رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

لن نوقع أى اتفاق حول سد النهضة إلا إذا كان يحقق مصالحنا
الرئيس خلال افتتاحه المنطقة الصناعية بالروبيكى
لو كان الهدف من إنشاء السد توليد الكهرباء فسنساعد بشرط ألا يؤثر على حصتنا من المياه

كتب ــ إسماعيل جمعة
> الرئيس خلال تفقده أحد مصانع الشركة الوطنية المصرية بالروبيكى

< لا يجوز الحديث عن عمل عسكرى .. ويجب انتباه وسائل الإعلام لذلك

< أقول للمسئولين: تابعوا .. انزلوا الشارع .. واعملوا على حل المشكلات

< تطوير مصانع المحلة الكبرى ضمن خطة للنهوض بقطاع الغزل والنسيج

< «مفيش هزار أو دلع» والإدارة الجيدة جزء من نجاح أى مشروع

 

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر تسلك مسارا تفاوضيا بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، مؤكدا الحرص على نجاح التفاوض والتوصل لاتفاق يحقق مصالحها فى حصتها من المياه التى تحصل عليها منذ آلاف السنين».

وشدد الرئيس، خلال افتتاحه المنطقة الصناعية بالروبيكى لإنتاج الجلود والنسيج أمس، على أن مصر تتحرك فى معركة تفاوض طويلة بمنتهى الموضوعية، بخصوص عملية ملء وتشغيل السد.

 

وقال: «لا أريد الدخول فى تفاصيل كثيرة، فنحن نتحدث عن فترات صعبة يمكن أن تقل فيها المياه، والتفاوض يجرى حاليا، وسننجح فى التوصل لاتفاق يحقق لنا مصالحنا فى حصتنا من المياه التى نأخذها قبل ذلك وعلى مدار آلاف السنين».

وأضاف الرئيس، مخاطبا جموع الشعب المصري، «أنا أعلم أنكم قلقون جدا بشأن موضوع المياه، وأنا معكم، من حقكم القلق لأن الموضوع بالنسبة لنا يعنى الحياة، وأطمئنكم بعدالة قضيتنا، لأن الحضارة المصرية منذ آلاف السنين نشأت على مياه النيل فى مصر، ونحن حريصون مع أشقائنا فى أثيوبيا والسودان على حقهم فى التنمية وتوليد الكهرباء وإذا كان الهدف من إنشاء السد هو توليد الطاقة الكهربائية كما أعلنت إثيوبيا، فنحن سنساعدهم فى تحقيق هدفهم بكل حب وبكل نوايا طيبة، بشرط ألا يؤثر ذلك على حصتنا فى المياه».

وأوضح الرئيس أن التفاوض من أجل التوصل إلى حل يحقق مصالح الأطراف الثلاثة ولا ينقص من حقوق مصر فى المياه. وسنستمر فى ذلك، مناشدا كل من يتحدث فى هذا الموضوع فى وسائل الإعلام الانتباه إلى أنه يخاطب الرأى العام فى مصر، وهذه قضية حساسة، فلا يجوز أن يتحدث عن عمل عسكرى وكلام من هذا القبيل لأننا نتفاوض، والتفاوض معركة ستطول، وأطمئنكم أننا لن نوقع على أى اتفاق نهائيا إلا إذا كان يحقق مصالحنا، قائلا: «الخير يأتى من هناك، ونحن حريصون جدا على أن نتعامل من خلال التفاوض، وأتمنى أن لا تطول نغمة الحديث عن التدخل العسكري».

وأكد الرئيس السيسى حرص مصر على التفاوض، لأن لها الحق ليس فى المياه فقط، بل لها الحق فى الحياة، ولا يستطيع أحد أن يجور على مصالحنا وأمننا القومي.. وقال: «أنا لا أتحدث هنا عن قضية المياه فقط، بل أتحدث عن الأمن القومى المصرى بمفهومه الشامل».

ووجه الرئيس حديثه للشعب قائلا: «كل ما تقلق اشتغل أكتر.. علشان تبقى جامد.. علشان تبقى قوي.. علشان تبقى قادر، وكل ما تشتغل أكتر كل ما تبقى قوى أكتر، وكل ما تبقى قوى أكتر محدش هيقدر ياخد حقك منك، ولو خايف أو قلقان لا تتكلم كثيرا ولا تهدد أحدا، ومتقولش كلام ملهوش لزمة».

وحول قلق القطاع الزراعى فى مصر من نقص المياه، قال الرئيس السيسي: «اننا نقوم بإجراءات مهمة جدا لتعظيم استخدام المياه وتقليل الفاقد، منها مشروع تبطين الترع بمسافة 20 ألف كيلو متر فى المرحلة الأولي، وهذا المشروع المقرر الانتهاء منه فى سنتين، ولو أردنا إنجازه فى وقت أسرع فأنا أدعو أهالى المناطق السكنية القريبة من هذه الترع إلى المساعدة لكى نقلل الفاقد فى وقت أقصر».

وأشار الرئيس إلى أن حجم الاستثمارات فى مجال المياه حتى عام 2037 تقترب من تريليون جنيه، وأن الدولة منتبهة تماما ومن وقت مبكر لهذا الموضوع الحيوى وتعمل على إقامة محطات معالجة وتحلية فى إطار خطة كاملة لتحسين جودة المياه وتقليل حجم الفاقد وإعادة استخدام المياه أكثر من مرة، وتوفير كل نقطة مياه، مشيرا إلى أن مصر حاليا من أكثر الدول فى العالم إدارة فى إستخدام المياه نتيجة التوسع فى إنشاء محطات المعالجة، وهناك مبادرة حاليا تهدف إلى استخدام وسائل الرى الحديث فى كل الأراضى الزراعية على مستوى الدولة، نسعى إلى تنفيذها خلال عام واحد مما يتطلب المزيد من الجهد والتعب وعدم النوم.. قائلا: «أنا بكلم أهلى وناسي، والبلد دى مش هتطلع لقدام غير بينا كلنا، مش بيا لوحدى ولا بالحكومة.. والتحديات لن تنتهى من أى أمة، وكل بلد توجد به تحدياته ومشاكله، والتحديات تهون بالكتلة الشعبية الواعية والفاهمة والمستفزة لصالح بلدها.. الحريصة على أمنها واستقرارها»، مؤكدا أن الأمن والاستقرار ليس فقط فى الجيش الذى يحارب، مطالبا وسائل الإعلام بتوعية الشعب المصرى بكيفية الحفاظ على المياه وترشيد الاستخدام وعدم إلقاء المخلفات فى الترع والقنوات كنوع من المشاركة.

وفيما يتعلق بصناعة الغزل والنسيج، أكد الرئيس أن الدولة بصدد تنفيذ خطة طموح للنهوض بهذه الصناعة فى مصر، تقوم على تضافر جهود الدولة وكل العاملين القائمين عليها من خلال التوسع فى انشاء المصانع، معربا عن أمله فى الوصول بحجم صادرات الصناعة المصرية إلى 100 مليار دولار على الأقل خلال السنوات الأربعة المقبلة.

وشدد الرئيس على أهمية الحفاظ على صناعة النسيج التى بدأت فى مصر منذ نحو 150 عاما وحققت تقدما كبيرا فى الأربعينيات، ثم تعرضت إلى مشكلة خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن المشكلة التى تواجه أى صناعة أو منشأة تقوم الدولة بتشييدها تكمن فى إدارتها، ووجه بإدارة المصانع الجديدة بشكل جاد ومنضبط، قائلا: «مفيش هزار ومفيش دلع» مشيرا إلى أن الحفاظ على أى مشروعات جديدة أو مصانع جديدة يتطلب إدارة جيدة تتواصل باستمرار مع العمالة الموجودة داخلها كجزء من النجاح.

> الرئيس السيسى فى صورة تذكارية خلال افتتاح المجمع

وأشار الرئيس إلى أن عدم وجود تواصل بين القائمين على إدارة الصناعات والمشروعات، التى كانت تتمتع بتاريخ من الخبرات والشهرة العالمية، مع العاملين بها خلال السنوات الماضية تسبب فى تراجعها، مشددا على أن تحقيق النجاح والاستمرار عليه ليس سهلا، ويحتاج إلى الجهد والوقت والالتزام، وإذا كان حجم العمالة المطلوبة فى أى مصنع 100 فرد، فإنه يجب ألا يكونوا 101، بالاضافة لمتابعة اللياقة البدنية للعمالة والاهتمام بصحتهم وعمل قياس دورى لأوزانهم وتأهيلهم، والبحث باستمرار عن مدى تحقيق المستهدفات المطلوبة من كل عامل، على مستوى كل قطاع فى جميع المصانع.

وقال الرئيس: «إنه عندما يذهب إلى مصانع القطاع الخاص كان يلاحظ أن العاملين بها لا ينظرون اليه، ويظلون مهتمين بأعمالهم لإنهم سيحاسبون على التقصير فيه، وهذا يعنى أن نجاح أى مشروع من المشروعات التى نفتتحها يتطلب إدارة منضبطة تضمن استمرار النجاح، «وكل الناس تاكل عيش».

وأوضح الرئيس أن الدولة بصدد تنفيذ خطة للنهوض بقطاع الغزل والنسيج، تتضمن مصانع المحلة الكبري، مؤكدا أن برنامج الدولة للنهوض بهذه الصناعة أضخم بكثير مما يتم افتتاحه فى الروبيكي، وأن أهلنا فى المحلة يجب أن يعلموا أن الدولة لن تتخلى عن أن تعيد لغزل المحلة مكانتها التى تستحقها، مؤكدا أن تلك المكانة لن تتحقق من خلال جهود الدولة فقط، ولكنها بتضافر جهود الدولة مع كل العاملين والقائمين على تلك الصناعة، وأنه سيتم عمل مصانع بنفس مستوى الروبيكى فى المحلة، من خلال إعادة صياغة الأصول الموجودة لسداد المديونية الضخمة التى تبلغ نحو 50 مليار جنيه، مشيرا إلى أن ما سيتم فى المحلة لن يقتصر على التطوير فقط، وإنما إحلال كامل للمصانع القديمة والمتوقفة، وخلال عامين سنقوم بافتتاح المصانع الجديدة فى المحلة للعودة إلى ما كانت تحققه مصر من ناتج من هذه الصناعة.

وطالب الرئيس بتضافر جهود مؤسسات الدولة سواء فى التجارة والصناعة، أو البيئة، كل فى مكانه، يقوم بدوره، منتهى الجدية من أجل استمرار العمل فى هذا المجال بأعلى جودة، مؤكدا أن تراكم الخلل فى تلك المنظومة يتسبب فى خروج المصنع أو المنشأة من قدرتها على أن تكون منشأة اقتصادية تدر عائدا، وتتحول إلى عبء، حتى يتم التخلص منها ووقتها نكون قد فقدنا خبراتنا وقدراتنا، وفرص عمل كان يجب الحفاظ عليها.

ووجه الرئيس حديثه للعمالة المصرية قائلا: «أنتم من ستجعلون الصناعة تتقدم بكفاءتكم وحرصكم والتزامكم، ومصر لديها قدرات كبيرة جدا»، موضحا أن الذى تحقق خلال الفترة السابقة خطوة على الطريق، لكن مازالت أمامنا مسيرة كبيرة، لنصل إلى ما ننشده وهو أن يصل حجم صادراتنا إلى 100 مليار دولار على الأقل خلال السنوات القليلة القادمة.

وعقب الافتتاح، تفقد الرئيس مصنعى الغزل الرفيع والنسيج بمجمع مصانع الشركة الوطنية المصرية للتطوير والتنمية الصناعية بالروبيكي.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق