المكان: مجمع مطاعم فى منتجع الساحل الشمالي
الزمان: عصر يوم الاثنين الماضي
الشخصيات الرئيسية:
1- سيدة تبدو عليها هيئة سيدات المجتمع الراقي
2- سيدة أخرى تماثل الأولى فى هيئها وعمرها
3- صاحبة بلاغ بالسرقة وهى سيدة تماثل السابقتين فى الهيئة والسمات الأرستقراطية
4- مدير المطعم
الشخصيات الثانوية:
(عمال المطعم والزبائن ورجال أمن)
«فلاش باك»
قبل وقتنا هذا بثمانية أشهر كان الحفل مبهرا وحضر المدعوون والمدعوات فى أبهى زينة وكانت السيدات تتبارين فى ارتداء أفخر أنواع الفساتين السواريه والفريرات التى لا نراها إلا فى كلاسيكيات السينما العالمية، وكذلك حرصت المدعوات على التزين بأثمن المصوغات المرصعة بالأحجار الكريمة النادرة. الحفل بدا كأنه مفارق فى الزمان والمكان والشخصيات، أبسط هذه المفارقات أنه لو حسبت التكاليف ولو تقريبيا بقيمة الملابس والمجوهرات، لربما كانت الحصيلة كافية لحل مشكلة فى دول العالم الثالث على الأقل!
ومن بين الحاضرات مدعوة فى أحد أصابعها خاتم من الماس الحر الأصلى بفص كبير يقدر ثمنه مع شقيقه الأصغر المثبت بجواره، بنحو 8 ملايين جنيه!
الخبيرات من النساء يعرفن جيدا قيمة فص الألماس كلما كبر حجمه تضاعفت قيمته.
وقامت السيدة صاحبة الخاتم لتصلح زينتها فى حمام السيدات الملحق بقاعة الحفلات ولم تمض كثيرا فى الحمام وعادت إلى مائدتها لكن لم تمر دقائق حتى تملكها الفزع فجأة لما تذكرت أنها نسيت الخاتم ذا الفصين الماسيين بجوار الحوض فى الحمام، فهرولت عائدة إلى هناك ولكن هيهات أن تجده فمن تلك التى يمكن أن تفوت فرصة اغتنام ذلك الصيد الثمين؟!
- لكن الحفل كله من علية القوم وصفوة المجتمع
- وهل يستطيع أحد أن يقاوم بريق الماس؟!
بدا أن معرفة من اختلست الخاتم ستكون فى منتهى الصعوبة إن لم تلامس حدود المستحيل.. فمن يجرؤ على تفتيش الحاضرات وكلهن ينتمين إلى أكثر فئات المجتمع ثراء ونفوذا؟! ولكن هناك حلا قد يؤدى إلى معرفة من التى سرقت الخاتم من خلال فحص ما سجلته الكاميرات التى هى الحركة أمام حمام السيدات فى هذه الفترة فى غاية من العبث ولذلك تركت الأمور للصدفة التى قد تأتى بما لم يدبر له أحد، حتى مر ما يقرب من ثمانية أشهر لتبدأ أحداث الفصل الرئيسى فى القصة.
«فى المطعم»
كانت المياه الفيروزية المواجهة لشاطئ المنتجع الفاخر تعكس أشعة شمس العصارى بينما هواء البحر يرسل برودة منعشة لا تتناسب مع الحرارة الممتزجة بلزوجة أغسطس، حين دخلت صديقة لصاحبة الخاتم المسروق مطعما فاخراً بمجمع المطاعم بالمنتجع، فإذا بها تفاجأ بإحدى السيدات اللائى سبق أن كن مدعوات فى الحفل السابق تلبس فى يدها خاتما يشبه الخاتم المسروق وترتدى عقدا ثمينا يتوسطه الفص الماسى الكبير والذى جعل شكوكها تتجه نحو اليقين، أن هذه السيدة كانت من اللاتى سجلت الكاميرات خروجهن من حمام الحفل فى وقت اختفاء الخاتم. لم تكذب السيدة خبرا وسارعت بالاتصال بصديقتها صاحبة الخاتم لتطلعها على كل شيء خاصة أنها فى مكان قريب من المنتجع ولم يمض وقت طويل حتى تلبدت الأجواء على إثر القدوم العاصف لصاحبة الخاتم الماسى المسروق.
بعد حوار قصير مع مدير المطعم عرفته فيه بنفسها وسبب حضورها، قرر غلق أبواب المطعم مع السماح بخروج من يريد سوى تلك السيدة المشتبه بها وبالفعل تبين أنه الخاتم نفسه وقد قامت السيدة بنقل الفص الأغلى لتضعه فى عقد جديد ولكن بسبب أن كل فص من الألماس له شهادة معتمدة بها كل مواصفاته من الحجم والجودة ونسبة النقاء مما يمكن أن يطلق عليه «شهادة نسب» مثبت بها الرقم المدون عليه بطريقة فى منتهى الدقة وكان هذا هو الفيصل فى الأمر، فلم يكن أمام سارقة الخاتم إلا أن تستسلم وتقر بكل شيء.
والعجيب أنه رغم محاولات التكتم إلا أن طول الوقت الذى اضطر فيه المطعم لغلق أبوابه أمام قاصديه على غير العادة، جعل الناس يتساءلون خاصة مع ظهور رجال الأمن وخروج رواد المطعم تباعا وقبل أن يلف الظلام فضاء المنتجع، بدأت ملامح الفضيحة تتشكل لتكشف خبايا ما حدث ويحدث فى دهاليز منتجعات الأثرياء سواء فى القاهرة أو بالساحل الشمالي.
رابط دائم: