رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كـورونا.. «كلاكيت تانى مرة»

تحقيق ــ عبير الضمرانى
كـورونا.. «كلاكيت تانى مرة»

  • د.سحر حلمى : الوقاية أمر أساسى لابد أن يؤخذ فى الاعتبار
  • د.على زكى : عندما يتكاثر الفيروس قد تقل خطورته
  • د.وفاء خليل: الفيروسات تضعف قوتها ولا يجب الاعتماد على ذلك

 

حذرت منظمة الصحة العالمية أخيرا من بداية الموجة الثانية لفيروس كورونا ووصفتها بأنها المرحلة الأكثر خطورة مما يستلزم البقاء بالمنازل ما لم يتم اتخاذ التدابير الاحترازية.

كما قال رئيس برنامج الطوارئ بالمنظمة إنه على العديد من الدول التعامل بسرعة مع موجات التفشى الجديدة، وبالفعل يزداد القلق فى مصر من عودة انتشار الفيروس والذى بدأ فى الانحسار الأيام الماضية إلا أن زيادة عدد الحالات المصابة والوفيات - وإن كانت ليست بمعدل كبير - وإعادة فتح مستشفيات العزل مرة أخرى أثارت مخاوف وتساؤلات المواطنين حول ظهور موجة ثانية للفيروس، وهل كما يقال إنها أشد شراسة أم لا، وكيف نتفادى العودة لنقطة الصفر ونقوم بمحاصرة الفيروس ونمنعه من الانتشار مرة أخرى؟

بداية.. يقول الدكتور على محمد زكى أستاذ علم الفيروسات بجامعة عين شمس ومكتشف فيروس ميرس، إن معظم الأوبئة تأتى فى عدة موجات وتعرف الموجة الثانية عندما ينخفض عدد حالات الإصابة فى الأولى ثم تعود للارتفاع مرة أخرى ولكن لا يمكن الجزم بأن الموجة الثانية أو الثالثة تكون أكثر شراسة بل من الممكن أن تكون أضعف من الأولى فمثلاً نجد فيروس الإنفلونزا فى عام 1918 ظهرت موجته الثانية فى عام 1919 وكانت أشد قوة من الأولى وعدد المصابين أكثر، وقد تختلف أعداد الإصابات فى الموجة الثانية من محافظة لأخرى فنجد محافظة فى القمة وأخرى فى الوسط والثالثة فى النهايات، ومن المتعارف عليه أن الفيروس كلما انتشر بين الناس ومر فى جسم الإنسان، قلت قوته وضعفت، فجميع الفيروسات تكمن قدرتها فى خداع الجهاز المناعى للإنسان وإحداث المرض من خلال الجينات المساعدة وفيروس الكورونا به ثلاث مجموعات من هذه الجينات بنائية وغير بنائية ومساعدة تلك التى تهبط قوة جهاز المناعة وتقلل من إنتاج الإنترفيرون الذى يمنح جسم الإنسان مقاومة الفيروس فعندما يقل يتعرض للإصابة، ولكن كلما انتقل الفيروس من إنسان لآخر كلما فقد بعض أجزائه وتقل خطورته، وفيروس الكورونا لن ينتهى بل سيستمر لكن يمكن أن تقل حدته مع الوقت ولا يمكن الجزم بذلك الآن.

لقاح عن طريق الشم

سألته : هل صحيح أن الفيروس سينتهى بمجرد التوصل إلى أمصال وتطعيمات مضادة له ؟

يوضح د.على زكى أن التطعيمات التى يتم العمل عليها الآن عبارة عن حقن تجرى فى مسار الدم ولكن الفيروس يدخل جسم الإنسان من خلال الجهاز التنفسى العلوى الأنف والأغشية المخاطية فهل هذا التطعيم عن طريق الدم يصل للأنف ويمنع هذه النوعية من الإصابة خاصة أن هناك خمسة أنواع من الأجسام المضادة أحدها للأسطح الخارجية فى جسم الإنسان؟ لا يمكن الجزم بذلك ولكن فى هونج كونج تم التوصل لإنتاج لقاح يؤخذ عن طريق الشم ليحمى من فيروس الإنفلونزا وقد يصل الأمر إلى أن هذا اللقاح يحمى من فيروس كورونا أيضاً.

موجة ارتدادية

ويقول الدكتور هشام ميشيل أستاذ التحاليل الفيروسية بالأكاديمية الطبية العسكرية إنه يجب التفرقة بين ما يسمى بالموجة الثانية للفيروس وبين الموجة الارتدادية، فالموجة الثانية لا تأتى إلا بعد أن تنتهى الموجة الأولى تماماً ويصبح عدد حالات الإصابة بالفيروس «صفر» وتظل فترة بدون إصابات نهائياً ثم تأتى الموجة الثانية بإصابات جديدة، ويظهر فيها الفيروس فى واحد من ثلاثة أشكال إما نفس الفيروس بنفس قوته وتأثيره، أو يكون الفيروس فى صورة أضعف مما كان فى الموجة الأولى حيث تغيرت جيناته، والحالة الثالثة أن يكون قد حدث للفيروس تحور جينى يجعله أقوى وأكثر عنفاً مما كان عليه قبل ذلك.. أما ما نحن فيه الآن فهو ما يسمى بالموجة الارتدادية بسبب التساهل والإهمال فى اتخاذ التدابير الاحترازية للوقاية بعد أن شعر المواطنون بنوع من الاطمئنان نتيجة انخفاض حالات الإصابة والوفيات، وهذا الاطمئنان الزائف جعل المواطنين ينطلقون إلى تنظيم وحضور المناسبات الاجتماعية والتنزه والخروجات والمقابلات فى المطاعم والمقاهى والسفر إلى الشواطئ والتجمعات بأعداد كبيرة والتزاحم وعودة السلام بالأيدى دون مراعاة سبل الوقاية خاصة التباعد الاجتماعى.

قوة الفيروس

هناك سؤال يتردد على أذهان الكثيرين : فى حالة عودة الفيروس بصورة أشد قوة وشراسة ترفع معدل تهديد سلامة الإنسان ؟

يجيب الدكتور أحمد جعفر حجازى أستاذ المناعة فى المركز القومى للبحوث ورئيس اللجنة القومية للميكروبات الدقيقة بأكاديمية البحث العلمى قائلاً : الجهاز المناعى فى جسم الإنسان يتعرف على الأجسام الغريبة التى تدخل الجسم ويمكنه تحديد ما هو ذاتى وما هو غريب ويبدأ بالتعامل مع الأجسام الغريبة ومقاومتها ليصل إلى ما نسميه بـ » الأقلمة « أى يتأقلم معه فلا يضر به، ومهما كانت قوة البكتيريا أو الفيروس فإن المناعة القوية يمكنها مقاومتها ولهذا يجب الإسراع برفع مناعة الجسم بالغذاء المتكامل، ويعتقد البعض أنه يحتاج فترة طويلة لكى يتمكن من تقوية جهاز المناعة ولكن هذا غير صحيح فيمكن ذلك فى فترة قصيرة لأن الجهاز المناعى مثل الميزان الحساس أو ميزان الذهب أقل شيء يؤثر فيه .

موجة قوية أم ضعيفة ؟

وترى الدكتورة وفاء خليل أستاذة الميكروبولوجيا الطبية والمناعة فى كلية الطب بجامعة عين شمس أنه ليس بالضرورة أن تكون الموجة الثانية أشد قوة أو أن يكون الفيروس أكثر شراسة، فمثلا عندما ظهرت الموجة الثانية فى أمريكا كانت قاسية جداً وقوية ولكن فى ألمانيا لم تكن كذلك، ولا يمكن التكهن إذا كان الفيروس فى الموجة الثانية فى مصر سيكون أقوى أم أضعف وإن كان من المتوقع أن تكون أقل فى القوة من الأولي، ولكن هذا يتوقف على مدى التحول والتطور الجينى للفيروس وهو ما يستلزم بعض الدراسات.

وتشير د. وفاء خليل إلى أنه لا فائدة من بوابات التعقيم على الإطلاق لأن الفيروس داخل الجسم وليس خارجه، بل على العكس ممكن أن المواد الكيمائية التى يتم رشها أثناء المرور من هذه البوابات أن تصيب الإنسان بحساسية صدرية أو جلدية أو مشاكل فى العين إذا أصابتها.

الوقاية هى الحل

الدكتورة سحر حلمى عبد المقصود أستاذة الوبائيات والطب الوقائى والأستاذ المشارك فى كلية الطب بدبي، تقول من يتحدث عن عودة كوفيد19 لا يدرك أن الفيروس لم يذهب لكى يعود وهناك حالات كثيرة مصابة به، وإن لم نسيطر على الأمر بحيث يظل محدودا فإنه مع دخول فصل الشتاء وانتشار أمراض الشتاء والكحة والعطس من الممكن أن تزيد حالات الإصابة بفيروس كورونا .

وقالت إن الوقاية هى الأمر الأساسى الذى لابد أن يؤخذ فى الاعتبار بشدة فلا يمكن أن يكون هناك حظر أو إغلاق مرة أخرى والا سندخل فى نفس المشكلة.

وتؤكد د.سحر حلمى أنه لابد أن تتخذ الدولة إجراءات صارمة تلزم المواطنين باتباع الإجراءات الاحترازية وعلى رأسها ارتداء الكمامة ولا يجب الاعتماد على أن المواطن سيتبع الإجراءات الوقائية من تلقاء نفسه، على سبيل المثال توفير الكمامات، ومن لا يتبع الإجراءات يطبق عليه القانون مثلما يحدث فى الامارات من لا يلتزم يطبق عليه القانون، كما يجب تقليل الكثافة فى المواصلات العامة ونوزيع على الناس الكمامات على الركاب حتى نضمن أنهم سيرتدوها ويلتزمون بها .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق