رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تساو جى بين رئيس شركة هواوى لشمال إفريقيا: النظام البيئى للشركاء والتركيز على الأمن السيبرانى أمران بالغا الأهمية لتعزيز التحول الرقمى فى إفريقيا

تساو جى بين رئيس شركة هواوى

خلال مشاركته فى مؤتمر صحفى افتراضى شهر يونيو الماضي، أشار جان بول آدم، مدير قطاع فى لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا أن مساهمة إفريقيا فى الاقتصاد الرقمى العالمى بلغت أقل من 1٪ من الإجمالى العالمي، حيث يمثل هذا القطاع الاقتصادى الجديد حوالى 15٪ من الناتج المحلى الإجمالى العالمي، مما يعنى أن إفريقيا تخسر بالكامل تقريبًا فرصة كبيرة ومتنامية.

بالطبع يمكن العمل على إصلاح الموقف الحالي، فإن افريقيا بأكملها وخاصةً بلدان شمال إفريقيا تتمتع بإمكانيات هائلة عندما يتعلق الأمر بالرقمنة. ومن اجل دعم تلك الإمكانيات، تعمل هواوى على تطوير نظام بيئى للشركاء، والذى من شأنه تعزيز الاتصال عبر القارة بأكملها، ولكن يجب أن يقترن بقدر أكبر من الرقمنة من خلال توفير قدر أكبر من الأمن السيبراني.

 

 

إذا سلطنا الضوء حول إفريقيا وخاصة شمال إفريقيا، فأننى أرى فرصا واعدة، حيث يمكن للمنطقة أن تساهم بشكل كبير فى الاقتصاد الرقمى العالمي. فتمتاز شمال إفريقيا بموقع متميز يربطها بأوروبا، والأسواق الهائلة جنوب الصحراء الكبرى، كما انها معبر طبيعى لتسهيل التجارة، والتبادلات المالية بين الشمال والجنوب. ومن اهم ما يميز تلك المنطقة، هو انها تتمتع بكليات متخصصة فى مجال الهندسة وخاصةً قسم هندسة تكنولوجيا المعلومات، فتعد كليات الهندسة فى شمال افريقيا من أقوى الكليات الراسخة والمتميزة، ومصدر دائم لمهندسين متميزين ولكن للأسف كثير من الشباب يغادرون بعد التخرج بسبب نقص فرص العمل.

تعد شركة هواوى من اهم الشركات التى تسعى دائما للنجاح المستمر. فان شركتنا تأسست فى الثمانينيات فى جنوب الصين، حيث كان عدد اتصالات الهاتف للفرد فى ذلك الوقت من أدنى المعدلات فى العالم. ولكن استطاعت ان تحقق هواوى نجاحا هائلا من خلال الاستثمار المستمر فى تطوير منتجات رائدة تتناسب مع الظروف الموجودة فى الاقتصادات الناشئة. وعليه، تعد الصين اليوم واحدة من أكثر دول العالم ارتباطًا وتواصلاً، كما ان منتجاتنا تتناسب مع كافة الاذواق وتلبى كافة الاحتياجات لمختلف المستخدمين فى المدن الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية فى العالم. بالإضافة إلى ذلك، تلبية احتياجات المستخدمين الذين يعيشون فى المناطق التى لازالت تعمل على تطوير البنية التحتية التكنولوجية.

ان هواوى تعد أكبر مورد لمعدات الاتصالات فى العالم، فإن منتجات الشركة المتنوعة تتناسب مع احتياجات سوق افريقيا. وفى الوقت نفسه، تحافظ هواوى أيضًا على نفس المستوى من التقنيات لأفريقيا مقارنة بالمناطق الأخرى فى العالم. فنحن ملتزمون بتقديم وتوفير أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات إلى إفريقيا. كما تطمح هواوى إلى أن تكون عاملاً مساعدًا لازدهار الاقتصاد الرقمى فى إفريقيا، وخاصة فى شمال القارة.

فيما يتعلق بجائحة فيروس كورونا، فلا يزال العالم يكافح Covid-19، ولكن من وجهة نظرنا نرى أنه لا يوجد سبب للانتظار، فإن الوباء يسلط الضوء فى الغالب على أهمية الوصول إلى التقنيات الرقمية الآمنة لأنها اثبتت أهميتها فى تلك الفترة.

أرى ان أحد اهم الوسائل لتنمية شمال إفريقيا، هو تطوير نظام بيئى إقليمى من الشركاء الذين يعتمدون على بعضهم البعض. فإن هواوى على دراية كبيرة بأهمية الشراكة فلدينا ما يقرب من 30.000 شريك حول العالم. نحن نعمل على أساس «النجاح المشترك»، وهو ما يؤكد حرصنا على تعظيم الاستفادة لكل الأطراف من الشراكات.

فى 18 يونيو، استضافت هواوى «قمة شركاء النظام البيئى لشمال إفريقيا» تحت شعار «الفوز معًا»، فى إطار تحديات فيروس كورونا. حيث هدفت القمة لمناقشة ومشاركة سياسات وبرامج هواوى الجديدة مع شركائنا الحاليين والشركاء المحتملين. فلقد حضر القمة أكثر من 2000 مشارك، بما فى ذلك 100 شريك أساسى لهواوى فى شمال إفريقيا.

من المرجح أن تتزايد أعداد المشاركين كل عام فى المستقبل، حيث نرى أن الفرص وفيرة محليًا، دون الحاجة إلى البحث فى دبى أو باريس أو لندن. ومع تعزيز الشراكات، سيتبع ذلك زيادات سريعة فى التواصل والترابط فى جميع أنحاء أفريقيا. حيث سيمكن ذلك من انتشار اساسيات الذكاء الاصطناعي، ونظام السجل الرقمى للمعاملاتblockchain ، والسحابة cloud، والبيانات -مما سيؤدى إلى تطوير الاقتصاد الرقمى فى إفريقيا.

ولكن مع التحول الرقمى للاقتصاد الأفريقي، سيزداد التهديد الذى يشكله المخترقون عبر الإنترنت أيضًا. حتى الآن، فى جميع أنحاء العالم، ترافق زيادة الاتصال مع انفجار الجريمة السيبرانية، مما يخلق مخاطر سياسية واجتماعية ومالية كبيرة. على سبيل المثال، انتشر برنامج الفدية Wannacry الذى يقوم بتشفير بيانات الضحايا وإصداره فقط بعد دفع الفدية فى 150 دولة. أنتشر هذا البرنامج فى أفريقيا، حيث أثر على مصر والمغرب والجزائر وتونس والسنغال وأوغندا وجنوب السودان وكوت ديفوار وكينيا وناميبيا وزيمبابوى ومدغشقر. من الأهمية بمكان أن تعمل إفريقيا مع الشركات التى تعطى الأولوية للأمن السيبراني.

فى نوفمبر 2018، تبنى مجلس إدارة شركة هواوى برنامج تحول عالمى بقيمة 2 مليار دولار لتطوير قدرات هندسة البرمجيات، وذلك لتعزيز الأمن السيبرانى بشكل أساسي.

تعمل هواوى فى جميع أنحاء العالم مع الحكومات، والعملاء، والشركاء الصناعيين لمواجهة التحديات الأمنية بطريقة منفتحة وشفافة. فى مارس 2019، افتتحت هواوى مركز شفافية الأمن السيبرانى فى بروكسل، وذلك لتزويد الوكالات الحكومية، والخبراء الفنيين، والجمعيات الصناعية، وهيئات المعايير بمنصة اتصال لتمكنهم من تحقيق التوازن بين الأمن والتنمية فى العصر الرقمي.

فنحن نشجع عملاءنا فى كل دولة بما فيها أفريقيا للاستفادة من المعرفة، والقدرات التقنية المتاحة فى مركز شفافية الأمن السيبرانى للتأكد من أن الشبكات فى القارة تلبى أعلى معايير الأمن السيبراني.

مصر، رائدة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى افريقيا

داخل إفريقيا، تعد مصر رائدة فى تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. على مدى العامين الماضيين، استثمرت الدولة حوالى 1.6 مليار دولار أمريكى فى البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين سرعات الإنترنت. وفقًا للخطة الوطنية المصرية، ستستثمر الحكومة المصرية 375 مليون دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة فى شبكة ألياف بصرية تربط جميع المبانى الحكومية. وفى يوليو 2019، استثمرت الحكومة المصرية فى إنشاء مركز مراقبة وجودة خدمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمراقبة جودة وتجربة شبكة الاتصالات المتنقلة فى مصر.

تعد مصر أيضًا رائدة إقليمية فى تنمية وتطوير المواهب، حيث يوجد فى مصر عدد كبير من الجامعات المتميزة التى تقدم مؤهلات ممتازة لطلابها. علاوة على ذلك، يتم منح الطلاب المصريين فرصًا لتعزيز مهاراتهم مع القطاع الخاص. وفى إطار دعم الخطة الاستراتيجية لدعم المواهب بالحكومة المصرية، أطلقت شركة هواوى بالتعاون مع وزارة الاتصالات ووزارة التعليم العالى ووزارة القوى العاملة مشروع «بنك هواوى للمواهب فى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات» فى عام 2019. ويهدف المشروع إلى تدريب 12٫000 من المواهب الشابة المتميزة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى مصر خلال ثلاث سنوات.

نحن نقدر بشدة الاستثمار المستمر والمستدام للحكومة المصرية فى مجال البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث ان استمرارية التطوير ستساهم فى تحقيق أهداف التحول الرقمى فى مصر.

نحن ملتزمون تمامًا بدعم التحول الرقمى فى إفريقيا. فبرغم التحديات التى نواجها من الأمن السيبرانى ونقص الوصول إلى التقنيات الرقمية، فإننا على وجه الاستعداد للتغلب عليها. فنحن بصفتنا شركة موجودة منذ أكثر من 20 عامًا، نتمنى أن تحتل إفريقيا مكانها الصحيح فى الاقتصاد الرقمى العالمي.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق