رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حديث «العزيمة»

بريد;

للفن صلة وثيقة بحياة الإنسان منذ عصور قديمة، حيث يمس حياته بطريقة أو بأخرى، وتشمل الفنون مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنشطة مثل الفنون الأدائية التى تشمل الرقص والمسرح والسينما والأوبرا والموسيقى، وتختلف تبعًا لاختلاف المجتمع وقيمه المشتركة، أما عن دور الفن فى المجتمع فله أهمية كبيرة، حيث يؤثر على الأفراد والمجتمعات بطرق مباشرة أو غير مباشرة ويقوم بتحفيز قدرات البحث والفكر والحوار والأداء المبتكر، ويدفع الأفراد للتجديد فى أساليب الحياة، ويتسم الفن بعدة مميزات منها: تعزيز قدرات التعلم والإبداع وقيم التنوع وإثرائها، والتشجيع على التعددية، والتأثير على القيم المرتبطة بالخيارات السياسية والاجتماعية، ومعالجة الاختلافات بين الثقافات من خلال الحوار والرمزية المؤثرة، والدفاع عن مبادئ حرية التعبير والمسئولية الاجتماعية، وهناك فنون تدعم الحقائق التاريخية وأخرى تغذى الآراء المعادية للمجتمع كأفكار الانقسام والصراع الناتج عن بعض الاتجاهات المعاصرة، وثالثة تدعم الإيمان بالتفوق والمثابرة والتسامح والقوة والوطنية والكرامة، ورابعة تنشر الأفكار الإرهابية التى تحارب نشر السلام بين الدول، ولكن فى المطلق فإن الفن الحقيقى هو ذلك الذى يدعو الناس ليعيشوا معًا فى سلام وتآخ ومحبة.

واليوم يسيطر مفهوم ريادة الأعمال على الشباب كملاذ ينتشلهم من البطالة، ويمنحهم استقلالية اتخاذ القرار، بعيدا عن انتظار وظيفة حكومية قد لا تأتي، وتجنب مخاطر العمل لدى الغير والتهديد المستمر بالإقصاء، وفى إحدى الندوات التى أقيمت مؤخرا «أونلاين» وشارك فيها نخبة من الاقتصاديين وأصحاب الرؤى منهم د. محمود محيى الدين الذى أثار ملاحظة مهمة حول دور الفن الحقيقى فى دعم وتعزيز العمل وريادته، وتقدير قيمته، وذكر أنه منذ فيلم «العزيمة» الذى تم إنتاجه قبل 80 عاما وعرض عام 1939 بالسينما المصرية لم يحدث أن تم تقديم عمل قوى وصريح يعزز قيمة العمل والجهاد والمبادرة للعمل خارج النطاق الحكومى.

الغريب فعلا أن يظهر هذا المفهوم بجلاء فى ذلك الفيلم، حيث ينطلق فيلم “العزيمة»، وهو من بطولة فاطمة رشدى وحسين صدقي، والمصنف فى المرتبة الأولى بقائمة أهم مائة فيلم مصرى على مدى التاريخ، من قاعدة أن العمل الخاص أفضل وسيلة للشباب لبناء المستقبل ومواجهة مشكلة البطالة الصداع المزمن فى رأس الحكومات التى تعجز عن تحقيق معدلات نمو اقتصادية تستوعب الزيادة السكانية المستمرة، وهنا فقد سبق زمانه فى دق ناقوس الخطر حول المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن زيادة أعداد خريجى الجامعات وعدم القدرة على استيعابهم بسوق العمل، متطرقا فى الوقت ذاته إلى مشكلة البطالة المقنعة بالمصالح الحكومية والفساد الإداري، ويقدم بطل الفيلم مشروعا يتسم بالشمولية فى النشاط من استيراد وتصدير ومقاولات وتوريدات عمومية، ليبتعد عن مشكلات تقلبات السوق، وهو الذى جاء فى صميم مفهوم ريادة الأعمال بخلق نوع غير مسبوق من المنشآت أو تطوير مؤسسة قائمة بأعمالها بأسلوب ابتكاري، مع دراسة المخاطر التى تواجه النشاط والاستعداد لها، والقدرة على إقناع الآخرين بالانضمام إلى فريق عملهم ومساعدتهم فى تحقيق الأهداف.

إننى أدعو منتجى ومؤلفى وكتاب السيناريو إلى أن يبادروا إلى دعم وتعزيز توجهات الشباب بأنه لم تعد هناك فرص للعمل بالحكومة، وعلى كل شاب أن يسعى سعيا شريفا لفتح مجال رزقه بعد أن يعد العدة من تعليم أو صنعة أو معرفة جديدة يستطيع بها أن يخوض غمار المستقبل بثقة، فالمغامرة فى الشباب أمر محمود على الجميع أن يبادر ويحسن عمله.

د. حامد عبدالرحيم عيد

أستاذ بعلوم القاهرة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق