلفة، ويؤدى ذلك أحيانًا للفزع والذهاب للأخصائى النفسى بلا داع، وبين التأخر اللغوى، وتأخر النطق عند الأطفال، فاللغة تنقسم إلى شقين: الأول يسمى "اللغة الاستقبالية" وهى تعنى الفهم والإدراك للأوامر، والثانى يسمى "اللغة التعبيرية" وهى تعنى نطق الكلمات، ومن هذا التعريف للغة يمكننا القول بأن التأخر اللغوى هو عدم الفهم، والذى قد يرجع سببه الأصلى إلى إصابة النسيج الدماغى، وتأخر النمو والتأخر العقلى والذى يظهر فى حالات التوحد، متلازمة داون، حالات الشلل الدماغى، وغيرها.
أما اضطراب النطق فيه قد لا يكون الطفل متأخرا لغويًا، أى غير متأخر فى الفهم والإدراك، ولكنه هنا لا يستطيع النطق بصورة صحيحة، ويظهر ذلك فى "التأتأة" والتلعثم واللدغات، وعدم وضوح الصوت، وفى كثير من الأحيان قد يحدث ذلك الأمر نتيجة للتدليل الزائد للطفل، أو عدم منحه الفرصة الكافية للحديث معه، وتركه أمام شاشة التليفزيون طوال اليوم ليشاهد ما يحلو له، وقد يحدث ذلك أيضاً إذا كان هذا الطفل هو الأوسط أو الأكبر فيفعل ذلك لا شعورياً لجذب انتباه والديه للتعبير عن الغيرة من الإخوة الأصغر، وهنا يكون الحل الأمثل هو فعل عكس ما ذكرناه.
د. ريمون ميشيل
رابط دائم: