رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

استمرار التعقيدات الإقليمية والدولية

أمنية نصر

بإسدال الستار على فصل يراه المتابعون من أهم مراحل الحياة السياسية فى لبنان، يحبس اللبنانيون أنفاسهم بانتظار ما بعد حكم المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، الذى قتل بالإضافة إلى 21 من مرافقيه فى 14 من فبراير عام 2005 فى جريمة مروعة مثلت نقطة فارقة فى تاريخ لبنان وعلاقاته الإقليمية والدولية. فلبنان الذى يعانى أزمة اقتصادية خانقة وشللا سياسيا، نتج عنه فساد إدارى واسع النطاق لايزال يضمد جراحه عقب كارثة انفجار ميناء بيروت، الذى أودى بحياة مايقرب من 180 شخصا وفقد العشرات، بالإضافة لتشريد مئات الآلاف فى سباق مع الزمن، لتشكيل حكومة جديدة تحتوى غضب الشارع وتنجح فى إزالة أسباب التوتر ، وبالتالى فإن هذا الحكم سيشكل امتحانا قويا لمدى صلابة والتزام الدولة اللبنانية فى تطبيق العدالة ، ومدى تأثيره على علاقاته الإقليمية والدولية على حد سواء. واللافت أن حزب الله، استبق الحكم وعلى لسان أمينه العام حسن نصرالله ، بالتقليل من شأن المحكمة ككل، محذرا من استغلاله لتشويه الحزب والنيل من مكاسبه ، وحتى كوسيلة ضغط دولية باتجاه تهدئة توتراته مع إسرائيل ، والأهم أنه عمل بقوة لتجهيز الأرضية السياسية والاجتماعية لمواجهة تداعيات قرار المحكمة الدولية طيلة السنوات الماضية ، من خلال نشر أذرعه فى مفاصل الدولة، حتى بات من الصعب جدا فصله عن مؤسسات الدولة. كما ردد أنصاره أن المحكمة إجرائية صورية استهلكتها الأعوام الطويلة التى استغرقتها وآلاف الأوراق والمستندات، كما أن المتهمين الأربعة يحاكمون غيابيا ومات المتهم الرئيسى مصطفى بدر الدين عام 2016 فى سوريا .

وكما ينتظر العالم تأثيرات النطق بالحكم على الصعيد الداخلى فى لبنان، فانه من الصعب بل من المستحيل، فصل تأثيراته على علاقات لبنان الإقليمية ، خاصة علاقات حزب الله القوية والمتشابكة مع طهران، ومن جهة أخري، ستتواصل المواجهات المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران، وتصعيد العقوبات الأمريكية على الحزب وتصنيفه كمنظمة إرهابية من دول أوروبية عدة. فجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق، الذى كان يحظى بتأييد دولى وخليجى واسع النطاق، أظهرت المناخ العدائى الذى زرعته إيران عبر التدخلات الأمنية والعسكرية السافرة فى عدد من دول المنطقة وحولتها لبؤر توتر. وفيما يخص سوريا، وحتى وإن لم يربط الحكم دمشق مباشرة بالقضية، فإن جريمة مقتل الحريري، وما تلاها من إنهاء هيمنة دمشق على بيروت وخروج الجيش السورى بعد أكثر من ثلاثين عاما، قطع طريق استعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية معها والأهم القبول الشعبى للوجود السورى مرة أخرى فى الحياة الطبيعية اللبنانية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق