لكل مجتهد نصيب

أرجو من أبنائى طلبة شهادة الثانوية العامة الذين زرعوا فحصدوا، وجدّوا فوجدوا، أن يواصلوا مسيرة النجاح وأن يمضوا قدما على طريق التفوق والتميز بحسن اختيار الكلية التى يرغبون فى الدراسة بها على نحو موضوعى ومنطقى يتوافق مع ميولهم واتجاهاتهم وقدراتهم كلما أمكن ذلك، وأن يكونوا على بينة تامة ودراية كاملة باحتياجات سوق العمل الفعلية فلا ينساقوا وراء كليات يتجاوز عدد خريجيها بكثير فرص العمل المتاحة لهم، فنرى قطاعا عريضا منهم يئن تحت وطأة البطالة الممقوتة، مما يمثل عبئا ثقيلا يجثم على صدورهم وكاهل بلادهم، وألا تنتهى حدودهم العلمية والمعرفية – على مدى سنوات الدراسة الجامعية - عند حدود أغلفة الكتب الجامعية المقررة والمذكرات المساعدة بل يجب أن تتجاوزها إلى ما هو أبعد من ذلك وأعمق جذورا من خلال المواظبة على ارتياد مكتبات الجامعة والإطلاع على المراجع العلمية المتخصصة فى الموضوعات ذات الصلة بالمقرر الدراسى، وأن يظلوا على دراية بأحدث المستجدات فى مجال التخصص من دراسات موثقة وأبحاث متطورة ونظريات حديثة وتطبيقات متقدمة من خلال الترصد والتقصى لما يجرى على صعيد المراكز البحثية الإقليمية والقارية والدولية سواء من خلال نوافذ الدوريات العلمية أو بالاتصال المباشر عبر نقاط التواصل الالكترونية أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة – مقروءة ومسموعة ومرئية – ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا مما يسهم إلى حد كبير فى حسن إعدادهم، وجودة تأهيلهم وتنمية مهاراتهم على نحو يجعلهم قيمة مضافة لمنظومة العمل الوطنى، وأعمدة داعمة لصروح النهضة الكبرى والتنمية المستدامة التى تشيدها بلادنا على طريق مصر الحديثة والمستقبل الواعد بإذن الله.. ولكل مجتهد نصيب .

هدى هانى

ليسانس آداب ـ جامعة القاهرة