رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أول دفعة تخرجت فى 2002
كليات الطب الخاصة.. فى ميزان التقييم

تحقيق ــ هاجر صلاح
التدريب العملى أساس تخريج أطباء أكفاء

  • المصروفات بدأت ببضعة آلاف من الجنيهات وتجاوزت الآن 140 ألف جنيه
  • طالب : اخترتها رغم أن مجموعى يدخلنى كلية طب حكومية.. وميزتها الأعداد المحدودة للطلبة
  • د. فريد جمال : الدراسة النظرية واحدة فى الخاص والحكومى .. وطلبة الطب فى مصر يعتمدون على « الكورسات الخاصة »
  • د.أحمد حماد : أساتذة طب «قصر العينى» كانوا يتعمدون تعجيزنا فى الامتحانات الشفوية لكننا كنا نثبت لهم كفاءتنا

 

 

 

مع بداية إنشاء جامعات خاصة فى مصر عام 1996، وتخصيصها كليات لدراسة الطب البشري، لم يستقبل الأطباء حينها الأمر بصدر رحب، ووصل الأمر إلى ساحات المحاكم ، بعد أن أقام د.حمدى السيد ــ نقيب الأطباء حينذاك ـــ دعوى أمام القضاء الإدارى لوقف الدراسة فى تلك الكليات، مشككا فى مستوى خريجيها لعدم توافر المعايير الكافية لتخريج طبيب على درجة عالية من الكفاءة والتدريب، وانتهى النزاع لصالح الجامعات الخاصة باستمرار الدراسة ، وتم إلزام النقابة بقيد خريجى تلك الكليات واعتماد درجاتهم العلمية.

تباعا تم فرض اشتراطات معينة ، حتى توافق النقابة على قيد خريجى تلك الكليات ، على رأسها التعاقد مع المستشفيات الجامعية الحكومية أو مستشفيات وزارة الصحة، لضمان حصول الطلبة على التدريب الجيد والكافي، واشترط قانون تنظيم الجامعات ولائحته التنفيذية وجود مستشفى جامعى لإنشاء أى كلية للطب.

الآن وبعد مرور نحو 20 عاما على تخريج أول دفعة طب خاص فى عام 2002، ومع التوسع فى إنشاء مزيد من كليات الطب البشرى فى الجامعات الخاصة ثم الأهلية ، لتصل إلى عشر كليات، كان يجب أن نتوقف أمام التجربة، ونضعها على ميزان التقييم، لنعرف إلى أى مدى مثلت إضافة للتعليم الطبى فى مصر، وهل مازال طالب الطب الخاص يعانى من النظرة المجتمعية التى تراه طالبا مستهترا يشترى الشهادة بالمال.. الاجابات تحملها السطور التالية.

 

بعد أسابيع قليلة يبدأ عمر سراج الدين السنة الثانية له فى كلية الطب بإحدى الجامعات الخاصة الجديدة، ويكشف لنا عن أنه بالفعل حصل على مجموع الطب فى الجامعات الحكومية «99٫7٪»، لكنه بعد أن درس مميزات وعيوب الاختيارين، قرر الالتحاق بكلية الطب تحديدا فى تلك الجامعة الخاصة، حيث وجد أن عدد الدفعة لايقارن بالدفعة فى أى كلية طب حكومية، دفعته 260طالبا مقارنة بالدفعات الحكومية التى تتجاوز الألف طالب، فضلا عن أن كل هيئة التدريس ينتمون فى الأصل إلى كليات الطب الحكومية العريقة، بالاضافة إلى وجود توأمة بين كليته ونظيرتها فى إحدى الجامعات البريطانية، وقبل كل ذلك تأكد من أن كل التدريب العملى سيكون فى مستشفيات جامعة القاهرة، وأخيرا فالشهادة التى سيحصل عليها معترف بها فى مصر وخارجها، عمر خضع قبل القبول بالكلية إلى امتحان للغة الإنجليزية، فالدراسة وتعامل الأساتذة مع الطلاب يكون بالإنجليزية بشكل كامل، ويعتقد أن فكرة عدم التحاق الطلبة بكليات الطب الخاصة إلا المضطرين منهم ليست حقيقية، مدللا بنفسه، كما أن الاعتقاد بأن من دخل الطب الخاص «فاشل» ويريد أن يتعلم بـ «فلوسه» أيضا غير صحيحة، مؤكدا أن من يفوته الطب الحكومى يكون بسبب فارق درجة أو حتى نصف درجة، وبالتالى فلا يجوز أن نصفه بأنه طالب «فاشل»، عمر يدفع فى العام الواحد 145 ألف جنيه، ..سألته هل تنوى السفر للعمل فى الخارج بعد التخرج، فأخبرنى أنه لا يستطيع أن يجزم من الآن بفكرة السفر، لكنها غير مستبعدة !


التدريب العملى أساس تخريج أطباء أكفاء

ومن بين طلاب أول دفعة طب ستخرجها الجامعة التى التحق بها عمر، تستعد شروق العدوى للسنة الخامسة، وتعتقد أنه كان هناك بالفعل تخوف فى الماضى من دراسة الطب فى الجامعات الخاصة ، بسبب الفكرة السائدة المتمثلة فى أن من يدخلها مجرد طلبة مرفهين يريدون التباهى بثراء أهاليهم، وكأنهم «يشترون» الشهادات بأموالهم، وبالتالى تكرست فكرة غياب تكافؤ الفرص مع الطلبة المجتهدين، لكن تستطرد قائلة : هذا الأمر غير حقيقى على الإطلاق، فالفرق فى التنسيق بين الخاص والحكومى لا يزيد بأى حال على 1 أو 2% على الأكثر، فدراسة الطب صعبة ولا يسعى إليها إلا من يهواها ويريدها بالفعل، وهناك بالفعل من حاول الالتحاق بالكلية وهو لا يحمل مجموعها، من خلال الوساطة والمحسوبيات، لكن لم تقبله الجامعة.. شروق التى تدفع مصروفات تقدر بـ120 ألف جنيه فى جامعتها، لديها زملاء فى طب القاهرة وعين شمس، والمنصورة، وتقارن معهم الدراسة باستمرار، فاكتشفت أن هناك اختلافا فى ترتيب المناهج، كما أنها بدأت التدريب العملى منذ السنة الثالثة، بينما هم يبدأون من السنة الرابعة. تقول شروق: تدربنا فى قصر العينى، وأحمد ماهر، ويتأكد المسئول عنا من أن كل طالب قام بالكشف بنفسه على مريض فعلا، وبالطبع فإن العدد المحدود للطلبة ، يكون فى صالحنا، فدفعتى كلها 90 طالبا، أى ما يعادل عدد الطلاب فى «سيكشن» أى كلية طب حكومية». المستشفى الخاص بجامعة شروق افتتح بالفعل فى بداية 2020، ومن المفترض أن تتدرب فيها الدفعات الجديدة.

تتفوق على الإقليمية

فى مستشفى أحمد ماهر، يعمل د.فريد جمال جراح عظام، وهو خريج دفعة 2017 من طب إحدى أقدم الجامعات الخاصة فى مصر، كان حاصلا فى الثانوية العامة فى عام 2011 على 91%، ولم يكن يعلم أصلا أن هناك كليات طب خاصة ، وبعد بحث الأمر بمساعدة والده الطبيب، وتأكده من أن خريجى تلك الجامعات وطلابها لا تنقصهم أى مميزات يتمتع بها طالب الطب الحكومى، قرر أن يلتحق بإحدى جامعتين كانتا الوحيدتين فى ذلك التوقيت، يقول د.فريد: منذ السنة الرابعة حيث تبدأ الدراسة الإكلينيكية، تدربنا فى مستشفيات قصر العيني، وأنهيت سنة الامتياز بها، يعترف د.فريد أن الامتحانات فى السنوات الثلاث الأولى وهى فترة الدراسة الاكاديمية كانت أسهل فى كليته ، لكن فى السنوات اللاحقة لا يوجد أى فرق بين طالب الحكومة والخاص، بل يعتقد أن جودة التعليم الطبى فى بعض الجامعات الخاصة، تفوق نظيرتها فى كليات الطب فى بعض الجامعات الإقليمية فى المحافظات، مشيرا إلى أن الامتحانات كان يضعها أساتذة كبار فى قصر العيني، وكانت صعبة للغاية، لنا ولطلبة قصر العينى على السواء.

ويكشف لنا فريد عن معلومة يعرفها الوسط الطبى الجامعي، وهى أن كل طلبة الطب فى مصر فى السنتين الخامسة والسادسة يعتمدون أساسا على «الكورسات» الخارجية، لا محاضرات الجامعة، وفى تلك «الكورسات» يجتمع الطلبة من كل الجامعات الخاصة والحكومية، ويكون لكل مادة طبيب مميز ومشهور يفضله الطلبة، والكورس تكلفته فى السنة 7 الاف جنيه تقريبا.

من جديد ينفى د . فريد فكرة أن طالب الطب الخاص «داخل يلعب»، مؤكدا أن هذه النوعية من الطلبة قد تكون موجودة حتى فى الطب الحكومي، وقد يتخرج أحدهم من طب القاهرة مثلا لكن معروفا عنه أنه « خايب» ،أما عن نظرة المريض، فيؤكد د. فريد من واقع خبرته العملية القصيرة ، أن لا أحد يهتم بسؤال الطبيب عن جامعته، وإنما يعنيه فقط إن كان «دكتور شاطر» فعلا أم لا، وهو ما سيشعر به مع الكشف ثم العلاج، وكذلك فى الوسط الطبى لا يوجد تمييز، فمعيار الحكم دائما هو الكفاءة فى العمل، وهناك نماذج مشرفة يعرفها فريد من خريجى الطب الخاص، واستطاعوا ان يثبتوا أنفسهم بكفاءتهم .

يعود فريد، ويؤكد أنه حتى لو اعتمدت الجامعات الخاصة على مستشفياتها، فإن لا شيء يعادل مستشفات قصر العينى مثلا، من حيث عدد المرضى المترددين عليها، وتنوع الحالات المرضية، وهو ما يصب فى مصلحة الطالب والمتدرب والطبيب .

فريد كان يدفع فى جامعته 40 ألف جنيه، طبعا ارتفع هذا الرقم إلى الضعف الآن، سألناه بما تنصح من حصل على مجموع الطب الحكومى ولديه المقدرة المالية للالتحاق بجامعة خاصة ؟ فأجاب: يلتحق بالطب الحكومى طبعا، لا لأى سبب يتعلق بجودة الدراسة، بل لسبب وحيد آخر وهو أنه بعد التخرج لن يستطيع أن يستعيد ما أنفقه من مبالغ باهظة على تعليمه !

مناصب رفيعة

فى تخصص الجراحة العامة، يعمل د .أحمد حماد فى مستشفى الشرطة بالاسكندرية ، وهو خريج دفعة 2008 من إحدى أقدم الجامعات الخاصة، لم يتمكن هو الآخر من اللحاق بجامعة حكومية، لكن جامعته الخاصة كان لديها» توأمة مع طب قصر العيني، صحيح أن المستشفى الخاص التابع لجامعته كان موجودا ويعمل، لكن عدد الاسرة المتاح به لم يكن كافيا لعدد الطلبة، ومع السنة الرابعة بدأ التدريب فى قصر العيني، فى بداية التحاقه بالكلية دفع د.حماد 8 آلاف جنيه للعام الدراسي، ثم بدأت تزيد إلى أن وصل المبلغ إلى 35 ألف جنيه، وكانت دفعته 250 طالبا ، منهم 150 طالبا غير مصري، ويقارن العدد بطب الإسكندرية فى التوقيت نفسه، إذ كانت الدفعة تصل إلى 1200 طالب.

يسترجع د. حماد أيام الدراسة : كنا بالفعل نواجه كدفعات أولى مشكلة التمييز فى أثناء الامتحانات الشفوية التى يجريها لنا أساتذة قصر العيني، إذ كانوا يتعاملون معنا بمنطق أننا «داخلين طب نلعب»، فكنا نواجه ببعض «السخافات» أو التعجيز فى الأسئلة، وهو ما كان يدفعنا للاستعداد بشكل أكبر للامتحان، ربما بشكل أكبر من طالب طب القاهرة نفسه ، وهو ما دفع أحد الاساتذة حينها للقول بأن طريقتهم معنا ستجعلنا «أشطر» من طلاب قصر العيني، لكن الأمر اختلف الآن، واختفت تلك النظرة تماما لطالب الطب الخاص، وصحيح أنه فى بداية إنشاء تلك الجامعات هناك من التحق بالطب بمجموع أقل كثيرا عن التنسيق الحكومي، لكن بعد وضع اشتراطات ومعايير جديدة ، بحيث لا يقل المجموع عن 80 % آنذاك (الآن لا يقل عن 95%) تم بعدها نقل الطلبة التى لا تنطبق عليهم الشروط الى كليات آخرى.

زملاء د. حماد تمكنوا من تولى مناصب طبية رفيعة ، منها فى دول عربية، ويعمل زميل له مع فريق د.مجدى يعقوب، لكنه يشير إلى ضرورة توسيع الجزء المجانى فى مستشفيات الجامعات الخاصة ، حتى يتردد عليها عدد أكبر من المرضى، وهو ما يصب فى مصلحة الطالب، وربما مع الوقت تعتمد الكليات الخاصة تماما على مستشفيات جامعاتها بعيدا عن المستشفيات الحكومية.

غياب الدراسات العليا

لا تزال هيئة أعضاء التدريس فى كليات الطب الخاصة تعتمد اعتمادا رئيسيا على الأساتذة المنتدبين من كليات الطب الحكومية ، ولم تتشكل بعد هيئة تدريس خاصة بها، إلا فى الدرجات العلمية الصغيرة ، فأقصى ما وصل إليه أبناؤها هى درجة « مدرس» حاصل على الدكتوراه ــ هكذا يخبرنا د.محمد جمال ــ خريج دفعة 2017، وهو حاليا معيد فى الجامعة الخاصة التى تخرج فيها، و تخصصه جراحة عامة، درجة ونصف الدرجة كانت الحائل بين د. محمد والالتحاق بطب قصر العيني، لكنه قرر تحقيق حلمه بالالتحاق بالجامعة الخاصة مادامت شهادتها معترف بها من النقابة، وفى خارج مصر، كان دائم الذهاب إلى زملائه فى قصر العينى، ويحضر معهم محاضراتهم، يقول المعيد الشاب: «طبعا لا يقارن عدد أعضاء هيئة التدريس بين الخاص والحكومة، فإذا كان التخصص الواحد فى الحكومة يدرسه 80 أستاذا، ففى الخاص يدرسه 6 أساتذة على الاكثر، وبالتالى تقل فرصة الاختيار والمفاضلة، من وجهة نظرد. محمد، أن الطب الخاص يتميز فقط فيما يتعلق بالدارسة النظرية التى تكون فى السنوات الثلاث الأولى نظرا لقلة أعداد الطلبة، فالمحاضرة لا تزيد على 100 طالب، والسيكشن لا يزيد على 15 طالبا، من جهة أخرى يرى أن التدريب فى مستشفيات الجامعات الخاصة لا يقارن بالحكومة، بسبب الفارق الرهيب فى أعداد المرضى المترددين، لكنه أوضح أن طلبة جامعته سيبدأون التدريب فى المستشفى التابع لهم بشكل كامل بعيدا عن مستشفيات الحكومة، سألناه عن النظرة المجتمعية لخريج الطب الخاص، فأوضح أن النظرة السيئة اختفت تماما، ولا أحد يعنيه فى أى جامعة تخرج، والمعيار هو المهارة الشخصية لكل طالب، ومع ارتفاع عدد المتقدمين لكليات الطب الخاص كل عام، يتم رفع حد القبول، وبالتالى لن يلتحق نجد سوى أصحاب أكبر مجاميع، ما ينقص كليات الطب الخاص حتى الآن لتكون كيانا تعليميا متكاملا، هو إتاحة الحصول على الدراسات العليا، فحتى الآن الأمر مقتصر على الجامعات الحكومية.

المنافسة فى مصلحة المريض

د.عمرو حسن ــ أستاذ مساعد للنساء والتوليد بقصر العيني، ويعمل فى أحد المستشفيات الجامعية الخاصة، نفى تماما فكرة أن من يدخل الطب الخاص هو طالب متواضع يدرس بـ «فلوسه» ، بل يرى أن هناك ممن يدرسون فى الطب الحكومى وذوى مستوى متواضع دراسيا وعمليا، وهناك من يتفوق عليهم من خريجى الطب الخاص، لكنه من جهة أخرى يرى أن كليات الطب الحكومية العريقة لا تزال دون شك تفوق الجامعات الخاصة فى جوانب عديدة، لكن الاخيرة سيكتمل كيانها مع الوقت، وستكون كوادر تعليمية خاصة بها، وستزود طاقتها الاستيعابية من قاعات ومعامل وعدد الطلبة المقبولين أو عدد المرضى المترددين على مستشفياتها، وبشكل عام فإن المنافسة هى السبيل لتحقيق الجودة فى الخدمة الطبية المقدمة، بشكل عام لا يرى د.عمرو أى فرق فى جودة التعليم المقدم للطالب ما بين الخاص والحكومي، سوى فى أمرين، الأول يتعلق بالتكلفة، فبالتاكيد طالب الجامعة الخاصة يتكلف مبالغ باهظة ، ومن جهة اخرى لن تكون لديه فرصة كبيرة فى التعيين، فإذا قامت جامعته بتعيين طالب واحد فقط وفقا لاحتياجات المستشفى الخاص التابع لها، فإن الجامعة الحكومية ستعين مائة من الطلبة الأوائل .

مقومات الدراسة

نقابة الأطباء كانت قد حددت فى جمعيتها العمومية المنعقدة فى ابريل 2019، الشروط الواجب توافرها لاعتماد شهادات خريجى الطب الخاص، تخبرنا بها د. إيمان سلامة ــ عضو مجلس النقابة العامة للأطباء ــ وهى امتلاك الكلية مقومات الدراسة، وعلى رأسها مستشفى جامعى بسعة مناسبة لعدد الطلبة، أما الكليات التى بدأت الدراسة بها فتمنح فترة سماح ثلاث سنوات لتوفيق أوضاعها ، وهى الفترة التى تستغرقها الدراسة الأكاديمية النظرية قبل بدء الدراسة العملية، وتقدم كل جامعة تعهدا للمجلس الأعلى للجامعات الخاصة، يفيد بموعد الانتهاء من تجهيز المستشفى، أما بخصوص الدارسين بكليات طب أجنبية (خارج مصر)، فلابد للطالب أن يكون قد درس مواد الأحياء والكيمياء والفيزياء كمواد أساسية مؤهلة لدراسة الطب، إذ اكتشفنا أن هناك من كان خريج ثانوية عامة بالقسم الأدبى، وذهب لدراسة الطب فى روسيا وأوكرانيا، كما اشترطنا عدم زيادة الفرق بمجموع الثانوية العامة على 5% من الحد الأدنى للقبول بكليات الطب الحكومية المصرية ، فى نفس سنة الحصول على الثانوية العامة، إذ تقدم لنا من حصل على الثانوية العامة بمجموع 60%.

من جهة أخرى ترى د. إيمان أنه ما دامت نقابة الاطباء تعترف بشهادات الجامعات الخاصة، فهذا ضمان لجودة التعليم بها، كما أن المجلس الأعلى للجامعات الخاصة يضع من الشروط والمعايير ما يضمن تخريج طالب ذى مستوى جيد، وهناك قرار رئاسى يشترط وجود مستشفى جامعى للموافقة على إنشاء كلية للطب، من ناحية أخرى توجد داخل الجامعات الحكومية الآن أقسام خاصة بمصروفات ومميزات إضافية، بسبب عمل توأمات مع جامعات دولية، مثل هارفارد، ومانشستر، وهى نفس فكرة الجامعات الخاصة، سألناها: بم تنصحين طالبا حاصلا على مجموع طب حكومى ولديه القدرة المالية للالتحاق بالطب الخاص، فأكدت هى الأخرى أن الطب الحكومى لا يزال هو الأفضل!.

فى الختام ؛ نأمل بالفعل أن تكون كليات الطب الجديدة إضافة حقيقية للتعليم الطبى فى مصر، وأن تعتمد على ذاتها اعتمادا كليا لرفع العبء عن المستشفيات الحكومية فيما يتعلق بالتدريب، أما بالنسبة لمستوى الخريجين، فربما يكون الامتحان الموحد لخريجى الطب، الذى صدر به قانون رقم 153 لسنة 2019 من مجلس النواب، قبل منح تصريح مزاولة المهنة، هو الفيصل والحكم، لكن ما نخشاه أن يكون هدف خريجى تلك الكليات الخاصة هو السفر للخارج بعد انتهاء الدراسة، خاصة أنه سيكون لديهم القدرة المالية للسفر، ما لم تتحسن أوضاع الأطباء فى مصر، ماديا ومهنيا ، فتتحول مصر كما أخبرنا أحد أساتذة قصر العينى إلى أكبر مصدر للأطباء فى العالم!.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق