عبرة وعظة

كثر الحديث عن كيفية التعامل مع المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية في مصر، وهل يتم إقصاؤهم عن العمل الرسمى فى الوزارات والهيئات، أم نصبر عليهم حتى يقوموا بأعمال تهدد استقرار المجتمع، ثم تتم محاسبتهم؟.. ولنا عبرة وعظة فى التاريخ، فالشعب الألماني بعد هزيمته في الحرب العالمية الثانية رأي ضرورة التخلص من النازية، فصدرت مجموعة من القرارات و الإجراءات التي تستهدف القضاء علي النازية، وتطهير المجتمع منها، وإقصاء كل من يؤمن بهذا الفكر، وذلك تحصينا للدولة، بل الأكثر من ذلك أن الماده الـ١٣٩ من الدستور الألماني الصادر عام ١٩٤٩ وهو سارى المفعول حتى الآن نصت علي استمرار سريان تلك القرارات من أجل تحرير الشعب الألماني من النازية، و حصّنها الدستور بعدم الإلغاء، وتحوّلت ألمانيا إلي دولة ديمقراطية يسودها القانون، ويبقى السؤال: فهل من العدل تشبيه الإخوان بالنازيين؟.. الإجابة بالطبع لا، فكلنا يعرف أن النازيين كانوا أشد إخلاصا لألمانيا من إخلاص الإخوان لمصر، كما أن النازيين لم يستعدوا العالم علي بلادهم كما فعل الإخوان، فلماذا لا نحذو حذو الألمان ويتم عزلهم نهائيا من الحياة السياسية.

د. عصمت محمد محمود