إنها مطلوبة ولكن!

قراء لا يعدون ولا يحصون، ومتابعون يزدادون يوما بعد يوم.. إنهم قراء الكتب التي لا أعتبر أن لها فائدة تذكر ككتب «السحر» و«التجميل» و«الطبخ» و«تعلم الكاراتيه» كما أنها تباع على الأرصفة بعناوين جذابة أو غريبة، وتصنيفات لا تعد ولا تحصى، ونجدها تغزو الأسواق وتتداول عبر مواقع الإنترنت، حتى أصبح البعض يستغني عن قراءة المواقع والصحف والمجلات لقراءتها فقط لا غير. 

ذات مرة قال مثقف عربي معروف جملة جميلة رسخت في ذهني «نحن نقرأ ولكن نقرأ ما هو غير مفيد»، إن هذه الجملة صحيحة مائة في المائة وما نراه على أرض الواقع أكبر دليل، وقال لي مؤلف معروف «أنا مستعد يوميا لتأليف كتاب متكامل من هذه الكتب لكنها إهانة لي وللقارئ». 

إن ما يقدم لهذه الشريحة من القراء ليس مادة ذات قيمة، فهى «لا تسمن ولا تغني من جوع» إن صح التعبير، وإن هذا يدل على الفراغ الثقافي والفكرى الذي تعيشه هذه الشريحة.  

دعا الكثيرون إلى تجديد المواد المقدمة خصوصا الأدبية منها واللجوء إلى التبسيط، لكي نقدم نتاجا راقيا وفي الوقت نفسه يصل إلى أكبر شريحة ممكنة من القراء، ولكن لا يوجد أى اهتمام أو دعم لهذه الدعوات الصادقة، ما جعل النتاج الراقي يتراجع بشكل كاسح وعنيف وبعض دور النشر المختلفة باتت تتسابق الآن على طبع مثل هذه الكتب الهزيلة ودعم روادها من المؤلفين سعيا للربح السريع. 

حسين على غالب