استهان الناس بقيمة اللفظ والكلمة، وكثر التراشق بينهم بالألفاظ البذيئة، وشملت الظاهرة طبقات وفئات لم نتوقع أن تنزلق لمثل هذه الممارسات، وقد انحدرت أخلاق أهل القمة إلى القاع، وتحوّلت صراعات أصحاب المناصب إلى وصلات ردح، ففقدنا القدوة، ونسى الناس ان اللسان جارحة من الجوارح، إذا انطلقت تورد صاحبها موارد الهلاك.
إن جوارح الانسان لها مزالق شديدة إذا أطلق لها العنان دون ضوابط، فإنها تصول وتجول فى أرض واسعة من الفساد والانحراف، وفى حديث رسول الله: «إن الذى يأتى يوم القيامة، وقد أتم صلاته وصيامه وزكاته، ولكنه سب هذا ولعن وشتم ذاك بات مفلسا، والمسلم ليس بطعان ولا لعّان»، وقد لخص الرسول الكريم الهدف من رسالته بقوله: «إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق»، ويقول عليه الصلاة والسلام: «هل يكب للناس على وجوههم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم؟»، والقرآن الكريم يقول: «وقل لعبادى يقولوا التى هى أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم»، (الإسراء53)، ويقول سبحانه «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» فالعاقل هو من يحمل زاده حلو الكلام واستقامة اللسان.. إن تصرفاتك محسوبة عليك، فلا تكن مفلسا عدوا لنفسك.
د. عصمت محمد محمود
رابط دائم: