رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

صراع العلاج والوقت

رحاب جودة خليفة

رغم الانتقادات والشكوك إزاء أدائها في هذه المرحلة الحرجة، لكن منظمة الصحة العالمية مازالت مصدر الثقة الرئيسي والمؤتمن للمعلومة الطبية والدراسات والعلاجات المتوافرة والمرتقبة. ومنذ إعلانها في مارس الماضي فيروس كورونا المستجد وباء عالميا بدأت رحلة البحث المكثف والاختبارات للتوصل لعلاج أو لإقرار آخر. وقبل أن تعلن عالمية الوباء، بدأت المنظمة رحلتها بتصريحات رآها البعض متشائمة واعتبرها آخرون واقعية، حيث كشف رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في فبراير الماضي، عن أنَّ أول لقاح ضد الفيروس لن يكون متاحاً إلا بعد 18 شهراً. ولكن للحقيقة، ومنذ 18 مارس الماضي لم تتوان المنظمة عن المبادرات لجمع كافة الشركاء الدوليين لتنظيم أبحاث واجراء اختبارات والتحقق من العلاجات التي تروج لها الدول والشركات. وبدأت بإطلاق تجربة «التضامن» مع شركائها لمقارنة خيارات علاجية ، لتقييم الفعالية النسبية لكل منها في معالجة كوفيد-19. وفي أبريل الماضي، أطلقت مبادرة دولية أخرى ضمت فرقا من 70 دولة بها علماء وأطباء وممولون ومصنعون للمساعدة على التوصل للقاح وسط اعترافهم المرير بأن تطويره قد يستغرق أكثر من عام.

وواصلت المنظمة تصريحاتها المقلقة التي تؤكد أن كورونا يصنف كفيروسات «محيرة للغاية»، ومن الصعب إنتاج لقاحات مضادة لها. وكشفت في مايو الماضي أنه توفرت بعض العلاجات التي يبدو وهي في المراحل المبكرة جدا أنها تحد من خطورة أو طول المرض، لكن ليس لديها شيء يمكنه أن يقضي على الفيروس. واكتفت بالقول أنه يتم تطوير 102 من الأمصال المحتملة للعلاج من الفيروس أنذاك، وأن هناك 8 أمصال منها دخلت مرحلة التجارب السريرية. وأكدت مجددا بأن الفيروس لن ينتهي أبدا وسيظل متوطنا دون علاج فعال لينضم إلى مزيج الفيروسات التي تقتل الناس في جمبع أنحاء العالم سنويا مثل الإيدز. ومع أنها كشفت عن التوصل للتركيب الجيني للفيروس لكن كل اللقاحات مازالت تحت التجربة حتى لو وصلت لمرحلة التجارب الثالثة.

ومع منتصف شهر يونيو الماضي، بدأ أول بيانات الصحة العالمية الرسمية الذى حمل بصيص أمل حيث رحبت بنتائج التجارب السريرية الأولية من المملكة المتحدة لدواء « ديكساميثازون» الذي يمكن أن ينقذ حياة المرضى الذين يعانون بشدة من الفيروس.

ولنكن صادقين، فإن ظهور لقاح قابل للاستخدام لفيروس كورونا المستجد بحلول نهاية هذا العام، سيمثل انجازا قياسيا في سرعته، لكن هذا ليس ممكنا على أرض الواقع. وصحيح أن الانتقادات مازالت تحاصر اداء المنظمة، لكنها في الواقع لن تصنع المعجزات، والتسرع لا يأتى أبدا بالنتيجة المرجوة شئنا أم أبينا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق