رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المريوطية تتجمل

تحقيق ــ وائل العزب
الموقف الجديد بعد تغطية جزء من الترعة

  • المحافظ يتابع التجهيزات النهائية واستكمال الممشى الجديد
  • الأهالى يطلبون امتداد التطوير
  • حتى مسار الترعة بين الهرم وفيصل
  • المقاول المنفذ: الأعمال تنتهى فى وقت قياسى والتكاليف 50 مليون جنيه

 

 

 

بعد طول انتظار، تودع ترعة المريوطية شكلها العشوائى الذى اعتاد الناس مشاهدته باستمرار، ويشهد محيطها الممتد حتى شارع الهرم نهضة حضارية لا تقف عند المظهر فقط، وإنما تشمل تخطيطا حديثا لأماكن الانتظار والمرافق وشبكات مياه الأمطار وامن المارة، من أجل خدمة المواطنين المترددين بصفة مستمرة على موقف سيارات الميكروباص الذى تحول من مكان عشوائى إلى حضارى يستوعب 3500 راكب كل ساعة بعد تغطية جزء من الترعة بطول 200 متر، وتطويرالكورنيش بطول 3 كم.

«تحقيقات الأهرام» قامت بجولة رصدت خلالها ملامح أعمال التطوير التى تمت، وسجلت أماكن فى محيط الترعة لم يطلها التطوير بعد، لا تزال تعانى من السير العكسى لمختلف السيارات و«التوك توك« وسط الكتل السكنية.

 

وصلنا الى المنطقة المنشودة يسار شارع الهرم على مسار المريوطية والتى تجعل كل من يمر بها منبهرا من الحالة التى صارت عليها فالمشروع بلا أدنى مبالغة اصطاد سربا من العصافير بحجر واحد ولم يترك التفاصيل الدقيقة إلا ووضعها فى الحسبان وخطط لها، فالمشروع حل المشكلة المرورية المزمنة المتسبب بها تكدس الميكروباصات، ونقل موقف السيارات العشوائى بعيدا عن نهر الطريق وحول المنطقة لممشى سياحى بدلا من مقلب القمامة وحافظ على المجرى المائى من التلوث ، وهذا أحد جزأين مهمين للتطوير.

تواصلنا مع أجهزة المحافظة وخاصة العلاقات العامة وتم ترتيب جولة لرصد حجم الاعمال وكيف تغيرت الصورة من سلبية الى أيجابية.

كما ان المشروع يتضمن إقامة سور يمتد على ضفتى ترعة المريوطية بطول 3 كم تقريبا بعد تدبيشها وتغطية أكثر من 200 متر من مسارها لنقل موقف السرفيس اليها بعيداً عن الطريق العام، وحل مشكلة التكدس المرورى الذى كان يسببه، والقضاء على المظهر السيئ، إضافة الى تجميل كورنيش المريوطية وتحويله لممشى حضاري، وتوسعة ورصف الشارع بتكلفة إجمالية 200مليون جنيه.

وبالفعل تم الانتهاء من تغطية 200 متر من الترعة وتمت الاستفادة منها فى إنشاء مواقف سيارات سرفيس حضارية يتم اتباع أحدث النظم الحديثة بها للقضاء على أى معوقات مرورية بالمنطقة والتى كان يعانى منها المواطنون على مدار سنوات.

كما أن التطوير يشمل «تدبيش» جسر الترعة وتطويره بطول 3 كم بداية من شارع الهرم وحتى الطريق الدائري، مما سيسهم بشكل كبير فى الارتقاء بالمظهر الحضارى بما يعود بالنفع والمصلحة العامة على المواطن، إضافة إلى أنه يعد محورا مروريا رئيسيا للمزارات السياحية الأشهر فى العالم .

وسيتم تخصيص أماكن لانتظار السيارات، وإنشاء ممشى للمواطنين وسور حضاري، ويتم الالتزام بالجدول الزمنى المحدد لإنهاء الأعمال فى الموعد المقرر.

مع إنشاء سور حضارى بطول مسافة التجميل البالغة 2٫800كم على جسر ترعة المريوطية للحفاظ على المجرى المائى من التلوث إضافة إلى إنشاء حائط «دبش» مائل على جانبى المجرى من الجانبين لإعطاء منظر جمالى للمجرى وأيضا للمحافظة على الجسور من الانهيارات، كما سيتم تجريف الجزء المردوم من المجري.

حمامات عامة

التقينا على حسن على - المقاول التنفيذى لمشروع تطوير الموقف - والذى قال: المشروع ينقسم لجزءين الأول تحت الارض ويضم تغطية جزء من مصرف المحيط المعروف بـ«ترعة المريوطية» وتمتد أعماله لطول 200 متر فوق مسار الترعة ويتكون من فتحتين لمسارين من الخرسانة المسلحة محيط كل منهما 16 مترا بطول 200 متر وهذان المساران بدأ العمل فيهما فى ديسمبر الماضى 2019 وهذان النفقان أو المساران خرسانيان وانتهى العمل بهذا الجزء فى مارس الماضى وبلغت تكلفته نحو 40 مليون جنيه.

وأضاف: شهدت هذه المرحلة تعاونا كاملا مع مديرية الرى بالجيزة فى أعمال تحويل مجرى الماء بالترعة والحفاظ على جريان المياه بمسارها الطبيعى عن طريق 6 طلمبات رفع لنقل المياه الى مسار بديل من خلال مواسير كبيرة قطر كل منها متر ونصف حتى انتهاء اعمال التغطية والخرسانات للمسارين . وهذا كله ضمن تكاليف المشروع خاصة المرحلة الأولى المعنية بالتغطية. واللافت هنا أن أعمال المشروع تتم بما يعرف بنظام تسليم المفتاح حيث تشمل أعمال الإنارة والدهانات والبوابات والحمامات العامة وغرف الامن واسوار ومقاعد لانتظار الركاب واللوحات الارشادية، وطبيعة موقع الموقف أسفل كوبرى الدائرى لم تتطلب إقامة مظلات ، ويبلغ عرض الموقف 30 مترا وطول 200 متر وبمسطح 6000 متر مربع ، ويستوعب 220 سيارة ميكروباص فى الوقت ذاته بطاقة تحميل 3500 راكب فى الساعة.

وأوضح المقاول: حرصا على أمن وسلامة الرواد والعاملين سوف يتم تركيب كاميرات مراقبة وغرف تحكم فى حركة دخول وخروج السيارات من خلال بوابات الكترونية ، كما ان تخطيط الموقف وضع فى حسبانه تقلبات الطقس غير المتوقعة والتى شهدناها بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية لذلك تم مد شبكة صرف أمطار على طول أرض الموقف لتصريف أى مياه أمطار،كما يحتوى على 6 بوابات بواقع 3 للدخول ، ومثلها للخروج وبتشطيب خارجى مقاوم للعوامل البيئية والتعرية، وكان المحافظ أثناء أحدى جولاته لمتابعة أعمال التنفيذ قد وجه بضرورة استكمال خط صرف الامطار أعلى محور المريوطية لتوصيله بشبكة صرف الامطار المقامة بالموقف لمنع أى تجمعات لمياهها وتصريفها أولا بأول.

المرحلة الثانية

ويضيف أنه تلا هذا الجزء المرحلة الثانية التى تشمل إقامة موقف لسيارات السرفيس أعلى التغطية بداية من كوبرى شارع الهرم وبطول 200 متر للداخل فوق مسار المصرف بتكلفة 10 ملايين جنيه بإجمالى تكلفة لكامل المشروع 50 مليون جنيه وفى زمن قياسى لمثل هذا الحجم من الاعمال خلال 9 أشهر لا أكثر .

فرص عمل

وعن فرص العمل المباشرة التى وفرها قال المقاول: هناك 150 فرصة عمل مباشرة ما بين عامل ومهندس وفنى وسائقى معدات ويتضاعف العدد لأكثر من 500 إذا أضفنا العمالة غير المباشرة.

وعن تأثير المشروع على حركة الطريق والركاب على جانبى الموقف والترعة قال: انه رغم صعوبته تم بمنتهى السلاسة وبالتنسيق مع أجهزة حى الطالبية، ومن المقرر الانتهاء من جميع الأعمال فى 15 أكتوبر المقبل طبقا للمخطط ولكن معدلات الأداء تؤكد أنه سيكون قبل ذلك بشهر على الأقل، ويرجع ذلك للمتابعة اليومية من جميع أجهزة محافظة الجيزة.

وحول معوقات العمل قال المقاول: لا تكاد تذكر لأن اهتمام قيادة المحافظة والتشديد على تذليل كل العقبات لم يترك مساحة لأى عائق ففور البدء بالاعمال تجد الجميع موجودين بالموقع بمختلف فئاتهم سواء كان المرور أو حى الطالبية وحى الهرم ومديريتى الاسكان والرى والطرق وديوان المحافظة المسئول.

المواطنون والسائقون

وفى أثناء جولتنا التقينا المواطنين القاطنين بمحيط التطوير، قال سيد حامد: هذه الأعمال حولت أحد أسوأ المظاهر وهو مظهر الترعة الى لوحة طبيعية من الجمال تريح نفس الناظرين وتعافيهم من سوءات المهملين، وأضاف يعقوب نظير: هذا التطوير يمنع كل من تسول له نفسه التمادى فى السوء وهو ما نتمناه لمصر كلها.

خلال الجولة سألنا المحاسب خالد إسماعيل - أحد الاهالى - عن رأيه فى أعمال المحافظة بالمنطقة فقال، إن الاهتمام يتركز على الناحية المقابلة لنا من المريوطية والواقعة يسار شارع الهرم أما فى ناحيتنا فالحال كما هو وكل ما تم هو إزالة بعض التعديات على جانبى مسار الترعة لكن لا وجود لرجال المرور ولا عمال النظافة وإذا قادتك قدماك الى أحد الشوارع الجانبية فلن تجد أثرا للتطوير.

غادرنا هذا الجزء فى اتجاه المنطقة المحصورة بين شارعى الهرم وفيصل لنجد تكرارا لجميع انواع العشوائيات التى رأيناها يمين شارع فيصل من السير عكس الاتجاه وتكسير فى الأرض والقاء قمامة فى مسار الترعة وحولها فالمنطقة تفتقر الى الكثير من علامات الاهتمام، إلا القليل، وهو ما سجلته كاميرا الأهرام، مازالت تعانى من موقف عشوائي وزحام يتنافى مع الاجراءات الاحترازية الواجب اتخاذها، خاصة أنها تضم موقف ميكروباص ومنشآت مهمة منها سنترال المريوطية وتجتذب آلاف المواطنين يوميا إضافة الى القاطنين بها.

وعن انطباعات السائقين بالموقف وأمنيتهم للتطوير المنتظر له قال أيمن أبو سلامة: لنا بعض المطالب للحفاظ على هذا التطوير، منها ضرورة منع تحميل ركاب من خارج الموقف والتشديد على ذلك طوال الوقت وليس فترة، لأن من يقومون بالتحميل سائقون بلا رخص قيادة أو رخص سيارة ففى الوقت الذى أدفع فيه آلاف الجنيهات فى المرور والتراخيص والمخالفات، ويأتى مثل هذا الشخص ليأخذ حقى ويدعو الركاب الى الركوب معه بأجرة أقل فأكون كمن يعاقب على التزامه بالقانون وسداد حق الدولة ولا يقف الأمر عند حد الدور ، بل انه يسبب مشاجرات بين السائقين لتعدى هؤلاء على حقوقنا وأحيانا يصل الى سلسلة من اعمال العنف لأن معظمنا ينتمى لعائلات وتتسببب هذه المشاجرات فى إصابات وربما وفيات تجر وراءها انتقاماً بين عائلات الطرفين المتشاجرين.

أما حمدى نظير فيقول: نرجو من المسئولين إنشاء مصلى ومكان وضوء لأن هذا المكان عام ورواده على سفر، بينما يقول أحمد أبوزيد: لابد من تشديد المراقبة على السائقين داخل وخارج الموقف خاصة من يتعاطون المخدرات لأن ذلك يعرض حياة الجميع للخطر مع ضرورة شن حملات مفاجئة ودورية وعدم استثناء أحد من هذه الحملات وخضوع الكل لها، كما اشار الى ان 80% من السيارات العاملة فى الموقف سيارات رحلات ولا أحد يهتم رغم أن هؤلاء غير مصرح لهم بالعمل على خطوط السرفيس والبديل عدم ترخيصهم أو منعهم من العمل معنا ومنافستنا فى أكل عيشنا .

ويتدخل فى الحوار سعد خفاجى بالتحذير من السيارات التى تسير بدون لوحات أو بلوحات مسروقة والتى يقودها صبية والتى انتشرت فى الأونة الاخيرة.

وحول الخدمات التى تنتشر فى الموقف قال أسامة - بائع - أين أذهب وانا رزقى مرتبط بهذا المكان منذ سنوات بعيدة لذا أناشد المسئولين توفير مكان لى داخل الموقف أو قريبا منه مع استعدادى لسداد قيمة إيجار معقولة يستطيع من هم مثلى تحملها وتقنين وضعى مقابل التزامى بالاشتراطات الصحية، والشيء ذاته طالب به عزيز أشرف الذى قال: أكسب رزقى من بيع الشاي والقهوة لمن فى الموقف وارجو تقنين وضعى لأن هذا باب رزقى الوحيد ومستعد لسداد الرسوم اللازمة وتقنين وضعي

لا تستر على مخالف

وكان محافظ الجيزة قد أصدر قرارا بوقف مشرف وسائق عن العمل لمدة ثلاثة اشهر لإلقائهما مخلفات بترعة المريوطية بدلاً من رفعها ونقلها لمحطات المناولة المخصصة لذلك وهو الامر الذى يحدث ضرراً جسيماً بالترعة ويعد تكاسلاً كبيراً من العاملين فى أداء المهام المطلوبه منهم بالشكل الصحيح والخروج عن مقتضيات الواجب الوظيفي.

وأكد أنه لا تستر على فاسد أو مخالف بالأجهزة التنفيذية بالمحافظة وان المحافظة تبادر بإحالة المخالفين أو المتقاعسين إلى الجهات القانونية والرقابية لاتخاذ الاجراء اللازم حيالهم مشدداً على أن المحافظة لن تتوانى عن تحقيق الانضباط فى كافة الاجهزة وان على الجميع تحمل مسئولياته تجاه ما يكلف به من عمل.


متنفس للمنطقة

لأن ترعة «المريوطية» هى بداية تطوير محيط المتحف المصرى الكبير فقد كان لا بد من وضع ذلك فى الحسبان والعمل على أساس عالمية المكان وأهميته البالغة لقربه كذلك من أشهر المعالم الاثرية على مستوى العالم وهى أهرامات الجيزة وأبو الهول . كل ذلك دفع أجهزة المحافظة الى بدء أعمال تطوير شامل لكورنيش المريوطية وتحويلها من العشوائية السابقة الى شيء مختلف تماما لا يكاد يصدق خاصة من سكان المنطقة والمارين بها قبل وبعد التطوير .

وأهم معالمة «تدبيش» جانبى الترعة وتطهير مجراها وتجميلها بإضاءة سفلية وعلوية وأسوار ذات مظهر يليق بموقعها مع وضع مزروعات فى «إصص» ذى شكل فرعونى ورسم بالحجارة على الأرصفة وأرائك رخامية تشعر من ينظر اليها أنه فى مكان سياحى بالمعنى الحقيقى والصور خير دليل. فهذا التطوير يمتد بطول 3 كم من بداية شارع الهرم حتى الطريق الدائرى بتكلفة إجمالية تقترب من الـ 200 مليون جنيه .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق