افتتح البارون إمبان قصره باحتفال مهيب، دعا إليه الشخصيات ذات المكانة الرفيعة، وكان على رأس الحضور السلطان حسين كامل، وضم الاحتفال بوغوص نوبار باشا، نجل أول رئيس وزراء لمصر، وكان شريكا للبارون فى شركة مصر الجديدة، وأنشأ قصرا لنفسه على بعد خطوات جنوب قصر البارون.
أعجب السلطان حسين بالفكرة، فطلب أن يشترى قصر البارون إمبان، الذى اعتذر له بأدب، لكن لم يمنع ذلك غضب السلطان.
خشى البارون على مشروعاته فى حى مصر الجديدة، فكلف المهندس ألكسندر مارسيل بإنشاء قصر ثالث غرب قصره فى وقت قياسي، وأهداه إلى السلطانة «ملك»، زوجة حسين كامل.
سر السلطان بالهدية لدرجة أنه أصر على أن يدفع ثمنه، ولكنه توفى قبل أن يسدد كامل ثمن القصر، فآلت ملكيته إلى شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، التى أجرته للسلطانة ملك.
ويعد القصر مثالا رائعا للهندسة المعمارية، حيث جمع تصميمه بين الطراز الإسلامى الممزوج بالطابع المعمارى المميز لضاحية مصر الجديدة وبين معايير الفنون الجميلة ذات الطابع الأوروبي، ومن ثم أصبح تحفة معمارية.
وتروى وصيفة السلطانة «ملك» أنها كانت تحب الفقراء وتعطف عليهم، وظلت محتفظة بسكنها حتى بعد قيام ثورة يوليو، حيث قابلت جمال عبدالناصر، وحصلت منه على وعد بالاستمرار فى الإقامة بالقصر والاحتفاظ بلقبها، وبعد وفاتها تحول القصر إلى مدرسة فى ستينيات القرن الماضي، ونجحت جهود الأثريين فى تسجيله أثرا فى ٢٠٠٠، وتجرى حاليا أعمال ترميمه تحت إشراف وزارة السياحة والآثار.
#3
رابط دائم: