من حقى أن أطلق عليها فنانة من الزمن الجميل.. تلك العبارة التى لا أحبها وأبتعد عن ترديدها كثيرا كما هو مألوف حاليا بإطلاق زمن الفن الجميل.. لكنها وهذا بالفعل حقها أن نطلق عليها فنانة من الزمن الجميل إنها شويكار التى تألقت وأبدعت فى معظم أدوارها سواء على خشبة المسرح أو السينما وأيضا التليفزيون. كان لها أسلوب خاص أو لنقل نكهة خاصة فى الأداء ورغم ذلك فإنها كانت تصلح تماما كممثلة إغراء فإنه كان أعظم أدوارها كوميديا بديعة متألقة بصوتها الفريد وأسلوبها الخاص فى نطق بعض الكلمات.
اقتربت منها لأعرف عنها أنها بالفعل فنانة طيبة تحب الجميع وتحاول أن تقدم أى خدمة لأى من صديقاتها بمنتهى الإخلاص وأذكر عندما توفى زوجى قالت لى: «أجيلك أسليكى وأقعد معاكى حتى تخرجى من هذا الحزن». شعرت وقتها كم هى بالفعل تملك تلك الطيبة غير المزيفة.
إنها بالفعل فنانة زمن جميل أبدعت فيه مع أستاذها الفنان الراحل فؤاد المهندس ولأسمع ولأول مرة أن مسرحية ما امتد عرضها لأكثر من 6 أشهر وكانت هذه هى مسرحية سيدتى الجميلة التى هاتفنى وقتها رئيس تحرير «الأهرام» على حمدى الجمال قائلا: كيف لا أجد أى موضوع عن مسرحية يستمر عرضها 6 أشهر؟ وكان بالفعل جديدا علينا وقتها أن تستمر المسرحية لهذا الزمن الطويل حتى تحقق بمساعى ونشاط المنتج الكبير سمير خفاجى وحبه للفن لينتج بعد ذلك المسرحيات التى يمتد عرضها لنحو 10 سنوات وهى مسرحية الواد سيد الشغال.
لم أسمع طوال حياتى أيا ما يسيء إلى هذه الفنانة التى احتفظت لنفسها بأسلوب وحياة خاصة بعيدا عن كل ما كان يشغل باقى الفنانين. هى واحدة من أبدع من قدمت الكوميديا بأسلوب خاص ليس فيه أى ابتذال.. قدمت الكوميديا حركيا وأدائيا بصورة تختلف عن كل ما تعودنا عليه من كوميديا الكبار.
أنعى فنانة سعدت بأننى كنت أعمل بالصحافة فى وقتها ولو أنها ابتعدت عن الفن سنوات طويلة وكانت تقول لى هاتفيا: «أنا خلاص لا أزور أحدا ولا أحد يزورنى.. أكتفى بالتليفون وحده لأننى لا أشعر بأننى كما كنت فى الماضى» خاصة بعد إصابتها بكسر فى الساق.
هى بالفعل فنانة خسرناها وخسرنا عصرها الجميل وكل ما نملك هو الدعاء لها بالرحمة وهو أغلى ما يطلبه الإنسان بعد رحيله.
رابط دائم: