وقعت الحكومة السودانية وحركات مسلحة رئيسية أمس بالأحرف الأولى على اتفاق السلام فى جوبا عاصمة جنوب السودان، ومن شأن هذا الاتفاق أن يمهد الطريق لوضع حد لعقود من النزاعات والحروب الأهلية استمرت فى عدة مناطق بالسودان منذ خمسينيات القرن الماضى.
والحركات الأربع هى: حركة تحرير السودان جناح منى مناوى، وحركة العدل والمساواة، والمجلس الثورى الانتقالى، والحركة الشعبية لتحرير السودان جناح مالك عقار، بينما تبقت اثنتان من الحركات المتمردة خارج الاتفاق. وكانت الحركات المعنية والحكومة السودانية وقعت بالأحرف الأولى خلال الأيام الماضية على البروتوكولات التى يتألف منها الاتفاق.
وتم التوقيع على الاتفاق بحضور رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت، الذى رعت بلاده المفاوضات بين الطرفين، وفور التوقيع على الاتفاق، ارتفع التصفيق والزغاريد فى القاعة، بينما رفع العديد شارات النصر، ورفع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس الحكومة عبدالله حمدوك وسلفاكير الوثيقة التى تم التوقيع عليها مبتسمين، وتم التوقيع على وقع أغانى وطنية أنشدها فنانون سودانيون مباشرة من القاعة.
وانطلقت مراسم توقيع اتفاق السلام السودانى فى جوبا عاصمة جنوب السودان، كما حضر عدد من كبار الشخصيات والمسئولين السودانيين التوقيع على الاتفاق. وحضر رئيس الوزراء السودانى الدكتور عبد الله حمدوك توقيع الاتفاق، وقال حمدوك، إن بلاده ستعمل مع فريق الوساطة فى مفاوضات السلام السودانية من جنوب السودان، وقيادة دولة جنوب السودان، لاستكمال المسيرة وتحقيق ما تبقى من أجندة السلام.
وينص الاتفاق على ضرورة تفكيك الحركات المسلحة وانضمام مقاتليها إلى الجيش النظامى الذى سيعاد تنظيمه ليكون ممثلا لجميع مكونات الشعب السودانى، كما يمنح اتفاق السلام حكما ذاتيا لمنطقتى النيل الأزرق وجنوب كردفان على أن تقسم موارد ودخل المنطقتين بنسبة٦٠٪ للسلطة الفيدرالية و٤٠٪ للسلطات المحلية. ووفقا للمصدر فإن من أبرز بنود الاتفاق منح ٢٥٪ من مقاعد مجلس الوزراء ومثلها فى التشريعى و٣ فى المجلس السيادى للجبهة الثورية.
وفى القاهرة، رحب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بتوقيع الاتفاق، وذلك بعد مفاوضات استمرت نحو ١٠ أشهر بوساطة ناجحة من جمهورية جنوب السودان. وأعلن أبو الغيط التزام الجامعة العربية بدفع جميع أشكال التعاون والتنسيق مع جميع شركاء السلام السودانيين خلال الفترة الانتقالية المقبلة، ودعا إلى الاستمرار فى حشد المساندة العربية والدولية للوقوف مع السودان وبما يرتكز ويعزز من هذه الحقبة الجديدة التى ترسى الأمن والسلام فى جميع ربوع السودان.
رابط دائم: