رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وجه فى الأنباء: كورونا تعيد شولتس إلى صدارة المرشحين لخلافة ميركل

رسالة فرانكفورت أحمد عبد المقصود
أولاف شولتس

ليس بالأمر اليسير علي الإطلاق أن تجد الأحزاب الألمانية المختلفة من بين أعضائها من يستطيع إقناع الناخب الألماني بأنه جدير بكرسي الاستشارية، الذي شغلته أقوي امرأة أوروبية علي الإطلاق 16 عاما متتالية، حاولت خلالها تلك الأحزاب إزاحتها بشتي الطرق، ولكن حنكتها السياسية وشعبيتها الجارفة حالت دون تحقيق ذلك..إلي أن أعلنت بنفسها قرارها عدم الترشح في الانتخابات القادمة المقرر عقدها العام المقبل..

 

ولكن حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لم يستقر علي تسمية من يخلفها علي كرسي الاستشارية.. هذا التباطؤ الذي يعود ربما إلي انشغال الحزب بإدارة أزمة جائحة كورونا، أو إلي عدم وجود شخصية قوية داخل الحزب..دفع بالحزب الاجتماعى الديمقراطي المنافس والشريك الرئيسي في الحكم إلي تسمية مرشحه لخلافة ميركل.

فوقع الاختيار الذي تم إعلانه أخيرا علي وزير مالية حكومة ميركل أولاف شولتس، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الوزراء، وقد سمته قيادة الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية لمنصب المستشار القادم..شولتس من مواليد مارس 1958،  نشأ في ولاية هامبورج ودخل إلي السياسة قياديا اشتراكيا شابا وشغل منصبي الوزير الاتحادي للمالية، ونائبا لميركل خلال ولايتها الرابعة، كما شغل منصب عمدة هامبورج خلال الفترة ما بين 2011 إلي 2018..وهو عضو أيضا في البرلمان الألماني «البوندستاج» من عام 1998 إلي عام 2001، ومن عام 2002 إلى عام 2011. كما شغل منصب وزير الداخلية في مدينة هامبورج وتزعم الحزب الديمقراطي الاجتماعي من عام 2000 إلي عام 2004وشولتز واحد من أبرز قيادات الحزب الاجتماعى الديمقراطي، وقد لمع اسمه أخيرا علي ضوء الإجراءات التي اتخذتها حكومته لمواجهة جائحة كورونا، والدعم المالي الضخم الذى قدمته للمتضررين منها..وقد كشف استطلاع للرأي  أجراه معهد «كانتار» أخيرا لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من صحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية، أن أولاف شولتس هو بالفعل الأوفر حظا للترشح للمستشارية بين زملائه في الحزب الشريك في الائتلاف الحاكم.حيث كشف الاستطلاع أن 42% من الألمان يرونه مناسبا لتولي منصب المستشار.. بينما يري 40% آخرون، أنه غير مناسب للمنصب..ويتفوق شولتس بذلك وبوضوح علي زميله في الحزب، ووزير العمل الحالي هوبرتوس هايل، الذي رأي 19% من الذين شملهم الاستطلاع أنه مناسب لمنصب المستشار..وتصدر وزير المالية أيضا استطلاعات الرأي التي أجريت بين أنصار الحزب، حيث أكد 72% منهم أنه مناسب لتولي منصب المستشار.. ليتقدم بفارق كبير أمام كل قيادات الحزب.

كان شولتس، الذي يبلغ من العمر 62 عاما، قد حقق نجاحا باهرا في إدارة أزمة فيروس كورونا، وهو ما أكسبه تأييدا كبيرا في أوساط الناخبين..كما أشرف أيضا علي حزمة الأموال الطارئة التي خصصتها الحكومة لمساعدة الشركات في ألمانيا خلال الأزمة..وترأس أيضا اجتماعات مجلس الوزراء عندما خضعت ميركل لعزل ذاتي في مارس الماضي، علي خلفية شعورها بأعراض فيروس كورونا. ولا شك أن هذه الأزمة، التي كانت لها آثار كارثية علي الاقتصاد الألماني، قد منحت الفرصة لوزير المالية، ليقنع المواطن الألماني بقدرته علي مواجهة الأزمات والتغلب عليها دون المساس بحقوقه المادية أو الاجتماعية..وعلي المستوي الأوروبي، لعب أيضا دورا مهما في إقناع الاتحاد الأوروبي بضرورة توفير دعم يصل إلي 750 مليار يورو لمساعدة أعضاء الاتحاد المتضررين من جائحة كورونا.

وأمام شولتس معركة شاقة لإعادة إحياء حظوظ الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي لم يفز بالانتخابات منذ 2002، ولكنه حظي بنسبة كبيرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، رشحته لمشاركة الحزب المسيحي الديمقراطي في تشكيل الحكومة..  وقد تلقي السياسي المتمرس والمعروف بمساعيه التوافقية بين الأحزاب الرئيسية، صفعة العام الماضي عندما فضل أعضاء الحزب الاجتماعى الديمقراطي كلا من «إيسكن ونوربرت» و«التر بورجانس»، الأقرب إلي اليسار لقيادة الحزب بدلا منه. ولكن في الأشهر الماضية استطاع شولتس تحسين صورته بفضل إدارته للأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا..وهو الأمر الذي أكده وزير الخارجية هايكو ماس حيث أبدي دعمه ترشح شولتس لمنصب المستشارية وأشاد بقدرته علي إدارة الأزمة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق