يشغل مكانة مميزة فى الأدب العالمي، من أهم الأدباء الأمريكيين؛ تميز بأسلوبه الخاص السلس الواضح الخالى من الإسهاب وبتجديده للرواية؛ إنه إرنست هيمنجواى الذى توافق ذكرى ميلاده ووفاته هذا الشهر ( ولد فى 21 يوليو 1899ومات فى 2يوليو عام 1962).
أحب الحياة ورأى أنها يجب أن تعاش ببسالة؛ وأن يسعى الإنسان لتحقيق شغفه وأحلامه ويرفض التخلى عنهما طلبا للسلامة كما يفعل معظم البشر.
عاش مع والده الطبيب عاشق الطبيعة والصيد، وأمه محبة الموسيقى، وأحب الصيد ومارسه طوال حياته.
تطوع فى التمريض فى الحرب العالمية الأولى وكان بالتاسعة عشر من عمره، وأصيب إصابات خطيرة كادت تودى بحياته، وشارك بالحرب العالمية الثانية وعاصر أهوالها وربما ذلك ما دفعه للقول: لا تظن أبدا بأن الحرب مهما كانت ضرورية أو مبررة؛ أنها ليست جريمة. ونال هيمنجواى بالحربين الأوسمة، وفاز بقدر هائل من التجربة الإنسانية أثمرت عن إبداعاته المتفردة والمتقلبة كأمواج البحر بين الهدوء والصخب، اليأس والأمل، الضعف والقوة .
عمل بالصحافة ونال جائزة بوليترز الأمريكية عام 1953، وأكد أن العمل الصحفى يفيد الأديب ولا يضره؛ شرط أن يتوقف بالوقت المناسب.
تنقل كثيرا بالعالم وزار فرنسا وكوبا وأسبانيا وأفريقيا بحثا عن المغامرة وحبا للطبيعة ولممارسة الصيد.
كتب أول مجموعة قصصية بعنوان ثلاث قصص وعشر قصائد عام 1923. ومن رواياته؛ «وداعا للسلاح»، «لمن تدق الأجراس»، «سوف تشرق الشمس».
لا يذكر هيمنجواى إلا وتستدعى روايته الرائعة؛ «العجوز والبحر»؛ التى قادته للفوز بنوبل 1954. قالت لجنة نوبل انه استحقها لأستاذيته فى الرواية الحديثة ولقوة أسلوبه، وفيها يستعرض حياة العجوز الذى ظل يذهب ومعه ولد صغير لأيام طوال للصيد بلا فائدة حيث يعود يوميًا صفر اليدين، ولكنه يواصل الذهاب للصيد حتى يفاجأ يومًا باصطياد سمكة كبيرة جدا لم ير مثلها طيلة حياته، فلا تطول فرحته بها؛ إذ تهاجمه أسماك القرش لتحاول انتزاعها منه ولكنه يقاتل بضراوة ليحمى سمكته؛ وكأنها حلمه ونجاته بالحياة وتنتهى المعركة بعودته سالمًا ومعه الهيكل العظمى للسمكة ورأسها.
صور هيمنجواى ببراعة صمود العجوز وعدم استسلامه وتحديه لأسماك القرش فلم يدع لهم السمكة ويهرب.
كتب سيرته الذاتية فى رواية «النهر الكبير ذو القلبين»؛ وصدرت بمجلد كبير وتدور أحداثها حول الحروب وما يصاحبها من قتل ودمار وخراب ومعاناة بطل الرواية منها.
مر هيمنجواى بأوقات حرجة تعرضت فيها حياته للخطر: أصيب بالحرب، ثم تعرض لحوادث طيران تحطمت فيها الطائرات ، كما تألم بحياته الخاصة :انتحر والده واختاه غير الشقيقتين، وفشلت زيجاته الأربع. كانت حياته غير سعيدة؛ وعن ذلك قال: من الصغر وأنا أصل إلى ما أريد؛ لكننى أصل وأنا منهك بالقدر الذى لا يجعلنى أفرح، وكأنى أريد أن أصل لأستريح فقط. وربما كان ذلك أحد أسباب اكتئابه الذى جعله ينتحر ببندقية الصيد.
من أقواله: «ألد أعداء الإنسان نفسه» . «إذا عرفنا كيف فشلنا نفهم كيف ننجح أبدا» «عندما يتكلم الناس فاستمع منصتا؛ فأغلب الناس لا يستمعون أبدا».
رابط دائم: