لم تعد قنصلية مصر العامة فى المملكة المتحدة إلى العمل، لأنها من الأصل، لم تغلق أبوابها يوما واحدا منذ بداية أزمة وباء فيروس كورونا.
فعلى الرغم من أن القنصليات الأجنبية فى العاصمة البريطانية أغلقت أبوابها كلها تقريبا طوال فترة الوباء، فإن القنصلية المصرية ظلت تقدم خدماتها للمصريين وغير المصريين خلال أزمة الوباء.

السفير طارق يوسف
وصرح السفير طارق يوسف قنصل مصر العام فى لندن لـ«الأهرام» بأنه رأى أنه من الممكن الاستمرار فى تقديم الخدمات المعتادة رغم الأزمة غير المسبوقة، حيث قرر أنه من الأفضل تقليص ساعات العمل، من مقر القنصلية، وخدمة أكبر عدد ممكن فى طالبى الخدمات وفق الإمكانات المتاحة خلال هذه الساعات، بدلا من وقف العمل تماما «لأن القنصلية جهة خدمية هدفها تحقيق مصالح الناس».
واتبعت القنصلية تعليمات الصحة والسلامة الملزمة التى أصدرتها السلطات البريطانية للحد من انتشار مرض كوفيد 19 القاتل، وهو ما انعكس على طريقة العمل وإيقاع تقديم الخدمات المعتادة، كما أجرى القنصل تغييرات على طريقة العمل لضمان الاستجابة لأكبر قدر من طلبات الخدمة.
ومن بين هذه التغييرات، تحول عدد أكبر من العاملين إلى العمل من المنزل، حيث يتلقون الاتصالات الهاتفية على هواتف الطوارئ ورسائل البريد الإلكترونى والرد عليها بأسرع ما يمكنهم.
واستدعى هذا إضافة خطين آخرين للطوارئ، إلى الخط الحالى، استجابة لطلبات متزايدة من جانب الجالية المصرية فى أنحاء المملكة المتحدة، وتعمل هذه الأرقام طوال الأربع والعشرين ساعة يوميا، ويتولى كل العاملين فى القنصلية، بمن فيهم القنصل، الرد على الاستفسارات.
وتؤكد الأرقام أن عدد المعاملات التى أنجزتها القنصلية يشير إلى حرص فريق العمل بها إلى بذل أقصى ما فى وسعهم للإبقاء على حجم ومستوى الخدمات.
فتشير هذه الأرقام إلى أنه فى الفترة ما بين شهرى يناير ويونيو الماضيين، تجاوز عدد المعاملات المنجزة 8300 معاملة، وهو رقم قياسى مقارنة بما تقدمه القنصليات الأجنبية الأخرى فى لندن.
وشملت تلك المعاملات إصدار تأشيرات وتصديقات تجارية وعادية، وجوازات سفر وترجمات معتمدة وشهادات إدارية وشهادات ميلاد، وهذا يعنى أن القنصلية تمكنت ــ رغم ضغوط الأزمة التى فرضت تقليص عدد العاملين من داخل القنصلية ــ من تلبية نحو 1400 طلب خدمة شهريا، بمعدل 70 طلبا فى كل يوم عمل.
ووفقا للسجلات، فقد تعلقت النسبة الأكبر من الخدمات بمساعدة المصريين، من الدارسين والمرضى والعابرين والسائحين، الذين تقطعت بهم السبل فى المملكة المتحدة بسبب أزمة فيروس كورونا.
وقال يوسف إن أحد الأسباب الرئيسية لإصراره والعاملين معه فى القنصلية على استمرار العمل، رغم ضغوط الأزمة، هو تلبية أكبر عدد من طلبات التأشيرات لدعم السياحة فى مصر.
وأضاف أنه نظرا لأهمية السياحة كمصدر رزق ملايين المصريين، فإنه رأى استمرار العمل لتلبية أى طلب للحصول على تأشيرات لزيارة مصر ترقبا لإعادة الطيران واستئناف السياحة البريطانية إلى مصر.
وأنشأت القنصلية صفحة على موقع «فيسبوك» لتكون، كما قال القنصل «منصة فعالة للتواصل»، وأضاف أنه يهدف إلى «توصل خدمات القنصلية العامة إلى كل المواطنين فى أرجاء المملكة المتحدة».
وأكد يوسف أيضا أنه «من دواعى سروه أن يكون هو زملاؤه فى خدمتكم دائما».
ولكن، كيف يمكن أن تحسن هذه الخطوة الخدمات التى تقدمها القنصلية؟
تهدف صفحة فيسبوك الجديدة إلى توفير وقت طالبى الخدمات، من المصريين وغير المصريين، فبدلا من الاتصال الهاتفى سعيا للاستفسار عن الوثائق المطلوبة لقضاء معاملة ما، فإن القنصلية تنشر على هذه الصفحة الأوراق المطلوبة لكل خدمة متاحة، مصحوبة بالرسوم المطلوبة، وأوقات تقديم الطلبات وتسلم الوثائق المطلوبة.
وتلقت القنصلية طلبات متزايدة بتغيير نظام دفع الرسوم بما يمكن طالبى الخدمات من الدفع بالبطاقات البنكية، وأبدى القنصل تفهما لهذا المطلب، غير أنه أوضح أن استبدال نظام الدفع النقدى الحالى «عملية مقعدة تحتاج إلى تحديث نظام المراجعة المالية فى الدولة ككل«.
وأضاف أن كل المعاملات المالية فى جميع بعثاتنا فى الخارج «تتم مراجعتها أولا من قبل الإدارات المعنية فى وزارة الخارجية، ثم يُعاد مراجعتها من جانب شتى الأجهزة المحاسبية والرقابية فى الدولة».
وأشار إلى أنه فى ضوء ذلك «فإن تغيير نظام الدفع الحالى يستوجب إجراءات عدة مسبقة».
ومن بين أهداف صفحة التواصل أيضا، اطلاع الجالية المصرية على مواعيد رحلات الطيران، وقدوم أى لجان خدمية من مصر، مثل لجان استخراج بطاقات الرقم القومى وتلك المعنية بشئون التجنيد.
وسعت القنصلية ــ عبر الصفحة ــ أيضا إلى الحصول على تقدير أقرب إلى الواقع لعدد المصريين فى المملكة المتحدة، وهو ما يسهم فى فهم حجم الاحتياجات المتوقعة.
ولذا، يدعو القنصل العام المصريين إلى الإقبال بكثافة على ملء استمارة استقصاء منشور الآن على صفحة القنصلية.
ووفق ما جاء فى دعوة المشاركة، قالت القنصلية إنه فى إطار الجهود المستمرة التى تبذلها القنصلية العامة لجمهورية مصر العربية لخدمة مواطنينا الكرام المقيمين فى دائرة اختصاصها، فإننا نرجو التفضل بالمشاركة فى الاستقصاء الذى يهدف إلى تطوير سجلات المواطنين المصريين المقيمين فى دائرة اختصاص البعثة».
رابط دائم: