رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كمال نجيب أحد قادة الحرس القديم فى الأهرام

مصطفى سامى

  • أول من أصدر مجلة مصرية للشباب و رئيس للمنظمة الدولية للثقافة الجوية مدى الحياة





نجم من نجوم الحرس القديم وواحد من النماذج النادرة من الصحفيين الذين أعطوا الأهرام كل حياتهم بحب وإخلاص وتفان. ظل يعمل الى أواخر الثمانينيات من العمر وتوقف مضطرا عندما اشتد عليه المرض فلم يعد يفرق بين الأماكن والأزمنة والأشخاص، وأصبح خروجه من المنزل خطرا على حياته.

الأستاذ كمال نجيب كانت له الريادة فى إصدار أول مجلة مصرية للشباب فى خمسينيات القرن الماضى، وأول مجلة عن الطيران بعنوان « أخبار الطيران « وأول صحفى يتخصص فى التعليق الرياضى.

سبق الأستاذ محمد حسنين هيكل فى الالتحاق بالأهرام بعشرين عاما، لكن حبه للصحافة كاد يمنعه من مواصلة دراسة الحقوق لولا إصرار والده على الاستمرار ليحصل على الشهادة الجامعية ويلتحق بالنيابة كعدد من أفراد الأسرة. استجاب لرغبة والده وأتم دراسته الجامعية وحصل على ليسانس الحقوق عام 1941 لكنه فضل العمل فى الصحافة على النيابة.





الأستاذ كمال نجيب. واحد من الصحفيين الذين اقتربت منهم لأكثر من خمسين عاما من بينها تسع سنوات فى المبنى القديم فى شارع مظلوم بباب اللوق «أهرام تكلا» الذى كان بيتنا قبل أن يكون صحيفتنا ومقر عملنا. لكن الأهرام ابتداء من أغسطس عام 1957 وبعد صدور قانون تنظيم الصحافة عام 1962 تحول الى «أهرام هيكل»..!

الأستاذ كمال وأضطر لأن أكرر «الأستاذ» أمام اسمه، لأنه كان أستاذا حقيقيا بالإضافة الى أنه عمل فى الأهرام قبل أن أولد. كان ضمن عشرات من الحرس القديم من الصحفيين بالأهرام. لكنه كان من أبرزهم وإختلف عنهم فى ثقافته الموسوعية فقبل خمس سنوات من تقاعده الاضطرارى كان قد زار 83 دولة فى قارات العالم الخمس. كان يجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية بالاضافة الى إلمامه باللغة الألمانية.

لكننى اقتربت من الأستاذ كمال بعد أن تابعت عن قرب طريقة عمله وإخلاصه غير العادى ودقته الشديدة فى مراجعته الأخبار خاصة أخبار الصفحة الأولى ثم حكاياته التى كان يرويها عن تجاربه وزياراته المتعددة لدول العالم. كان يعيد قراءة الخبر أحيانا أكثر من مرة لدرجة أن الأستاذ صلاح منتصر كان يسخر من هذه الدقة المبالغ فيها ويقول «كمال نجيب موسوس دائما»!

كل ماأكتبه فى هذا المقال هو من خلال تجربة العمل معه فى أهرامى تكلا وهيكل. كانت تجربة ثرية استعدت أيامها التى امتدت الى خمسين عاما ومعظم أحداثها وقد كان فيها ملتزما الى أقصى حد فى مواعيد عمله وفى مظهره وفى دقته الشديدة.

سامية كمال نجيب...

بحثت عن أرقام تليفوناته فى الأهرام. المنزل فى شارع سراى الجزيرة بالزمالك لايوجد به أحد بعد وفاة الزوجة. عدت الى نعى الأسرة الذى نشر فى الأهرام يوم الخميس 18 يوليو عام 2013 بهدف التوصل الى أحد من أسرته، لكن الزوجة إيلين نخلة توفيت والابنتان ماجدة الكبرى حرم الدكتور ناجى أديب تقيم مع زوجها الطبيب الجراح فى نيويورك وسامية تقيم فى مصر الجديدة مع زوجها أمير دياب. بحثت عن سامية وزوجها خاصة أننى أعرف أنه كان يتناول الغداء معها كل يوم أحد وكانت سيارة الأهرام التى أشاركه فيها تقلنا الى منزلنا يوميا باستثناء يوم الأحد فكان يستقل سيارة أخرى بمفرده الى منزل ابنته سامية وتنتظره حتى ينتهى من الغداء وتعود به الى منزله فى الزمالك. اتصلت بجميع السائقين الذين كانوا يقودون سيارته لأتعرف منهم على عنوان منزل سامية بمصر الجديدة، وتبينت أنهم تقاعدوا ولم يبق منهم أحد وكنت قد التقيت سامية مرة واحدة عندما جاءت الى مكتب والدها تجمع متعلقاته عام 2009 بعد أن اشتد عليه المرض ونصحه الأطباء بعدم الخروج من المنزل خاصة بعد أن كان ينتظر سيارة الأهرام أمام الجريدة عائدا الى منزله فى أحد الأيام وعندما تأخرت عليه بضع دقائق سار بمفرده فى شارع الجلاء حتى ميدان رمسيس، وأمام محطة القطار جلس على الأرض بعد أن شعر بالإرهاق من طول المسافة بين ميدان رمسيس ومكتبه فى الجريدة. الأهرام اتصل بابنته على أمل أن يكون قد ذهب اليها ثم أرسل عددا من الشباب والسائقين يبحثون عنه حتى وجدوه فى هذه الحالة بميدان رمسيس.

اتصلت باستعلامات الهيئة المصرية للاتصالات للتعرف على رقم تليفون أمير دياب زوج سامية وطلبوا منى اسمه الثلاثى لأن هناك كثيرين يحملون هذا الاسم لكن اسمه فى نعى الأسرة كان ثنائيا وليس ثلاثيا. ولم أجد أمامى بعد كل هذه المحاولات للتوصل الى سامية كمال نجيب إلا أن أعتمد على ذاكرتى وعلاقتى القريبة من الأستاذ كمال.

الأستاذ كمال حتى بدايات الثمانين من عمره كان يتمتع بصحة جيدة. وكانت لياقته البدنية تفوق كل من فى عمره. وقد توقف عن تدخين السيجار قبل وفاته بثلاثين عاما وكان منزله يطل على نادى الجزيرة، وعلمت منه أنه ينزل فى السابعة صباح كل يوم ليمشى حول حلبة سباق الخيل يوميا نصف ساعة على الأقل.

وبعد بلوغه سن الخامسة والثمانين بدأ يعانى النسيان.. وكان يرد على السؤال أكثر من مرة ومع مرور الوقت زادت حدة المرض والنسيان للأسف. وعندما نصح الأطباء بعدم خروجه من المنزل حرصا عليه قبل وفاته بخمس سنوات كنت أتصل به تليفونيا فى منزله للاطمئنان عليه ولكن بعد مرور ستة شهور لم يعد يعرفنى فتوقفت عن الاتصال به.

الأستاذ كمال نجيب ينتمى الى أسرة مصرية من ملاك الأرض بالفيوم التى ولد بها وهناك فرع آخر للعائلة فى أسيوط.

نعم للصحافة ولا للنيابة...

الأستاذ كمال بعد أن أنهى دراسته الثانوية وحصل على التوجيهية التحق مثل معظم أبناء الأسر الاقطاعية والثرية بكلية الحقوق بجامعة القاهرة تمهيدا للعمل بالنيابة العامة وقد إستأجر شقة سكنية صغيرة بجوار الجامعة، لكن الصحافة جذبته فتوقف عن الدراسة عامين بعد أن التحق بالعمل بصحيفة «المصرى» ثم مجلة «روزاليوسف» ثم الأهرام عام 1937. ولكن تحت ضغوط والده وأسرته واصل دراسته وحصل على ليسانس الحقوق، لكنه لم يستجب لرغبة والده الثانية فرفض الالتحاق بالنيابة بعد تخرجه عام 1941 وواصل العمل فى الصحافة. ترك الأهرام بعد فترة قصيرة ليعمل محررا فى جريدة الدستور ثم سكرتيرا للتحرير بصحيفة الكتلة ثم محررا بصحيفة البلاغ ثم رئيسا لتحرير مجلة «أخبار الطيران» التى أسسها ثم رئيسا لتحرير مجلة «أخبار الشباب» التى أسسها أيضا وإختار زميلنا الفنان الكبير عبدالمنعم القصاص سكرتيرا للتحرير.

فى يناير عام 1950 التقى الأستاذ كمال بالاستاذ نجيب كنعان مدير التحرير الذى عرض علييه العمل فى الأهرام ومن يومها استمر فى الجريدة وتدرج فى مختلف المناصب والمسئوليات حتى تقاعده عام 2009 قبل أربع سنوات من وفاته.

أول قسم للرياضة

مع نجيب المستكاوى

عمل فى الأهرام محررا للأخبار ثم سكرتيرا للتحرير وعضوا بالديسك المركزى ورئيسا للديسك المركزى المسئول عن أخبار الصفحة الأولى. أدخل فى الأهرام صفحة للرياضة إهتم فيها بتغطية جميع اللعبات وتعرف على الأستاذ نجيب المستكاوى سكرتير اتحاد ألعاب القوى وعرض عليه أن يعمل فى الأهرام وأسس مع المستكاوى أول قسم للرياضة فى الأهرام والصحافة المصرية. لكن حبه وولعه بالطيران استمر فكان يغطى كل أخبارشركة مصر للطيران وصديقا لكل رؤسائها منذ إنشائها وحتى تقاعده، ويتابع حركة الطيران العالمية بداية علاقتنا فى الأهرام لم تكن مشجعة... فارق السن بيننا أكثر من عشرين عاما والأستاذ كمال وراءه خبرة سنوات فى أكثر من عشرة صحف ومجلات أسبوعية وأنا أتحسس خطواتى فى الأهرام كمحرر تحت التمرين عام 1962 وهنا بدأت علاقتى ثم صداقتى للأستاذ كمال نجيب.

العلاقة بين الأستاذ كمال وعدد من محررى قسم الأخبار لم تكن جيدة بسبب مراجعته الدقيقة لكل خبر وحذف مايراه لالزوم له من وجهة نظره. المناوشات والخلافات كانت دائمة مع حمدى فؤاد المحرر الدبلوماسى ومع زكريا نيل محرر الشئون العربية وإبراهيم نوار ثم إبراهيم نافع الذى كلف بدلا منه فى عام 1963 بالعمل مندوبا للأهرام فى وزارة الاقتصاد. خلافاته أيضا من الأستاذ بحرى كانت لاتتوقف فقد كانت دقته غير العادية تتسبب أحيانا فى تأخير طبع الجريدة مما يثير عليه الأستاذ بحرى.

الخلاف الأول والأخير

أتذكر فى بدايات عام 1963 وكانت التعليمات مشددة من الأستاذ هيكل وهى ضرورة طبع الطبعة الأولى من الجريدة قبل العاشرة والنصف للحاق بقطار الصعيد لشحن نسخ الطبعة الأولى عليه المتجهة لمدن الصعيد والحقيقة أن كل أعضاء الديسك المركزى التزموا بهذه المواعيد باستثناء الأستاذ كمال الذى يحرص أن يصدر الأهرام بلا أخطاء مهما تأخر. كنت سكرتير التحرير المسئول عن الطبعة الأولى وكان الأستاذ كمال مسئول الديسك، وتأخرت مواد الصفحة الأولى فى ذلك اليوم عن موعدها المحدد، واضطررت للإسراع فى توضيب واخراج الصفحة وإرسالها للمكبس وكانت آخر صفحات الجريدة. الأستاذ كمال جاء الى الدور الثالث ليراجع الصفحة بنفسه على الرصاص لكنه لم يجد الصفحة الأولى التى كنت أرسلتها للطبع ولم يكن أمامى سوى خمس دقائق على الساعة العاشرة والنصف. طلب الأستاذ كمال إعادة الصفحة ورفضت إعادتها حرصا على مواعيد الطبع واللحاق بقطار الصعيد. الأستاذ كمال أصر على إعادة الصفحة وكان هوالأكبر سنا وخبرة وتجربة، وهددته بأننى سوف أترك الجريدة اذا أصر على موقفه. وحدثت مشادة بيننا لم تستغرق سوى دقائق وأعاد الأستاذ كمال الصفحة وخرجت من الجريدة عائدا الى منزلى وتركت له العمل يتصرف فيه كما يشاء بمفرده وبدون سكرتير تحرير فنى. الأستاذ كمال كتب تقريرا بماحدث وأرسله لرئيس التحرير الذى طلب من بحرى إجراء تحقيق معى وكيف أترك العمل وأخرج من الجريدة بسبب خلاف مع الأستاذ كمال؟ شرحت للأستاذ بحرى تفاصيل ماحدث... أبلغنى أننى أخطأت وأن تصرفى لم يكن هو التصرف المسئول. لم تكن علاقة بحرى مع الأستاذ كمال طيبة لكنها أيضا لم تكن سيئة..! سألنى بحري: «لماذا لم تصمم على موقفك حتى اذا وصل الأمر الى التشاجر مع الأستاذ كمال..؟» وكان ردي: «الأستاذ كمال يعمل فى الأهرام قبل أن أولد فكيف أن أرفع صوتى عليه»...؟ ابتسم الأستاذ بحرى وطلب منى أن أعود الى العمل وألا يتكرر ذلك فى المستقبل. فى اليوم التالى كان عملى فى المساء مع الأستاذ كمال وكنت أشعر تجاهه بخجل شديد لكنه دعانى الى مكتبه وأصر على أن أتناول العشاء معه بعد أن انتهينا من الطبعة الأولى. كان أول خلاف لى مع الأستاذ كمال رحمه الله.

اقتصاديات الطيران

الأستاذ كمال نجيب انتخب رئيسا «للمنظمة الدولية للثقافة الجوية» منذ إنشائها عام 1978 حتى وفاته، وحصل على جائزة رائد الثقافة الجوية فى العالم عام 1981 كما حصل على ميدالية الأكاديمية الوطنية للطيران والفضاء من فرنسا عام 1985. وفى 2013 توفى الأستاذ كمال نجيب يوم 17 أغسطس من نفس العام.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق