-
المالكى يحذر من جر العراق للفوضى.. ودلائل على تلقيه تهديدات قبل أيام من مقتله
شيع عراقيون فى العاصمة بغداد، جثمان الخبير الأمنى هشام الهاشمي، الذى اغتاله مسلحون مجهولون مساء أمس الأول فى حادثة أثارت موجة غضب داخل العراق وخارجه، حيث تعالت الأصوات المطالبة بالكشف عن منفذى العملية.
وحمل أصدقاء الهاشمى وأفراد عائلته نعشه على الأكتاف وساروا به نحو مثواه الأخير، وسط دموع الحزن والأسى على مقتله، الذى قوبل بتنديد محلى ودولي.
وكشفت وسائل إعلام عراقية، أن مجموعة مسلحة تستقل دراجتين ناريتين أطلقت النار على الهاشمى أمام منزله فى منطقة زيونة، ما أدى لإصابته بعدة طلقات نارية من منطقة البطن وصولًا إلى الرأس. وأضافت أن الهاشمى فارق الحياة فى مستشفى «ابن النفيس»، إذ نقل إلى هناك إثر إصابته بجروح بليغة خلال الهجوم.
وكان مقربون من الهاشمى قد قالوا إنه أبلغهم قبل أسابيع من وفاته، بأنه يخشى أن تستهدفه ميليشيات مدعومة من إيران، والسبب أن الهاشمى كان معروفا بانتقاده لنشاط الميليشيات.
ونشر زعيم تيار مواطنون العراقي، غيث التميمي، عبر حسابه الرسمى فى موقع تويتر، محادثة جرت بينه وبين الهاشمى قبل تعرضه للاغتيال، تكشف تلقى الأخير تهديدات بالقتل من ميليشيات حزب الله العراقي.
يأتى هذا, فيما ذكرت مصادر إعلامية إن الهاشمى وضع قبل شهرين على قوائم الاغتيال لدى تنظيم داعش الارهابى، الذى تبنى أحد أذرعه الإعلامية غير الرسمية عملية الاغتيال، لكن مصادر أخرى تستبعد أن يكون التنظيم الإرهابى وراء قتل الخبير الأمني، فيما ربط أصدقاؤه بين اغتياله وحملات إعلامية شرسة ضده نظمها محسوبون على الفصائل المدعومة من إيران.
فى غضون ذلك، وصف مسئولون فى الحكومة العراقية الحادث بعملية قتل متعمد، دون أن يوجهوا أصابع الاتهام إلى جماعة معينة، بينما أمر وزير الداخلية العراقى بتشكيل لجنة تحقيق بشأن ملابسات عملية الاغتيال.
من جانبه، توعد مصطفى الكاظمى رئيس الوزراء العراقى قتلة الهاشمى قائلا :لن ننام قبل أن يخضعوا إلى القضاء، مشددا على أن من تورّط بالدم العراقى ستلاحقه العدالة ولن نسمح بالفوضى وسياسة المافيا أبدًا.
وأضاف ــ خلال جلسة مجلس الوزراء : لن نسمح لأحد بتحويل البلاد إلى دولة للعصابات.كما أمر رئيس الوزراء العراقى بإعفاء قائد الفرقة الأولى فى الشرطة الاتحادية العميد الركن محمد قاسم من منصبه، وأوضح مصدر أمنى أن الإقالة تأتى على خلفية اغتيال الهاشمي.
وفى السياق نفسه، أكد الرئيس العراقى برهم صالح، أن جريمة اغتيال الهاشمى «شنيعة» تستهدف الإنسان العراقي، معلناً أن خارجين على القانون هم وراء الاغتيال، مشيرا إلى ضرورة الكشف عنهم ومحاكمتهم.
وأدان رئيس مجلس النواب العراقى محمد الحلبوسي، عملية الاغتيال، مطالباً الأجهزة الأمنية بملاحقة القتلة، ودعا لكشف التحقيقات للرأى العام،هذا فيما ناشدت البعثة الأممية فى العراق بملاحقة قتلة الهاشمى ومحاكمتهم، كما أدانت البعثة الجريمة، واعتبرتها «عملا جبانا».
أما سفير الاتحاد الأوروبى لدى العراق مارتن هوث، فأعرب عن خالص تعازيه لعائلة الهاشمى ومحبيه، قائلا: «يجب تقديم منفذى عملية الاغتيال للمحاكمة»، مؤكداً أنها «جريمة شنيعة».
يأتى هذا فيما، قال سفير بريطانيا فى العراق ستيفن هيكي، إن الهاشمى كان أحد أفضل المفكرين الشجعان فى البلاد، مشدداً على ضرورة محاسبة الجناة.
من جانبه، استنكر نورى المالكي، الأمين العام لحزب الدعوة العراقي، رئيس ائتلاف دولة القانون، عملية الهاشمي، محذرا من محاولة جر العراق إلى الفوضى والقتل. وقال ـ فى بيان أصدره أمس ـ إن الاغتيال ينعكس سلبا على وحدة الموقف العراقي. وأضاف: «الحذر ثم الحذر من مخططات أعداء العراق».
وعلى صعيد متصل، أدانت السفارة الإیرانیة فی بغداد حادثة الاغتیال، وذكرت ـ فی بیان مقتضب ـ أنها «تدین بشدة هذا العمل الإجرامی المتمثل باغتیال النخب وإن الداعمین والمنفذین لهذه العملیات یهدفون إلی زعزعة العراق وإیقاع الفتن بین أبناء البلد الواحد واستعادة العنف إلی البلاد».
وفى غضون ذلك، كشف تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أن الهاشمى كان هدفا بارزا للميليشيات التابعة لإيران منذ فترة رئاسة عادل عبدالمهدي، وقد تعرض لتهديدات جدية من الميليشيات المرتبطة بإيران، ووصفت مقتله بالخسارة الجسيمة فى الحرب على الإرهاب، حيث يعتبر أحد أبرز الخبراء الدوليين المحللين لتنظيم داعش، ولديه العديد من الأبحاث المهمة فى هذا الشأن، وقدم إسهامات كبيرة للحكومة العراقية.
وفى القاهرة ، ندد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بأشد العبارات اغتيال الباحث السياسى الهاشمي.وصرح مصدر مسئول بالأمانة العامة للجامعة بأن الجامعة العربية تدعم بقوة الجهود التى تبذلها الحكومة العراقية الرامية الى حصر السلاح بيد الدولة، كما تضم صوتها لجميع الأصوات المطالبة بالكشف عن مرتكبى حوادث الاغتيالات التى طالت الناشطين السياسيين مؤخرا، وتقديمهم للعدالة.
ومن جهته، أدان الدكتور مشعل بن فهم السُّلمى، رئيس البرلمان العربى، بأشد العبارات، جريمة الاغتيال. وأعرب رئيس البرلمان العربى عن بالغ تعازيه، وخالص مواساته، إلى العراق رئيسا وبرلمانا وحكومة وشعبا.
وشدد ــ فى بيان أمس ــ على دعمه وتأييده للجهود والإجراءات، التى تتخذها الحكومة العراقية الرامية إلى جمع السلاح، وجعله حصرا بيد الدولة، لتحقيق الأمن والاستقرار، وفرض سلطة القانون، مؤكدا أن هذه الجريمة، التى تستهدف الفكر والرأى، تمثل عملا إرهابيا جبانا ترفضه كل الأديان والأعراف والقوانين، معربا عن دعمه للأصوات المطالبة بإيقاف الاغتيالات السياسية، التى طالت عددا من الناشطين العراقيين فى الفترة الأخيرة، والكشف عن مرتكبيها وتقديمهم للعدالة الناجزة.
رابط دائم: