أتفق مع ما خلص إليه م. هانى أحمد صيام فى رسالته (زواج العصر) من أنه لا غضاضة فى أن تقوم فتاة بعرض نفسها للزواج في إطار أخلاقى عبر مواقع التواصل الاجتماعى، مشيرة إلى الشروط الواجب توافرها فى الزوج المأمول! ومما يعزز وجهة نظره التى عرضها بالتفصيل فى رسالته المشار إليها ما قاله الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر - فى أحد أحاديثه اليومية التى تذاع على الفضائية المصرية - من أنه يجوز شرعا للفتاة أن تخطب لنفسها، وللأب أن يخطب لابنته حين يرى أن هناك شابا صالحا مناسبا لها، وإن أنكر أحد ذلك، فإنما ينكره لا بميزان الشرع بل بميزان العادات والتقاليد والأعراف، وحدث ذلك بالفعل فى عهد النبى (صلى الله عليه وسلم)، فعن ثابت البنانى أنه قال: كنت عند أنس وعنده ابنة له, قال أنس: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها، فقالت: يا رسول الله ألك بى حاجة؟!! فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها.. واسوأتاه !! واسوأتاه !! فعاجلها أنس قائلا: هى خير منك.. رغبت فى النبى صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها .. أما أنت فكنت متأثرة بالعادات والتقاليد فأردت أن أصحح لك ذلك بالشريعة الإسلامية، واستنبط الفقهاء من هذا الحديث جواز أن تعرض المرأة نفسها على الرجل الصالح، إذ يتجسد فيه معيار الخلق والتدين!! كما حدث ذلك حين تأيمت (صارت أرملة) حفصة بنت عمر بن الخطاب من زوجها خنيس بن حداقة فعرضها الفاروق على عثمان بن عفان ثم عرضها على أبى بكر الصديق فصمت أياما ولم يجب بنعم أو لا ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد عرض ذلك الإمام البخارى فى صحيحه تحت عنوانين: الأول باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح، والثانى باب عرض المرء ابنته أو أخته على أهل الخير!! كما ألمحت المرأة الصالحة لرغبتها فى الزواج من موسى عليه السلام بقولها – كما قال الله تعالى عنها – (قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين) «القصص 26»، والظاهر أنها هى التى عرضها أبوها على موسى عليه السلام كما قال تعالى (قال إنى أريد أن أنكحك إحدى ابنتى هاتين على أن تأجرنى ثمانى حجج) «القصص 27» !! وفى (الموسوعة الفقهية) يجوز عرض المرأة نفسها على الرجل وتعريفه رغبتها فيه لصلاحه وفضله أو لعلمه وشرفه أو لخصلة من خصال الدين.
أنور أشرف أنور ــ وزارة السياحة
رابط دائم: