-
المعارضة لأردوغان: ميزانية الحروب والقصور تكفى لتخفيف العبء عن كاهل الشعب
فى وقت يتصاعد فيه التوتر فى شرق البحر المتوسط بسبب استمرار التصعيد التركى، تسعى اليونان إلى زيادة إنفاقها الدفاعى لردع أنقرة، بينما دعت فرنسا دول الاتحاد الأوروبى إلى الرد بشكل جماعى فى حالة تعرض أحد الأعضاء فى التكتل الموحد إلى هجوم على سيادته ومصالحه.
ومن جانبه، قال وزير المالية اليونانى خريستوس ستايكوراس إن بلاده مستعدة لتخصيص جزء من احتياطياتها النقدية لدعم القوات المسلحة هذا العام، بعد سنوات من تطبيق سياسة التقشف فى الإنفاق على الدفاع، حيث كانت اليونان قد خفضت إنفاقها الدفاعى بموجب شروط عمليات الإنقاذ خلال أزمة الديون التى استمرت ١٠ أعوام . وجمعت اليونان سيولة متاحة من حزم إنقاذ لم تستغلها وأموال جمعتها من الأسواق بقيمة إجمالية تبلغ ٣٤ مليار يورو، وكانت البلاد تتطلع لتحقيق تعاف اقتصادى هذا العام، غير أن فيروس كورونا المستجد «كوفيد ١٩» قلب التوقعات، وتشهد الحكومة الآن انكماشا اقتصاديا يصل إلى ١٠٪.
وفى غضون ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان إن انتهاك تركيا للمنطقة البحرية لدولة أوروبية أمر غير مقبول على الإطلاق، وأضاف أنه عندما يواجه أحدنا سياسة هجومية وغير مقبولة علينا الرد بشكل جماعى، لأن هذا يمثل تهديدا لسيادة ومصالح الاتحاد الأوروبى، مشيرا إلى أن الاتحاد مستعد للحوار، لكنه مستعد أيضا للتعبير عن نفسه صراحة من خلال العقوبات إذا لزم الأمر.
وفى غضون ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية كريستوفر برجر إن تركيا يجب أن تفى بشرط إنهاء الاستفزازات فى شرق البحر المتوسط، مشيرا إلى أن الحل الدبلوماسى فى سياق الحوار المباشر يظل الهدف الملح.
جاءت التصريحات الأوروبية فى وقت واصلت فيه تركيا استفزازاتها، حيث أعلنت أن سفينتها الاستكشافية «أوروتش رئيس» ستجرى عمليات مسح زلزالى فى منطقة متنازع عليها بشرق البحر المتوسط حتى ١٢ سبتمبر الحالى.
وعلى صعيد الداخل التركى، انتقد حزب «الشعوب الديمقراطى» سياسات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على الصعيد الدولى، متهما الرئيس بإيجاد أزمات خطيرة فى الداخل.
وقال الحزب، فى كلمة له بالبرلمان التركى، إن سياسات الحرب واستراتيجية التوتر والصراع فى ليبيا وسوريا والعراق ومناطق بحرية شرق المتوسط تجر تركيا إلى مستقبل غير معروف.
وأشار الحزب، الموالى للأكراد، إلى أن الإصرار على هذه السياسات لا يعنى أى شىء سوى الانفصال عن الواقع، معتبرا أنه من الخطأ الكبير عدم تجربة سياسات السلام بدل سياسات الحرب. وأضاف أن الميزانية التى تُخصص للحرب والقصور والتباهى، تكفى لتخفيف عبء الأزمة الثقيل على الشعب. وقال إن ٣٦٪ من الأتراك سيصوتون لحزب العدالة والتنمية الحاكم، و٧٫١٪ لحليفه حزب الحركة القومية، فيما حاز أكبر أحزاب المعارضة، حزب الشعب الجمهورى ٢٨٫١٪، وحزب الخير ١١٫٤٪.
رابط دائم: