لا أعتقد أن ثمة فنانا نال هذا التقدير والنعي والمواساة كما نالته الفنانة الراحلة رجاء الجداوي والسبب في ذلك أن الجمهور تابع معاناتها من مرض الكورونا علي مدي ما يقرب من 40 يوما فكانت الوفاة بعد ذلك مؤثرة في الكتاب والنقاد.
تعرفت علي رجاء الجداوي منذ بداية عملها كعارضة أزياء وكان ذلك في الطابق الثالث فى أحد أكبر المحال التجارية بالقرب من العتبة. وكانت هي أول وجه مصري أشاهده في عروض الأزياء التي كانت دائما للأجانب في مصر أمثال إيفا وصوفيا وغيرهما.
كانت رشيقة ربما أكثر رشاقة من العارضات الأخريات وكانت بالنسبة لنا ومن حضر هذا العرض مفاجأة.
بعدها لم تنقطع الصلة مع الصديقة العزيزة لكل من عرفها ومن وقتها حتي الآن كنت أراها دائماً تعمل في كل شىء.. افتتحت محلا لبيع الأزياء في وسط القاهرة وعملت في الإذاعة وأيضا التليفزيون والسينما والمسلسلات.
طوال عمرها كنت أراها تعمل باجتهاد ونشاط لم يفارقاها حتي النهاية وكانت لها فترة مهمة أيضا في المسرح مع عادل إمام في مسرحيتي الواد سيد الشغال ثم الزعيم.
وهنا أتذكر الراحل الكبير سمير خفاجي صاحب فرقة المتحدين الذي قدم أهم وأشهر مسرحيات القطاع الخاص.
أتذكر أنه كان دائما يجمعنا في كل مناسبة لنقضي معه ومن كانوا في مسرحياته وقتا بديعا.. كان يجمعنا في عيد ميلاده وبداية العام الجديد وعندما انتهي من كتابة أول مؤلف عن حياته ومسرحياته وكانت تسبقنا إلي هذه الجلسات الفنانة رجاء الجداوي.
كنا نشعر بأنها أهم زائرة للمكان وكانت تدافع عن عادل إمام إذا لم يحضر هذه الجلسات الممتعة.
لم أسمع منها أي شكوي من زميلة أو فنانة.. كانت دائما هي البلسم للجميع وظلت تعمل حتي النهاية.
بسبب ظروف الكورونا لم يشيعها إلا ابنتها والقليل من زميلاتها لكننا جميعا مع توقع النهاية كنا في غاية الحزن من ابتعاد مثل هذه الإنسانة عن حياتنا. لا أطلب لها سوي الرحمة فقد كانت رحيمة بكل من عرفها ودائما ما تسدي النصح للجميع فهذا ما أشعرنا أكثر بفراقها. هذه الفنانة التي لم نسمع عنها أي هفوة أو غلطة طوال حياتها.
رابط دائم: