أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا أمس أن البلاد "بحاجة ملحة للعودة إلى عملية سياسية شاملة ومتكاملة، لتلبية تطلعات الشعب الليبى إلى حكومة تمثله بشكل ملائم، وإلى الكرامة والسلام". وأشارت فى بيانها، إلى أن ليبيا تشهد "تحولا لافتا فى الأحداث، يؤكد الحاجة الملحة للعودة إلى عملية سياسية شاملة ومتكاملة من شأنها أن تلبى تطلعات الشعب الليبى إلى حكومة تمثله بشكل ملائم".
وفى السياق نفسه، أعلن الجيش الليبي، أمس، أن السواحل المقابلة لمدن سرت ورأس لانوف والبريقة، شهدت انتشارا كثيفا للدوريات البحرية، وأن رتلا من نحو٢٠٠ عربة عسكرية تحركت شرقا من مصراتة على ساحل البحر المتوسط باتجاه مدينة تاورغاء، وهو نحو ثلث الطريق إلى سرت. يأتى ذلك فيما أعلن الجيش دعمه للمظاهرات الشعبية العفوية التى خرجت منذ الأحد الماضى فى العاصمة طرابلس ومدن الغرب الليبي، للمطالبة بتحسين الخدمات العامة والنهوض بالوضع المعيشى المتردى وللتنديد بتفشى الفساد داخل حكومة الوفاق. وفى أوّل تعليق على مظاهرات طرابلس رحب المتحدث باسم الجيش الليبى اللواء أحمد المسمارى بأى حراك شعبى سلمى فى بلاده وبأى مساحة من الحرية لكل مواطن ليبى للتعبير عن آرائه. واتهم المسمارى حكومة الوفاق باستخدام "ميليشيات" من أجل مواجهة وقمع المظاهرات الأخيرة فى طرابلس، فى إشارة إلى الميليشيات الموالية لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج التى اقتحمت ساحة المظاهرات وقامت بطرد المحتجين بالقوة وخطفت عدداً منهم. وأوقف السراج، وزير داخليته القوى فتحى باشا أغا عن أداء مهامه أمس الأول، وقال إنه سيجرى التحقيق فى أسلوب معالجته الاحتجاجات التى شهدتها العاصمة طرابلس و حملة عنيفة شنت ضد المحتجين.
وكانت مصادر إعلامية ليبية قد أفادت بأن مجموعات طرابلس فى القوة المشتركة أحبطت انقلابا خطط له وزير الداخلية المقال فتحى باشا آغا، ورئيس المجلس الأعلى للدولة بحكومة الوفاق خالد المشرى وتنظيم الإخوان، وقرر المجلس الرئاسى إيقاف وزير الداخلية عن العمل، للتحقيق معه فى ملفات لها صلة بهذه التظاهرات، وحسب تقارير إعلامية فإن إقالة باشا آغا تأتى فى سياق محاولة انقلاب ضد السراج بتنسيق مع رئيس المجلس الأعلى للدولة .
رابط دائم: