رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى ذكرى ثورة 30 يوينو «المحروس والمحروسة».. صيحة غضب ضد حكم الإخوان

باسم صادق
> سوسن بدر وأحمد راتب وشادى سرور فى مشهدين من عرض «المحروس والمحروسة» الذى قدم فى مارس 2013

فى مثل هذه الأيام قبل سبع سنوات كانت حالة الغضب قد تفجرت فى الشارع المصرى وخرجت جموع الشعب إلى الساحات والميادين فى مظاهرات حاشدة تعلن رفضها القاطع لحكم جماعة الإخوان التى سعت بكل قوة إلى أخونة أجهزة الدولة وخاصة وزارة الثقافة.. ومحاولاتهم المستميتة لإلغاء كل الفعاليات الفنية وإقصاء قيادات الوزارة المعارضين لأفكارهم وعلى رأسهم الفنانة د. إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا وقتها.. وهو ما دفع المثقفين إلى اعتصام وزارة الثقافة يوم 5 يونيو باعتباره الشرارة الأولى للثورة.. ثم استمر حتى يوم 30 يونيو لينضم إلى مظاهرات الشعب المصرى.

وطوال العام الذى حكم فيه الإخوان لم يقف المسرح صامتا على ممارساتهم بل كان شاهدا ومصطدما ورافضا إصرارهم على وأد كل فعالية فنية مستنيرة.. ليس على مستوى المسرح فقط بل أيضا حفلات الموسيقى أو الباليه وغيرها من أشكال الفنون.


لذلك شهدت مسارح الدولة عدة عروض درامية تمهد وتتناول أفكار الثورة نتيجة القهر والفساد الذى شهدته تلك الفترة القاسية من عمر الوطن.. كان منها مثلا على مسرح الطليعة عرض «رحلة حنظلة» تأليف سعد الله ونوس واخراج إسلام إمام وتدعو المواطن البسيط إلى التمرد على القمع.. ومسرحية «عاشقين ترابك» فى مسرح البالون إخراج محمد الشرقاوى وكانت مجموعة لوحات الدرامية تشبه دفتر أحوال الوطن وتطرح كثيرا من التساؤلات عن حالة الارتباك السياسى وتفتح ملفات شهداء رفح والفتنة الطائفية وما إلى ذلك.. وقد واجه العرض مطالبات رقابية تعسفية منها رفض ظهور أى ممثل يرتدى لحية وحذف أى ذكر لكلمة قنديل قد تعتبر إسقاطا على رئيس الوزراء الإخوانى هشام قنديل.. بالإضافة إلى حذف كل المشاهد المنتقدة للحزب الحاكم كشرط للموافقة على منح العمل التصريح الرقابى بالعرض.

بينما جاءت فرقة المسرح القومى لتقدم أقوى صفعة درامية على تجاوزات حكم الإخوان بعرض «المحروس والمحروسة» قبل اندلاع الثورة بثلاثة شهور.. وهو أحد أهم مؤلفات الكاتب أبو العلا السلامونى التى استخدم فيها الواقعة التاريخية لفتوى أصدرها الخليفة المستعصم لمنع شجرة الدر من أن تكون ملكة مصر وإرغامها على الزواج من رجل لتحكم باسمه هو عز الدين أيبك.. وهى قصة تعود أحداثها إلى سقوط الدولة العباسية ودخول المغول إلى الأراضى العربية وقيادة شجرة الدر للحرب وانتصارها عليهم .

شكّل العرض هزة عنيفة لأفكار الإخوان المتطرفة باعتباره الوحيد تقريبا الذى استخدم ميدان الفن فى محاربة أفكارهم بشكل مباشر فى نفس توقيت حكمهم وبسبب تصاعد خطواتهم الاستفزازية لإقصاء كل من يخالفهم الرأى.. ونظرا لتلك المقارنة التى عقدها المؤلف والمخرج بين تلك الواقعة وبين حكم الإخوان ممثلا فى شخصية الخليفة المستعصم خاصة وأن تجسيد الراحل أحمد راتب تلك الشخصية كان محملا بغضب وانفعالات حقيقية ضد كل الممارسات القمعية للجماعة وحزبها الحاكم فلم يخل تجسيده شخصية الخليفة من سخرية لاذعة وإسقاطات تهكمية على قيادات الإخوان وتوجههم لشراء أصوات الناخبين بالزيت والسكر وخلافه.. بالإضافة إلى أداء سوسن بدر شخصية شجرة الدر بكل القوة والعنفوان الذى تقتضيه سمات تلك السيدة العظيمة.. وكذلك لقاء سويدان التى جسدت أربعة أدوار متباينة السمات بتمكن شديد.. كما أدى شادى سرور دور الوزير الداهية محمد العلقمى الذى كان سببا فى كل هذه الأحداث بتوريط الخليفة المستعصم.. ويتذكر شادى سرور مخرج العرض أيضا تلك الأيام قائلا: واجهنا تعنتا شديدا وقتها من قبل الرقابة التى رفضت حوالى 11 مشهدا تضمنت ذكرا مباشرا للجيش القطرى والتترى وقصر الاتحادية.. ومنها مشهد قتل أيبك فى الحمام ضربا إلا اننى رفضت حذفه لأنه مشهد تاريخى حقيقى وحذفه سيخل بقوام العرض.. وقد جذبتنى فى النص فكرة اللعبة المسرحية التى توقع بالخليفة المستعصم فى حفل بإحدى الحانات تجسد فيه الجارية ريحانة دور شجرة الدر وحينما يجد أن لا أحد يعرفه فى الحانة يقرر أن يجسد هو نفسه دور المستعصم.. ومن هنا تبدأ لعبة الخروج والدخول فى الحكايتين الحقيقية والمتخيلة.. مشيرا إلى أن أحد أهم أسباب نجاح العرض هى أشعار الأغانى التى كتبها سامح العلى ومنها أغنية «لبّسوه». وأضاف: استمر العرض لمدة ثلاثين ليلة فقط بدءا من 21 مارس 2013 ولم يتم التجديد له رغم النجاح الساحق الذى حققه.. وتفاعل الجمهور معه باعتباره رسالة حادة ضد طغيان الإخوان.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق