أعلنت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبد الصمد أمس استقالتها من الحكومة اللبنانية، لتكون أول عضو فى مجلس الوزراء يغادر منصبه، بعد أيام على انفجار ميناء بيروت الذى أوقع 158 قتيلاً و6 آلاف جريح، وأعقبها وزير البيئة اللبنانى دميانوس قطار بتقديم استقالته.. تزامن ذلك مع قرار 6 نواب مغادرة البرلمان، ودعوة البطريك المارونى الكاردينال بشارة الراعى خلال عظة الأحد أمس الحكومة إلى الاستقالة.
وقالت منال عبدالصمد فى كلمة بثتها وسائل إعلام محلية :«بعد هول كارثة بيروت، أتقدم باستقالتى من الحكومة متمنية لوطننا الحبيب لبنان استعادة عافيته فى أسرع وقت ممكن»، وقدمت اعتذارها للبنانيين لعدم تلبية طموحاتهم فى الحكومة التى تشكلت بداية العام الحالي.
وأضافت أن استقالتها التى قدمتها إلى رئيس الحكومة حسام دياب جاءت «بعد هول الكارثة الناجمة عن زلزال بيروت الذى هز كيان الوطن وأدمى القلوب والعقول، وانحناء أمام أرواح الشهداء وآلام الجرحى والمفقودين والمشردين وتجاوبا مع الإرادة الشعبية فى التغيير«.
وأكدت الوزيرة أن رئيس الحكومة اللبنانية »كان يتابع الملفات بأدق التفاصيل بحكمة وهدوء لتلبية المطالب الشعبية، مشيرة إلى أن «التغيير بقى بعيد المنال».
ويأتى اعلان منال عبدالصمد، إثر استقالة 5 نواب من البرلمان يمثل ثلاثة منهم حزب الكتائب الذى يعد من أشد معارضى السلطة منذ سنوات، فضلاً عن النائبة المستقلة بولا يعقوبيان ومروان حمادة المقرّب من الزعيم الدرزى وليد جنبلاط.
كما أعلن النائب، نعمة افرام استقالته من البرلمان اللبناني، ليكون سادس نائب يعلن استقالته منذ وقوع انفجار بيروت. يأتى ذلك فى وقت، توالت ردود الفعل على تصريحات رئيس الوزراء اللبنانى حسان دياب بأنه سيطرح الدعوة لإجراء انتخابات نيابية مبكرة لنزع فتيل أزمة سياسية متفاقمة بعد الانفجار المروع فى ميناء بيروت.
وأكد رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، أنه يقوم بجهود حثيثة من أجل جمع ما يكفى من الاستقالات من أعضاء مجلس النواب، للوصول إلى انتخابات نيابية مبكرة.
وقال جعجع فى تغريدة عبر صفحته الرسمية على «تويتر» :«إننا إلى جانب أعمال الإغاثة القائمة فى بيروت، نحن نعمل الآن على إغاثة الجمهورية من خلال تخليصها من هذا المجلس النيابي». وأضاف: »نجرى الاتصالات اللازمة ونقوم بالجهود الحثيثة لجمع ما يكفى من الاستقالات للوصول فى أسرع وقت ممكن إلى انتخابات نيابية مبكرة».
ومن جانبه، دعا البطريرك المارونى الكاردينال بشارة الراعى خلال عظة الأحد أمس الحكومة إلى الاستقالة، وقال: إن على الحكومة اللبنانية الاستقالة إذا لم تتمكن من مساعدة البلاد على النهوض.
وأضاف: «لا تكفى إستقالة نائب من هنا ووزير من هناك، بل يجب، تحسسا مع مشاعر اللبنانيين وللمسئولية الجسيمة، الوصول إلى استقالة الحكومة برمَّتها إذ باتت عاجزة عن النهوض بالبلاد، وإلى إجراء انتخابات نيابيَّة مبكّرة، بدلاً من مجلس بات عاطلاً عن عمله». وأضاف أن «ما شهدناه بالأمس من تحركات شعبية غاضبة يؤكّد نفاد صبر الشعب اللبنانى المقهور والمذلول، ويدل على التصميم فى التغيير إلى الافضل»، ووصف الراعى الانفجار وتداعياته بأنه «جريمة موصوفة ضد الانسانية»، داعياً إلى إجراء «تحقيق دولى لكشف حقائقها».
رابط دائم: