كشفت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية النقاب أمس عن نشوب معركة ساخنة بين بيل بار وزير العدل الأمريكى وأعضاء ديمقراطيين من مجلس النواب خلال جلسة استماع استمرت 5 ساعات أمام اللجنة القضائية، والتى دافع خلالها الأول عن عنف الشرطة وقوات الأمن ضد المحتجين الأمريكيين ووصفهم بـ«مخربين أحرقوا مقر المحكمة الفيدرالية».وخلال الجلسة، تشاجر بار لفظيا وبشكل متكرر مع الديمقراطيين، ولاسيما فى معرض رده على استجابة عناصر الحكومة الفيدرالية على الاحتجاجات المعروفة بـ«حياة سوداء تهم»، فضلا عن تعامله مع قضية «روجر ستون» وقضايا أخرى تلمس الرئيس دونالد ترامب والتى اتهم الديمقرطيون وزير العدل بالتعامل بشأنها بشكل متحيز للرئيس والجمهوريين وبشكل يتنافى تماما مع معطيات الديمقراطية الأمريكية.وبحلول نهاية الجلسة، كانت هناك حرب مفتوحة بين وزير العدل وجيرى نادلر ورئيس اللجنة القضائية المنتمى للحزب الديمقراطي، حيث قاطع بار الأخير قائلا له،«أنت نتاج حقيقى للطبقية»، وذلك عندما رفض نادلر السماح له بالراحة لمدة 5 دقائق قبل آخر سؤالين تم توجيههما إليه، فى حين أن نادلر نفسه وصل متأخرا عن الجلسة بأكثر من ساعة بعد أن تعرض لحادث سيارة بسيط.
كما شهدت هذه الجلسة الساخنة مهاجمة الديمقراطيين لبار واتهامه بمعاملة الأقلية الأمريكية وحلفاء الرئيس بشكل مختلف تماما عن تعامله للمحتجين، بينما سلط الجمهوريون الضوء على الاحتجاجات العنيفة وسخروا من منافسيهم السياسيين الديمقراطيين وموقفهم المؤيد لتلك الاجتجاحات، وأنها لم تسفر سوى عن القليل من البصيرة من جانب المتظاهرين، وذلك على حد تعبيره.
وفى البداية، افتتح نادلر الجلسة باتهام بار بتحريض الضباط الفيدراليين على استخدام رذاذ الفلفل والهراوات ضد المتظاهرين لتصوير لقطات لمساعدة ترامب فى حملة إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية والتى تحمل عنوان «القانون والنظام». وأضاف نادلر قائلا:«نحن كأمة نشهد بأن الحكومة الفيدرالية تحولت إلى استخدام العنف مع شعبها». وخلال الجلسة، اتهم نادلر بار بالمسئولية عن تصعيد التوتر بين الشرطة والمحتجين لتحقيق أهداف سياسية واضحة، وذلك فى إشارة منه إلى خدمة بار لأهداف حملة ترامب الرئاسية 2020.
وفى باريس وعلى غرار دفاع وزير العدل الأمريكى عن عنف الشرطة، رفض جيرالد دارمانان وزير الداخلية الفرنسى المعين حديثا مصطلح «عنف الشرطة»، حيث توجه إلى نواب فى الجمعية الوطنية بالقول إن الشرطة تمارس «عنفا مشروعا». وقال دارمانان:«عندما اسمع مصطلح «عنف الشرطة»، فإننى شخصيا أشعر بالاختناق، وذلك بعد أن خسر سلفه كريستوف كاستانير المنصب قبل 3 أسابيع عقب تعليقه استخدام تقنية الخنق أو الضغط على الرقبة مع المخالفين إثر موت شخصين من أصول إفريقية فى حادثين منفصلين وهما قيد الاحتجاز. وتراجع كاستانير لاحقا عن موقفه فى وجه احتجاجات نقابات الشرطة، لكن جرى استبداله لاحقا.وقال دارمانان أمام لجنة برلمانية فى الجمعية الوطنية أمس الأول:«الشرطة تستخدم العنف، لكن العنف المشروع». وأضاف :«يجب أن يفعلوا ذلك بطريقة متناسبة وخاضعة للسيطرة. إذا قام بذلك قلة خارج قواعد أخلاقيات المهنة، عندها يجب أن يكون العقاب فوريا». وواجه دارمانان بعد استخدامه كلمة «اختناق» فيما يتعلق بعنف الشرطة انتقادات واسعة من قبل معارضيه على وسائل التواصل الاجتماعي. يذكر أن تعيين دارمانان وزيرا للداخلية فى وقت سابق هذا الشهر ثار غضب ناشطات نسويات نظرا لأنه يواجه اتهاما متجددا بجريمة اغتصاب مزعومة عام 2009، لكنه ينفيها بشكل قاطع.
وتواجه عناصر الشرطة فى فرنسا بشكل منتظم تظاهرات لـ«السترات الصفراء» المناهضة للحكومة، وكذلك جماعات تعارض إصلاح الرواتب التقاعدية وأخرى غاضبة من العنصرية فى البلاد خاصة فى أوساط الشرطة. وفى زيارة مفاجئة للرئيس إيمانويل ماكرون برفقة دارمانان إلى وحدتين للشرطة فى باريس ليل الإثنين الماضي، وعد ماكرون بتمويل بقيمة 10 ملايين يورو للعناصر الذين يعملون فى الدوريات الليلية، وفق الرئاسة ووزارة الداخلية.
رابط دائم: