فى أيام الصيف الشديدة الحرارة عندما تسمع رنين صاجات بائع العرقسوس بإيقاعها الجميل المميز يزداد عطشك وتعظم رغبتك فى الارتواء، وما إن تتناول أول كوب حتى تشعر بسعادة وحلاوة تداعب حلقك قبل أن تصل لمعدتك وتروى ظمأك.
هذا المشروب السحرى الذى عرف منذ آلاف السنين كان مقصورا أيام الفراعنة على الملوك ولكن عندما جاء الفاطميون إلى مصر أصبح مشروب العامة، وكان البائع يردد فى شوارع المحروسة معلنا عن قدومه «شفا وخمير يا عرقسوس» وذلك لما له من تأثير شاف للعديد من أمراض الجهاز الهضمى.
عم صابر أشهر بائعى العرقسوس بوسط البلد ينتظره
الجميع يوميا، حيث يأتى مرتديا السروال الأسود الواسع والطربوش الأحمر، وفى إحدى يديه أدوات نحاسية «لامعة» يحركها لتصدر إيقاعا جميلا يجرى ريق العطشان. وفى يده الأخرى الإبريق الزجاجى أو النحاسى الكبير المصنع خصيصا للحفاظ على برودة الشراب ويحمله بواسطة حزام جلدى عريض يحيط بخصره. ويحمل صابر – على مشارف الخمسين عاما- هذه الأدوات منذ أن كان فى الخامسة عشرة من عمره ويعود لأسرته يوميا ومعه من ١٠٠ إلى ١٥٠ جنيها. واليوم اضطر صابر لاستبدال بالأكواب الزجاج أخرى من البلاستيك حفاظا على سلامة زبائنه..فيمكنك أن تروى عطشك بأمان بكوب عرقسوس مثلج.
رابط دائم: