-
المناورة طمأنت المصريين بأن القوات المسلحة قادرة على مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية
-
هشام الحلبى: المناورة أظهرت التناغم والتكامل بين القوات المختلفة بكفاءة
-
نصر سالم: «حسم 2020» تؤكد المستوى العالى من احترافية القتال وتحقيق المهام
تعد المناورة التى نفذتها القوات المسلحة على الاتجاه الاستراتيجى الغربي، بمشاركةتشكيلات ووحدات المنطقة الغربية العسكرية بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة أضخم مناورة للقوات المسلحة على الحدود الغربية، وبعثت بعدة رسائل ردع لمن تسول له نفسه تهديد الامن القومى المصرى والعبث بمقدرات الشعب المصرى .
وتؤكد المناورة جاهزية القوات المسلحة والتنسيق الكامل بين الأفرع الرئيسة فى تنفيذ أى عمل قتالى واستعداد القوات للوصول لابعد نقطة تهدد الأمن القومى كما أظهرت التناغم بين القوات المختلفة باستخدام الذخيرة الحية بكفاءة.
فيما أكد اللواء دكتور طيار هشام الحلبي، مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، فى تصريح لــ«الأهرام» أن أهمية المناورة الإستراتيجية «حسم 2020» التى نفذتها تشكيلات ووحدات المنطقة الغربية العسكرية بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، موضحًا أنها مناورة ضخمة لا يمكن الوصول إلى هذا الحجم من المناورات إلا من خلال التدرج فى التدريب لفترات طويلة حتى الوصول إلى هذا الشكل من المناورات وهى نقطة واضحة فى القوات المسلحة المصرية هى التدريب المستمر والتدرج إلى الوصول إلى حجم كبير من المناورات وهذا ما لاحظناه فى «حسم 2020» و«قادر 2020».
وأوضح أن المناورة اشتملت على ملامح كثيرة جدًا حيث تم خلالها عمليات فتح استراتيجى من خلال نقل القوات بأحجام كبيرة جدًا إلى اتجاه استراتيجى معين أو عدة اتجاهات وهو ما رأيناه فى «حسم 2020» إضافة إلى الدعم والتأمين الإدارى لكل هذه القوات كى تساعدها فى تنفيذ مثل هذه المناورة الضخمة التى استمرت عدة أيام.
وأشار إلى أن من أهم ملامح المناورة أيضًا انه تم استخدام الذخيرة الحية لكل قوات المناورة لأنه يعد من أرقى مستويات التدريب لأنه يمثل تماما جو المعركة الحقيقة كما تم خلالها التموين فى الجو مما يزود مديات الطائرات بشكل كبير جدًا بحيث يمكنها من تنفيذ العمليات على مسافات كبيرة خارج الحدود، وكذلك تم تنفيذ عملية برمائية للقوات على الساحل فى منطقة الحدودية وهذا يتطلب تدريبا خاصا لأنها هجوم من اتجاه البحر إلى البر كما تم تنفيذ فتح استراتيجى ونقل القوات الخاصة من المظلات والصاعقة.
وقال إن مناورة بهذا الشكل وعدد الأيام التى تم خلالها هى رسالة ردع عملية لا تقبل الشك ولأى تهديدات توجه للأمن القومى المصرى فى أى بعد من الأبعاد الإستراتيجية الأربعة خاصة على البعد الاستراتيجى الغربي، وربط المناورة بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للمنطقة الغربية من عدة أيام وتأكيده أننا جاهزون لمواجهة التهديدات داخل الدولة أو خارج حدودها لو حصل تجاوز لخط «سرت ـ الجفرة».
ونوه إلى أن الموقف المصرى يتضمن عناصر قوة واضحة جدًا منها قوات مسلحة قوية جدًا جاهزة للمواجهة وحسم الموقف لصالحها بما لديها من سلاح وتدريب وخطط عمليات وأن مصر لديها قرار سياسى حر لا يقبل الضغوط وهو ما سمعناه من كلام واضح وصريح من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى المنطقة الغربية العسكرية، ومن ضمن عناصر الموقف المصرى وجود ظهير شعبى قوى جدًا داعم للقوات المسلحة وقرار الرئيس عبد الفتاح السيسى لما قاله فى المنطقة الغربية العسكرية، مشددًا على أن هذه العناصر تشكل قوة ردع واضحة جدا لكل من يفكر فى تهديد مصر وأمنها القومى على أى اتجاه من الاتجاهات الإستراتيجية الأربعة خاصة الاتجاه الغربي. وشدد اللواء دكتور طيار هشام الحلبي، أن المناورة تمثل رسالة ردع لكل من تسول له نفسه تهديد مصر من الاتجاه الغربى أو أى اتجاه آخر لأن من لديه القدرة على عمل فتح استراتيجى على الاتجاه الغربى يعمل على أكثر من اتجاه وهو ما رأيناه فى المناورة «قادر 2020»، مشيرًا إلى أن الرسالة الأخرى التى تتضمنها المناورة هى طمأنة المصريين بأن قواتهم المسلحة لديها القدرة على مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية بشكل حاسم.
من جانبه، عد اللواء نصر سالم الخبير الاستراتيجى بأكاديمية ناصر العسكرية رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، فى تصريح «للأهرام» المناورة تطبيقا عمليا للقوات على ما تم التدريب عليه خلال العام المنقضى وما سبقه من أعوام تدريبية أخرى بهدف صقل مهارة القادة والقيادات والقوات للوصول إلى أعلى مستوى من الاحترافية فى القتال وتحقيق المهام.
وأكد أن المناورة «حسم 2020» تمت بأعلى درجة من الاحترافية وحققت مهامها كما هو مخطط لمثل هذه المناورات، مشيرًا إلى أن الهدف التدريبى منها هو صقل مهارة القادة والقيادات والضباط والقوات والوصول بها إلى أعلى مستوى من الاحترافية فى تحقيق المهام.
وقال اللواء نصر سالم، إن مهمة أى جيش فى العالم حماية أمن الوطن عبر إستراتيجيتين: الأولى الإستراتيجية الدفاعية وهى التصدى للعدو إذا اقترب منه ومنعه من تحقيق أهدافه، وهنا تقوم الحرب ويكون هناك خسائر بشرية ومادية. أما الإستراتجية الأخرى فهى الردع وهى تقوم على منع العدو من التفكير فى الاعتداء على الوطن وحدوده أو مصالحه داخل وخارج الوطن. ولكى يتم تحقيق هذه الإستراتيجية هناك مجموعة من الشروط التى يجب اتباعها منها «امتلاك قوة حقيقية أقوى مما لدى العدو الذى يفكر فى الاعتداء على وطنى وأن تكون هذه القوة معلنة لدى الجميع»، مشيرا فى هذا الصدد إلى ما أعلنته المؤسسات الدولية المختلفة من أن الجيش المصرى أقوى جيش فى منطقة الشرق الأوسط ويحتل المركز التاسع عالميًا.
وتابع أن جدية الردع تتمثل فى «اقتناع الطرف الذى يهددنى ويريد الاعتداء على مصالحى بأننى جاد فى استخدام قدراتى ضده إذا ما حاول الاعتداء علي، وهو ما حققته مصر خلال إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال وجوده فى المنطقة الغربية العسكرية، أن هناك خطا أحمر يجب ألا يعبره المرتزقة والإرهابيون وهو خط «سرت ـ الجفرة».
وشدد اللواء نصر سالم الخبير الاستراتيجى بأكاديمية ناصر العسكرية رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، على أن المناورة «حسم 2020» هى اصدق رسالة ردع على مدى قدرة مصر الجادة الحقيقية على تنفيذ رسالة الردع وإنزال العقاب القاسى والمناسب لأى معتدى يحاول أن يهدد أى مصلحة من مصالحى الحيوية داخل أو خارج حدودى وليس فى الاتجاه الغربى فقط بل فى الاتجاهات الأخري.
وأشار إلى التناغم الكامل ما بين القوات المختلفة والذى ظهر خلال المناورة «حسم 2020» من خلال استخدام الذخيرة الحية بكفاءة منقطعة النظير، موضحًا أن المناورة كانت رسالة طمأنة للشعب المصرى بأن لديك جيشا قويا قادرا على حماية أمنك ومصالحك فى أى وقت وفى أى مكان.
ونوه بأن المناورة رسالة أيضًا لكل من تسول له نفسه الاقتراب من الأمن القومى المصرى أو المصالحة المصرية وأن مصر لديها النية والقدرة والعقيدة القادرة على انزال العقاب الذى يفوق أى مصالح يحاول العدو الحصول عليها، كما ان المناورة تعد رسالة للمجتمع الدولى كله بأن مصر من مركز القوة وبهذه القدرات المعلنة أمام الجميع بما لديها من إمكانيات عسكرية تطالب بحل سلمى وليس حلا عسكريًا بأن يلجأ أطراف الصراع إلى الحل السلمي، وعلى المجتمع الدولى تحمل مسئولياتها لإقرار السلم والأمن الدوليين ومنع قيام أى حروب فى هذه المنطقة.
وخلص اللواء نصر سالم إلى القول إن إعلان تركيا أنها ستقوم بتدريبات بحرية أمام السواحل الليبية البحرية تأتى كرد فعل لما أعلنته مصر سابقًا وأن تركيا تقوم برد الفعل، مؤكدًا أن مصر ستكون دائمًا صاحبة المبادرة والقرار فى أى عمل يحمى الأمن القومى المصرى ويحافظ على مصالحنا.
رابط دائم: