رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

‎هوليوود تخرج عن «صمت الحملان»

‎شريف سمير

‎ماذا بوسعك أن تقدمه لى وأنا «حبيس» جدران المنزل؟.. سؤال إجبارى يحمل اختبارا مصيريا أمام صناع السينما فى هوليوود لإيجاد بدائل للترفيه وإمتاع المشاهد العادى بعد أن عزلته جائحة كورونا عن العالم .. ونفس السؤال يرشدنا إلى أن عملية الإبداع لاتُختزل فى الرؤية السينمائية والخيال الفنى أمام الكاميرا، وإنما فى الحلول السحرية والتفكير خارج الصندوق عند التعاطى مع أى محنة أو كارثة!.

‎بمجرد انفجار مشهد كورونا، لم تقف الأطراف الأقوى فى عالم السينما الأمريكية مكبلة الأيدي، وبادر القائمون على الصناعة بمساندة المتضررين من آلاف العمال والموظفين وفرق الفنيين، حيث أنشأت شبكة «نتفليكس» صندوق إغاثة بـ ١٠٠ مليون دولار لمساعدتهم بعد بقائهم عاطلين عن العمل. ‎ولكن هل تكفى هذه المحاولات المحدودة؟! .. فما زال أمام سينما هوليوود كمشروع فنى وتجارى ضخم المزيد من التحديات لتعويض خسائر بلغت أكثر من ١٠ مليارات دولار فى غضون ٤ شهور عانت فيه من خواء الاستوديوهات ومواقع التصوير، وتوقفت آلة العرض داخل دور السينما والمسارح..

وبذلك جاء الدور على محركات هذه الصناعة لشحذ أفكارها لتحطيم هذه الشرنقة.:وبدأ العمل من المنزل كوسيلة لعدم تعطيل أى مكون إبداعي، وهى مهمة صناع الورق بالدرجة الأولي، إذ تمكن بعض كُتاب السيناريو من تحويل العزلة إلى أداة إنتاج، وبالفعل نجح فريق كُتاب عمل (One Day at a Time)، من شركة «سوني» فى تأليف قصة للموسم الرابع القادم عن بُعد من خلال تطبيقات «السكايب» أو «الزووم». بدءا بأسلوب التصوير وآلية الإخراج، حيث رفضت هوليوود أن ترفع الراية البيضاء استسلاما لكورونا وتداعياته من إلغاء المهرجانات والمناسبات الفنية الكبري، فبدأ المبدعون فى ابتكار قوالب وأطر جديدة للتغلب على حالة الجمود واعتماد التقنيات الرقمية وتقليل الاستعانة بالمجموعات الضخمة والتصوير عن بعد، فضلا عن الاستعانة بالمؤثرات البصرية والصوتية وأماكن التصوير الافتراضية .. ودارت الأفلام المستقلة فى فلك الأفكار البسيطة والقصص الإنسانية المكثفة وراء باب منزل أو داخل غرفة عناية مركزة للتأثير دراميا على الجمهور واتساقا مع تفاصيل وأجواء المحنة التى عاشها العالم بأسره.

‎وأفرز هذا الاتجاه فيلما حول بشر محاصرين فى مصعد معطل، يواجهون السقوط والوباء بين السماء والأرض، وقد تتوالى مثل هذه النماذج المُوفِّرة فى ميزانيتها وظروف ولادتها لضخ دماء جديدة فى شرايين السينما!.

‎ودب النشاط فى خلية النحل داخل استوديوهات «باينوود أتلانتا» التى أنفقت أكثر من مليون دولار على إجراءات السلامة والأمان داخل أماكن التصوير، لتقليل مخاطر العدوى على العاملين والفنيين. وإمعانا فى الوقاية وعدم المجازفة بأى احتمال خطأ لوقوع إصابات أو انتكاسات، برزت تقنية «الإنتاج الافتراضي» القائمة على استخدام مكان تصوير متخيل، وتمكين الممثلين من أداء أدوارهم بسلاسة عبر البيئة الرقمية أو مهارات الكمبيوتر، وتعكف هوليوود حاليا على الاقتداء بسلسلة أفلام «هارى بوتر» و«مملكة الخواتم» و «حرب النجوم» فى تقديم أعمال مماثلة توظف التكنولوجيا الرقمية لخدمة المؤثرات الصوتية والخدع البصرية دون تعاملات مباشرة بين البشر.

‎ولم تمنع تلك المسارات المتوقعة من انتشار وثيقة «الورقة البيضاء» المكونة من ٢٢ صفحة ونشرتها صحيفة «ذا صن» البريطانية، والتى أصدرتها الرابطة التجارية لكُتَّاب السيناريو وتشترط توافر أدوات الحماية الشخصية من الوباء للعاملين فى كل موقع تصوير، وعلى نحو يُمكِّن المساعدين من اختيار الممثلين وإجراء البروفات والمقابلات من وراء زجاج واقٍ .. وتضمنت الوثيقة أيضا وجود أشخاص مسئولين عن مراقبة الالتزام بإجراءات الوقاية من الفيروس خلال التصوير، سيطلق عليهم «ضباط كورونا» أثناء التصوير والاختبارات .. ووافقت الاستوديوهات والاتحادات العمالية فى نيويورك على الوثيقة لضمان تنظيم أجواء التصوير والعمل. وهاهى هوليوود تخرج عن «صمت الحملان» وتنتفض ضد زلزال «كورونا» وتواجه توابعه بعقول صناعها وأفكار مبدعيها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق