رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نافذة على الصحافة العالمية..
جواز السفر الأمريكى يفقد بريقه بسبب «الوباء»

‎شيماء مأمون
مسافرون يرتدون الكمامات ويصطفون فى مطار جون كيندى الدولي بنيويورك

لطالما كان ينظر لجواز السفر الأمريكى على أنه تذكرة ذهبية تمنح حامله فرصة للتنقل بين معظم دول العالم بسهولة دون الحاجة إلى تأشيرة الدخول «الفيزا»، إلا أنه على ما يبدو إن هذا الاعتقاد الراسخ بدأ يتلاشى مؤخرا، بعد أن شددت كثير من الدول قيود الحظر على المسافرين الأمريكيين، بعد أن تصدرت الولايات المتحدة قائمة أعلى نسبة إصابات بالكورونا ليتحول جواز السفر الأمريكى من رمز للقوة والاستثناء إلى شيء غير محبذ!

ففى الوقت الذى اختلفت فيه القيود التى تفرض على السفر من بلد إلى آخر نتيجة اتخاذ الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، إلا أن كثيرا من الدول اتفقت على شيء واحد وهو أن المسافرين القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية غير مرغوب فيهم. وهو الأمر الذى نتج عنه كثير من المواقف المحرجة، فعلى سبيل المثال تم منع خمسة مسافرين أمريكيين كانوا على متن رحلة إلى جزيرة «سردينيا» الإيطالية الأسبوع الماضى من الدخول إلى البلاد بعد هبوط الطائرة الخاصة فى الجزيرة الإيطالية. أما المكسيك فقد ناشد المسئولون الحكومة بفرض قيود أكثر صرامة على الوافدين من الولايات المتحدة للمساعدة فى منع انتشار الفيروس، علاوة على ذلك أجرت المكسيك فحوصات لقياس درجة حرارة بالنسبة سائقى السيارات، التى تعبر من الولايات المتحدة على طول الحدود بداية من الشهر الحالي، للتحقق من عدم أصابتهم وإبعاد أى شخص لا تعتبر رحلته ضرورية. وفى هذه الأثناء قام الاتحاد الأوروبى مؤخرا، بإضفاء الطابع الرسمى على خطة استئناف السفر من دول معينة، حيث تم استبعاد الزوار من الولايات المتحدة بشكل ملحوظ من القائمة، مما يمثل ضربة لاذعة للهيبة الأمريكية، خاصة وأنه كان  يُسمح للمواطنين الأمريكيين الذين يعيشون فى دول مدرجة فى القائمة المعتمدة بدخول الاتحاد الأوروبى دون الحاجة إلى تأشيرة دخول.

وسلط تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الضوء على أحدث النتائج التى توصل إليها مؤشر»جودة الجنسية» (QNI)، والذى يكشف عن المزايا الممنوحة لمواطنى الدول المختلفة ويتضمن ترتيب أفضل الجنسيات فى العالم، وأوضح التقرير الاجراءات الاحترازية للتصدى للوباء بأن القيود المفروضة على الوباء وضعت قيودا مشددة على جنسيات معينة عبر الحدود الدولية، والتى من ضمنها الجنسية الأمريكية، وأن جوازات السفر الأوروبية تفوق جودتها جواز السفر الأمريكى لأنها تمنح حامليها الحق فى إعادة التوطين فى أى مكان فى الاتحاد الأوروبى مع التمتع بكافة الحقوق.

وبخصوص هذا الشأن يقول ديميترى كوشينوف، أحد مؤسسى مؤشر جودة الجنسية وأستاذ القانون الدستورى الأوروبى فى جامعة جرونينجن بهولندا: «كان جواز السفر الأمريكى يمنح حامله منذ فترة طويلة إحساسا كبيرا بالحرية التى كان يحسده عليها الآخرون، أما الآن فقد تغيرت الأوضاع نظرا للقيود التى يواجهها الأمريكيون حاليا فى معظم دول العالم، خاصة بعد واقعة جزيرة سردينيا التى أظهرت أنه حتى السفر بالطائرات الخاصة لا يمكنها أن تسمح بالتغلب على ما يحمله جواز السفر الأمريكى من مصاعب لحامله».

ووسط تصاعد وتيرة القلق ازاء القيود الجديدة استعرض التقرير تجارب بعض المسافرين الأمريكيين الذين تعرضوا للكثير من المضايقات خلال رحلاتهم الأخيرة خلال فترة الوباء، معربين عن مخاوفهم من استمرار هذه الأوضاع، فيقول فنسنت راجكومار، طبيب فى ولاية مينيسوتا: «كنت دائما ما اندهش من قدرة جواز السفر على فتح أبواب كانت مغلقة أمامي، إلا أنه خلال رحلتى الأخيرة إلى أستراليا فى يناير الماضي، انزعجت من الاستجواب بشكل مكثف حول ما إذا كانت قد ذهبت إلى الصين»، مضيفا: «أتذكر أننى كنت سعيد جدًا لأننى أحمل جواز سفر أمريكيا، ولم أتصور يوما انه قد ينقلب بى الحال إلى ما وصلت إليه خلال الشهرين الماضيين». أما شادونا جاكسون، مصورة فوتوغرافية من ولاية ماريلاند، فقد سعت من خلال وسائل التواصل الاجتماعى إلى الحصول على الجنسية المزدوجة بسبب القيود الجديدة المفروضة على المسافرين الأمريكيين. وتقول شادونا: «أن الإجراءات الضعيفة التى تتخذها الولايات المتحدة مع انتشار فيروس كورونا تخيف وتزعج الدول الأخري» . ويشير التقرير إلى أن القرار المفاجئ الذى اتخذه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بحظر جميع الرحلات من أوروبا إلى الولايات المتحدة فى مارس الماضى لمدة شهر، دون استشارة الزعماء الأوروبيين ودون أى تحذير، قد مهد الطريق أمام رد الدول الأخرى بنفس المنهج وفرض قيود على حركة المسافرين الأمريكيين إلى أوروبا. وعكس هذا القرار العلاقة المتآكلة بين أوروبا والولايات المتحدة. ويقول روبين نيبليت، مدير معهد أبحاث لندن للشئون الدولية: «جاء قرار ترامب بطريقة عشوائية وبشكل لا يصدق، ولذلك فإنه ليس من المستغرب أن يأتى رد فعل مضاد من الاتحاد الأوروبي»، مضيفًا: «لقد مهد ترامب الطريق كثيرا لهذا، ولكى نكون صادقين، فإن هذا أمر مأساوي». علاوة على ذلك يرى كثير من الخبراء أن تحول الأحداث لم يكن مفاجئا حيث تسبب هذا الحظر المفاجئ، بإعطاء إذن ضمنى للحكومات الأخرى للقيام بنفس الشيء ضد الأمريكيين علاوة على ذلك فإنه منذ أن أصبح ترامب رئيسا، اتسمت  علاقات عبر الأطلسى «بالضحالة « بالرغم من عقود التعاون بعد الحرب العالمية الثانية، وهو ما جعل أوروبا تشعر الآن أن لها الحق فى أن يكون التعامل بينهما على قدم المساواة .

ويضيف التقرير أن الأمر لم يختلف كثيرا بالنسبة إلى كندا، وذلك بعد أن أعلنت مقاطعة «نوفا سكوشيا» عن إحباطها محاولات المسافرين الأمريكيين للتحايل على القيود من خلال القدوم إلى المقاطعة الكندية، على الحدود المكسيكية، معلنة أن هذا انتهاكا صارخا على القيود الحدودية وهو ما عرض كثيرا منهم إلى دفع الغرامة أو الاحتجاز. على الجانب الآخر يتوقع كثير من المسئولين الأمريكيين أن تكون معظم القيود الحالية مؤقتة ولمدة قصيرة. 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق